إن علاقة المعلم بأولياء أمور الطلاب ركيزة أساس من ركائز

البناء التربوي المتكامل المنشود للطالب ، من خلالها يستطيع

الطرفان رسم سياسة موحدة ومتقنة للتعامل الأمثل مع الطالب

داخل المدرسة وخارجها ، إذ إن كثيراً من العوائق التي تعترض

مسيرة الطالب التعليمية والتربوية تعتبر من الأسرار التي يحتفظ

بها الوالد أو المعلم أو كلاهما ، ولن تتم الحلول المثلى لها

بمعزل عن التفاهم الواضح والصريح بين طرفي التوجيه للطالب

، لذا ؛ كان لزاماً الاهتمام بها والتعامل معها بجدية وواقعية من

خلال المحورين التاليين :

المحور الأول : محاور العلاقة بين المعلم وولي الأمر
1
/ إن علاقة المعلم بولي الأمر يجب أن تكون علاقة قائمة على

التعاون والتكامل بين الطرفين ، يكمل كل منهما دور الآخر ويقوم

مقامه ، ويبذلان ما يستطيعانه من جهد ومعلومات من شانها

الرقي بمستوى الطالب وإزالة العوائق التي قد تعترض طريقه .

2/ علاقة المعلم بولي الأمر يجب أن تكون تشاوريه قائمة على

اللقاءات الجانبية والجلوس على بساط الحوار وطاولة النقاش

لأخذ ما لدى الآخر من رؤى ونظرات وملحوظات واقتراحات ،

ويفضي كل منهما للآخر ما يختلج في صدره تجاه الطالب .

3/ ومما يجب أن لا ينسى أن تكون العلاقة بين المعلم وولي الأمر

قائمة على الصراحة والوضوح وإبداء ما يعتقده الطرفان بكل

شفافية وانفتاح ، وأن يبتعدا كل البعد عن إخفاء الحقائق

الواجب ذكرها والبوح بها ؛ رحمة بالطالب وحرصاً على

الوصول إلى أقرب الطرق لصلاح الولد ونجاحه .

المحور الثاني : آليات تفعيل العلاقة بين المعلم وولي الأمر

1/ لابد أن يقوم المرشد الطلابي بالمدرسة بتفعيل أدوار المعلمين

وحثهم بصورة دورية للقيام بالدور المنشود مع أولياء الأمور .

2/ تعزيز الدور الإيجابي لدى المعلم تجلية دوره التربوي والتعليمي .

3/ تشجيع مدير المدرسة للأدوار الجميلة التي يقدمها المعلم تجاه الطلاب وأولياء أمورهم .

4/ المشاركة الفاعلة من قبل المعلم في مجالس الآباء والمجالس واللجان المدرسية .

5/ إشعار أولياء الأمور بأهمية الدور التكاملي والتعاوني بين المعلم وولي الأمر .

6/ إطلاع المعلم وولي الأمر على حد سواء بالثمرات التي يجنيها الجميع من وراء العلاقة الصادقة بين الطرفين والتي يعود نفعها على الطالب ومنها :
أ ـ تخفيف العبء عن كاهل المعلم وولي الأمر في تربية الطالب ؛ حيث يتشاطر الطرفان المسؤولية والتوجيه بدلاً من إلقاء كامل المسؤولية على عاتق أحدهما .
ب ـ التكامل الثقافي والوعي الإرشادي بين الطرفين حيث يتقارب المعلم وولي الأمر في وجهات النظر ويتفقا على الطرق الأنسب للتوجيه والإرشاد بما يتناسب مع إمكانات الطالب وقدراته وميوله .
ج ـ التكامل الإشرافي والوقائي حيث يرى المعلم من الطالب في المدرسة ما لا يراه الأب في بيته ، والعكس صحيح أيضاً ، مما يحتم ضرورة الالتقاء ووضع التصور المناسب للإشراف والتوجيه .

د ـ إن العلاقة الجيدة بين ولي الأمر والمعلمين تمنح ولي الأمر الفرص لزيارة المدرسة والاطلاع على جهودها وأنظمتها وعلى مسيرة ابنه داخل المدرسة مما يمنحه مزيداً من الصلاحيات نحو سلوك منهج تقويمي وتربوي جميل .

هـ ـ إن زيارة ولي الأمر للمدرسة والمنبثقة من العلاقة الجميلة بينه وبين المجتمع المدرسي تعطي الطالب انطباعاً إيجابياً نحو ولي أمره ، ومدى القدر الذي يكنه تجاه ابنه وأن ولي أمره على اطلاع دائم على سيرته وسلوكه التربوية والتعليمي مما يضيق الفرص أمام الطالب نحو السلوكيات الخاطئة