كلُّنا نرفضُ الطائفيَّة .
وكلُّنا نحاربُها ونخافُها .
وكلُّنا نقولُ لها لا.......
ولكن للأسف,, كلُّنا ننفخُ في نارِها السوداء ,
بقصدٍ,, بغيرِ قصد ,نقرعُ طبولَها الجوفاء في وضحِ النَّهار, وفي جوفِ الليل .
//
كفانا نفخاً في هذة النار المجنونةِ المتحفِّزة أصلاً, من غيرِ نفخٍ في نارِها ,
كفانا ندلقُ النَّفطَ فيها ونحرَِّكُها ,
مَنْ علَّمَنا كيفَ ندلقُ النَّفط َ؟ وكيف نُحرِّك؟ وكيفَ ننفخ ؟؟؟؟؟
تباً للأفكار المفبركةِ في مصانع الأعداء, وبأحدثِ المعدَّات ,
تباً للإعلام الذي أصبحَ متطوّراً,, مزيَّفاً,, كاذباً ,,لهذة الدَّرجة المخيفة !!
تباً للفضائياتِ الألف التي تردحُ ليلَ نهارٍ في كلِّ بيت ,
قنواتِ التَّهريجِ والإثارة .
فما الطوائف والمذاهب إلا رأي الأزمانِ في الدِّين الواحد ,
والآراءُ عادةً متنوِّعة متغايرة ,
وما التنوُّع, إلا إثراء لها ,,ورحمة بالناس .
لماذا يجعلونَها نقمةً, وحرباً, ودماء ؟؟
فهلْ قتلُ إنسانٍ له رأيٌ آخر,,حلال؟؟, أم هو من الدِّين بشيء ؟
//
دعونا نزيلُ الغبارَ المتراكمَ على مفاهيمِنا,
دعونا نزيلُ نسيجَ العنكبوتِ عن مرايانا ,لنرى وجوهَنا بوضوحٍ تام ,
دعونا نخلعُ أثوابَنا المتَّسخةِ المبرقعةِ من دمائِنا ,
ونرتدي أثواباً جديدةً نظيفة, تليقُ بالزَّمن الحاضر,
ولنعلم جميعاً ,أن هذة الحرب اللا أخلاقية لو اشتعلت ,,,
فإنَّها ستجلبُ يوماً مشؤوماً , نجثو به جميعاً على أحذيةِ عدوِّ الدَّهرِ ,
لنستجدي العطف !!!!!!!.
*****
أيُّها الواقفُ أمامَ مرآتِك الطويلةِ العريضةِ المذهَّبةِ الإطار ,
ايُّها الغارقُ ليلَ نهارٍ بقراءةِ تفاصيل وجهِك, ودراسةِ أبعاده,
أيُّها المحدِّقُ أبداً في لونِ عينيك وشكلِهما وتعابيرِهما,
أيُّها المعجبُ بحاجبيك ,وعضلاتِ فكَّيك, وأسنانِك ,
لقد وقعتَ في عشقِ نفسِك ,
لقد ظننتَ أنَّك الأعلى,, والأعظم,, والأقوى,, والأحقّ تحتَ السَّماء,
لقد كبُرتَ كثيراً في عين نفسِك ,وصَغُرَ الكون,
لقد بتَّ ترى نفسَك فيلاً بين ألوفٍ من النَّمل ,
//
هيا,, أبعد مرآتك قليلاً ,,
وافتح نافذةً على العالم الخارجي,
هل رأيت ؟
أنت لستَ إلا نفْساً صغيرةً في عالمٍ هائجٍ مائجٍ يضجُّ ليلَ نهار,
أنتَ لستَ سوى أنت ,الذي سيموتُ يوماً تاركاً كلَّ متاعٍ, حاملاً أعباءَ وزرٍ ثقيل ,
أنتَ لستَ فوقَ أحد,,, ولست دونَ أحد ,
متى ستفهم ؟؟؟
*****
سمعت الوردةُ أزيزَ نحلةٍ زائرة,وقد كانت الوردةُ الجميلة مستسلمةً لدفءِ أشعَّة ِالشَّمس ,مرخيَّة الأهدابِ, غافية .
فقالت في سرِّها ,,
--عليكِ اللعنةُ أيّتها الصَّغيرَةُ المزعجة ,أنتِ لا تسمحينَ لي بالراحةِ من أزيزِك القاتلِ ساعةً --,
ثم رفعت صوتَها قليلاً وقالت بصوتٍ ناعسٍ خفيض ,
--اذهبي الآن يا صغيرتي ,,وعودي فيما بعد -
فقالت النحلةُ ,-خسارة ,,, فأنا أحملُ لك أسراراً طازجةً عن جاراتِك هنا وهناك ,كنتِ ستفرحين بها !!-
عندما سمعت الوردةُ هذا انتفضت , و دبَّ فيها نشاطٌ مفاجئ وقالت ,
-هل أنا التي قلتُ لك اذهبي ؟؟لا بدَّ أنَّني كنتُ في حلمٍ أقول .
كم اشتقتُك ,واشتقتُ صوتَ أزيزِك,, إنَّه أحلى أنغامِ حياتي!!
تعالي يا صغيرتي الجميلة ,وادخلي حضنَ أحضاني.
ماسة