صاحبةُ الكهف
هي لا تدري كم لبثت في كهفها.. أوَت إليه عندما ساد الظلمُ مدينتَها . منذ متى..؟ هي لا تدري! .. فكهفها بابُه غربي لا يرى الشمس إلا وهي ذاهبة .. وهي لا تذكر كم شمساً غربت عليها.
أضاء البرق ظلمة كهفها فانتبهت .. و ارتعدت لصوت الرعد .. وقفت على باب كهفها ، تمتمت بدعائها واغتسلت بماء السماء..حتى توقف المطر . شعرت بدفءٍ يذيب أحزانها .. وتمتمت " أحبكَ يا موسم المطر"
عادت إلى كهفها ، وثيابُها المبللةُ تقطرُ رحمةً على الأرض القاسية .. عاشت حالةً من الفرح حتى جفت ثيابُها وانتهى موسم ُ المطر.
بدأ موسمُ الجليد .. تجمدت فرحتها من جديد.. لكنها تمردت وقررت أن تُنهيَ موسم الجليد.
في أحد أركان كهفها كانت تفترش حطباً ناعماً جمعته من حول الكهف لأعشابٍ نبتت في موسم المطر ثم جفت في موسم الفَناء. أخذت كل الحطب وأشعلت ناراً. أضاءت النار كل أركان الكهف ، وأذابت الجليد.
كانت النار قوية لم تحتمل البقاء قريباً منها .. ابتعدت وابتعدت حتى تكيفت..كم هو رائعٌ ..الشعورُ بالانتصار .
نور النار يخبو شيئاً فشيئاً، والأركان تعود تظلم شيئاً فشيئاً..
اللظى يخمد هوناً هونا.. وتقترب هي وتقترب كي تستعيد الدفء.
خبا النور، وخمدت النار .. ووجدت نفسها تفترش التراب في كهفها المظلم .. وقد تجمد حولها كل شيئ.