المصير
حين يسدُل الليل ظلماته، وحين يكون مُؤنسي ليلٌ، ومُرعبي ضوءُ نور الشمس الساطع ،أختبئ وأرى في الليل مَفَرا من ظهور وبزوغ ،أَضْمحل شيئا فشيئاً، وتكسو جسمي علامات على البَرد دالة ،وأخرى للوَهن مٌشيرة ،تتداخل متاهات التفكير في كل جَلي ،وتنمحي دلالات الحقائق المثيرة ،سبي لغة غالية ،وإعلاء لقطعة من قماش ،كل زمرة أثارت أن يكون النصيب حليفها، والكرسي اعتلاه شوك ،ولامقدرة على وقف النزوح والبزوغ في وجه الضغينة ،تكلموا ،ووقفوا ،وواجهوا ،وما كان لتأثير الشوك إلا دم من أناس لبسوا الطُهر وهم من كل دنس نأَوا ....
بالتسمية رَكنوا إلى الحقيقة ،واعتلواْ عرشَ المَحبة ،وأعلوا ْ اسم من كان لكلمة الحق حاملا .
جعلوا القيود أغلالا عابثة بتاريخ ،وشملوا بالعبث مصير طائر تعوج جناحاه حين رُسم على مَكمن ثوب .
وحركة الثوب تثير جناحي النسر فيزداد قوة وعظمة ،وأين النسر رمزا بعد كل هذا التأرجح ؟،سرى مابين الأفراد والجماعات ضغينة وصراع ،وفي كل ذلك كان للعابثين سهم قاتل ،فأين نحن من يوم حمل كلَّ جميل ، فكان السمُو وسَادَ الزمان إبداع وتطور ؟فأين نحن من قرية باتت خاوية على عروشها بعد زمن الأمان الذي ذُكر في كتاب ؟وكيف يسمو الإنسان ولا يجد لسموه طريقا إلا في ظل غطرسة وإتيان على تاريخ وحضارة ؟هكذا يجعلون الناظر إلينا، من أعدائنا في ازدراء وحقد ،يطرب على وقع أحزاننا ،ويمرح لحركتنا المتكررة في دوائر باتت مغلقة .
كنا بالأمس منشغلين بما نكسبه في استرجاع المسلوب ،واليوم صرنا نستبعد الحلم الذي راودنا ، وبقينا اللحظة على امتداد المستقبل نحلم بغد يسوده الهدوء ،فكنا لاستجماع شتات العروبة نطمح ،واليوم صار استجماعا لشتات أغنية ضاع شداها ،فما أشد قسوة يد الحبيب وهي تُوَدعك حين الخطب !وأنت تَمُد يَد الإستغاثة فتقطع يدك وتصم الآذان ليضيع صدى صوتك بين شدى البنادق فكان الأحبة والإخوة والأخلاء بعضهم لبعض عدو .