إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل الإصطلاحي
أو ما يُسمّى بمدرسة لغة الفنون القياسيّة الإصطلاحيّة

بقلم: حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس

المُصمّم المُبتكر والمخترع اللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير




تتكوّن المخطّطات والخرائط على إختلاف أنواعها وبشكل عامّ, من مجموعات من الخطوط المختلفة والمتنوّعة, إضافة للعديد من الشّروحات والتّعابير والكلمات المختصرة, وحزم أخرى ملحقة بها وتتمّة لها, وهي في مجموعها, مخطّطات مُسطّحة تتكوّن عناصرها من مجموعات واسعة من الرّموز والمصطلحات والمختصرات, المستخدمة في وضع وتشكيل رسومات هذه المخطّاطات والخرائط وملحقاتها التّفصيليّة...
والرّموز والإصطلاحات, هي أشكال ترميزيّة وتعبيريّة, لمنشآت متنوّعة, يتمّ إختزالها والإشارة لها, بمثل هذه الرّموز الإصطلاحيّة القياسيّة, تسهيلا في توقيعها فوق المخطّطات, وتجنّبا للخوض في تفاصيلها, التي تستهلك الكثير من الوقت, وتكتظّ بها المخطّطات, بما يصعب فهمها وقراءاتها, وحيث لا طائل من الخوض في رسم تفاصيلها وعناصرها... وهي رموز إصطلاحيّة على صور أشكال قياسيّة مختلفة, يتمّ رسمها بمقاييس صغيرة ودقيقة, بحيث تغدو كما الأيقونات, لا تتطابق والمساحات والأحجام الحقيقيّة لما تُمثّله في الواقع الميداني...
هذه الرّموز والمصطلحات والمختصرات, هي ما يُمكن تسميتها: باللغة الفنّيّة الإصطلاحيّة القياسيّة, في فنون رسم وتشكيل الخرائط على إختلافها وتنوّعها... وهي لغة فنّيّة هندسيّة تعبيريّة, مُتّفق عليها عالميّا, بين جميع العاملين في فنون الرّسم والتّشكيل الهندسي لهذه المخطّطات وأنواعها, بحيث أنّ دراستها من قبل الرّسّام والفنّان التّشكيلي ضروريّ, وعليه العمل ضمن منظومة إختصاراتها ورموزها وأشكالها القياسيّة, وهو ما يجعل من المخطّطات والخرائط التي يقوم بإنتاجها, مفهومة وسهلة القراءة من قبل الدّارسين أو المنفّذين لهذه الرّسومات, ومن دون خوف من الوقوع في الأخطاء, أو الوقوع في متاهات الإلتباسات في عمليّات تصوّر الموادّ المقترحة في عناصر المخطّطات والخرائط...
ويقوم الرّسّام الهندسي والفنّي التّشكيل, بحفظ هذه العناصر التّرميزيّة والتّدرّب عليها, وبالتّالي توثيقها في جداول تفصيليّة, بما يُسهّل عليه تناولها ساعة يشاء, وإستخدام وتطبيق جميع هذه الرّموز والإختصارات والأشكال في رسوماته, بمهارة وتقنيّة رفيعة ودقيقة, حيث يتطلّب وجودها...
وتسهيلا للتّناول والعمل بهذه العناصر من الرّموز وإستخدامها كمصطلحات إختصاريّة قياسيّة, لا بدّ من تصنيفها في مجموعات متجانسة... بحيث يتمّ تجميع الرّموز الطّبّوغرافيّة, كالطّرق والسّكك الحديديّة والأشجار والآبار والآثار وخطوط الخدمات والمجاري المائيّة والبرك والأوديّة والجسور والأبنية والإدرات الرّسميّة والمقابر وأماكن العبادة والأنفاق والمناجم وحدود المدن والبلدات والقرى والأقضية والمحافظات والسّدود والقنوات والشّواطيء والمستنقعات والينابيع, في ملفّ لها... وكذلك رموز المصطلحات المعماريّة من الأبواب والنّوافذ, بكافّة أنواعها وأشكالها وفنون صناعاتها, وأنماط رؤيتها في المسطّحات الأفقيّة والرّأسيّة والتّخيّليّة, وفي مجموعة مبوّبة... وكذلك رموز الأدوات والتّجهيزات المنزليّة, كالغسّالات والسّخّانات والبرّدات والطّبّاخات والمجالي والأفران والجلاّيات والخزائن, في مجموعة أخرى... وأيضا مصطلحات التّجهيزات الصّحّيّة, من أحواض غسيل ومراحيض وشطّافات ومغاسل ومباول وحنفيّات وصنابير ونوافير مياه, في مجموعة معيّنة... ورموز أشكال التّمديدات الصّحّيّة, من وصلات وأكواع وصمّامات وأنابيب وعدّادات وبالوعات وغرف تفتيش وخزّانات وصناديق توزيع وخطوط تدفّق وأنابيب ناقلة وفتحات تهوئة, في مجموعة خاصّة... ورموز التّمديدات الكهربائيّة, كأنواع مفاتيح الإنارة والمآخذ الهوائيّة التّلفزيونيّة والمآخذ الكهربائيّة والبرايز وأنواع إنارات الأسقف والجدران والأجراس والمراوح والمطافيء ولوحات التّوصيل والقواطعومقابس الهواتف والأدوات الكهربائيّة, في مصنّف خاصّ بها... ورموز الشّؤون والتّمديدات التّكيفيّة, ومسارات خطوطها وفتحاتها ومصادر تغذيتها وأدواتها ومضخّاتها... وذلك في منظومة تجميعيّة واحدة... ورموز موادّ البناء, من تربة وصخور ورمل وبحص وإسمنت وبلاط وموادّ مسبقة الصّنع وأحجار وقرميد ورخام وزجاج وألمنيوم وحديد وموادّ عازلة وجسور وأعمدة وأخشاب, في تصنيف لها...
وأن يكون هناك ملف مرجعي خاصّ بترتيب أنواع وأنماط وأشكال وسماكا وألوان الخطوط المختلفة والرّموز التّابعة لها, وجمع الرّموز الإصطلاحيّة القياسيّة والملوّنة, كالمفروشات والأثاث في ملفّ خاصّ, وتصنيف رموز الأسقف في ملفّ خاصّ, هذا ويجب أن يكون بحوزة الرّسّام الهندسي والفنّي مجموعة واسعة من الرّموز والمصطلحات العامّة, كالأشجار والأشخاص والسّيّارات والطّيور والحيوانات والطّائرات والبواخر والقطارات وغيرها, من نماذج التّنقيط والتّظليل والأشرطة والزّوايا الزّخرفيّة, وجميع مقاييس الورق العالميّة المعمول بها, وخاصّة المقاييس القياسيّة للمخطّطات... إضافة لقاموس مرجعي لغوي لأسماء جميع المصطلحات والرّموز باللغة الأساسيّة المعتمدة وبعض اللغات الأخرى العالميّة, كالإنجليزيّة والفرنسيّة مثلا...
وجميع هذه الرّموز والإصطلاحات والأشكال, من الممكن أن تكون جاهزة مسبقا ومُدمّجة رقميّا في أقراص ممغنطة وقياسيّة, يتمّ إستخدامها بالمحاكاة أو النّسخ أو الإقتباس, عبر برمجيّات الرّسم المعتمدة... أو يجب على الرّسّام الهندسي الفنّي, أن يقوم بمهمّة رسمها وتجميعها وتصنيفها, بما يتطابق ويتوافق والبرمجيّات الرّقميّة المستخدمة, لتكون جاهزة للإستخدام في رسوماته عند الضّرورة, تسهيلا له في حركة فعل التّناول لها, وإختصارا له للوقت والجهد... وغالبيّة البرامج الفنّيّة والهندسيّة, مُدمّج في سياقات برمجيّاتها, العديد من هذه الرّموز الإصطلاحيّة القياسيّة, إلى جانب العديد من أنواع وأشكال وأنماط الخطوط والأرقام والأحرف, ومزوّدة بدليل كافي الشّروحات لكيفيّة تحميل وإستخدام مثل هذه الأيقونات من الرّموز الإصطلاحيّة القياسيّة العالميّة...
إلى هذا, فإنّه يتوجّب على الرّسّام الفنّي أو التّشكيلي أو من يستخدم هذه الرّموز في رسوماته ولوحاته الفنّيّة والهندسيّة, أن يترك مساحة خاصّة ينتقيها في لوحته, لتثبيت جميع الرّموز المستخدمة وشروحاتها, لتكون دليلا كافيا لقراءة المخطّط الذي يحتوي في عناصر رسوماته على مثل هذه الرّموز الأيقونيّة الإصطلاحيّة القياسيّة...
ولقد إستطعت أن أستفيد كثيراً, وأحصل من مديد خبرتي في مجالات وآفاق فنون الرّسم التّشكيلي والهندسي, أن أقوم بتجميع وتصنيف كافّة العناصر والأجزاء والمكوّنات, للأيقونات والرّموز والتّعابير الفنّيّة والهندسيّة الإصطلاحيّة, التي إشتغلت على تصميمها وتنفيذها وإستخدامها, في إنجاز وتوقيع ورسم وإخراج الآلاف من المخطّطات والخرائط, خلال فترة عملي كرسّام هندسي خبير, وفنّان تشكيلي محترف, كموظّف في مختلف المؤسّسات الهندسيّة والفنّيّة, وأدخلت عليها الكثير من التّطوير والتّحديثات, سيّما مع إستخدامات الحواسيب الرّقميّة وبرمجياتها العشريّة التّشغيليّة والفنّيّة والهندسيّة, والتي أسهمت بإنتاجات دقيقة الرّسم والتّوقيع والتّشكيل, وبجودة عالية لهذه الرّموز والمصطلحات على إختلاف أنواعها وأشكالها, ورتّبتها في موسوعة فنّيّة هندسيّة شاملة, بعد مراجعتها والتّدقيق فيها فنّيّا وهندسيّا, فغدت إبتكارا هندسيّا جديداً وإبداعاً تشكيليّا حديثاً, يُحاكي رؤى وطموحات جميع العاملين والمستفيدين من مهندسين ورسّامين وفنّانين تشكيليين, ووسمت هذا الإبتكار الجديد لي, وأطلقت عليه "مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل الإصطلاحي", أو ما يُسمّى بــ "مدرسة لغة الفنون القياسيّة الإصطلاحيّة" ضارعا للعليّ القدير الذي لا أبتغي إلاّ رضاه ورحمته, أن يجعل إبتكاري هذا في نفع وصلاح للجميع...