نواتج التعلم .. تهيئة تربوية لإنهاء العام الدراسي وتثبيت الاتجاهات والقيم الوجدانية
(1)
يستطيع المعلم لو أراد أن ينمي وجدان الطالب بالاتجاهات الجيدة والميول الحسنة وتفعيل الإسلام في حياته.
كيف؟
إذا حدد المعلم منطلقاته الفكرية التي تحمل هذه المضامين وفقه الله تعالى لما يريد على وفق ما قاله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} [الليل: 5 - 7].
كيف؟
يحدد المعلم رسالته في الآتي:
1- العام الدراسي دورة تدريبية معرفيا ووجدانيا ومهاريا لا بد من وضع أساسها بالاشتراك مع المتدربين الذين هم الطلاب والتلاميذ.
2- عدم السخرية من أي طالب مهما قلت قدراته بل ينبغي العمل على الارتقاء به.
3- تفعيل الإسلام في المواقف الحياتية في الفصل والمدرسة وخارجها إن كان هناك تفاعل في محيطها الاجتماعي.
كيف؟
ببيان حكم الإسلام في كل ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال، وبدفعهم على الالتزام بالإذكار صباحا ومساء ومناسبات، وبحسن الاستشهاد بالقرآن والحديث، و... إلخ.
4- التدريج في تكوين العادات والمفاهيم والاتجاهات والميول، والصبر على ذلك تمثلا لقوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
5- عدم الاقتصار في العطاء على المحتوى، بل يرتبط العطاء بقدرتهم على الاستقبال، فكلما قبلوا زيدوا.
6- ربطهم بالتقنية الحديثة من خلال مواقف التكريم بإنشاء مجموعة لهم على الـfacepook ووضع صوره تكريمهم فيها.
7- وضع ضوابط سابقة لكل ما يحدث في الفصل اتفاقا من تنظيم الإجابة والتفاعل وغير ذلك.
8- معالجة القصور في المحتوى والوسائل التعليمية وطرق التدريس و...إلخ.
ويضيف كل معلم إلى رؤيته ما يجد في نفسه قدرة على تنفيذه.
(2)
ثم يبدأ تنفيذ رؤيته باتباع الآتي:
1- تحديد شعار لفصله يجعلهم يسشتعرون أنفسهم وحدة واحدة، مثل ذلك الشعار الذي جعلته رمزا لفصلي هذا العام.
ما هو؟
"فصل ... فصل متميز يساعد بعضه بعضا، ويجتهد ليتفوق، ويؤثر في مجتمعه، ويستخدم التقنية الحديثة".
ما وقته؟
في بدء كل حصة بعد ردهم تحيتي التي هي "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وفي منتهاها بعد ردهم تحيتي التي هي تحية الإسلام.
2- التهيئة في مفتتح العام كما ورد في مقالاتي: "تهيئة عامة في اللغة العربية"، و"تهيئة عامة في التربية الإسلامية"، وفي بدء كل فرع كانت هناك تهيئة تخصه.
لماذا هذه التهيئات؟
لتوضيح الصورة الذهنية عن هذه العلوم للطلاب، وبيان أهداف ما يدرسونه؛ مما يؤثر إيجابا في تلقيهم بعد ذلك العام الدراسي كاملا.
وليست التهيئة للعلوم التي يدرسونها فقط بل أيضا لطرق التعليم كما ورد في مقالي "تهيئة تربوية عامة" الذي أوضحت فيه أنواع التعليم.
لماذا؟
لتوضيح مهمة الطالب؛ ليستعد ويكوّن اتجاها جيدا حول ذلك.
3- بيان أهمية الفروع التي تشارك في تفعيل الأهداف الوجدانية كما ذكرت في مقال "الإنشاء الشفوي .. المحتوى مهاد النشاط التعليمي الموجه وغير الموجه"، ومقال "محتوى الإنشاء الشفوي والإنشاء التحريري والإملاء والنحو .. وتحقيق الأهداف الوجدانية"، ومقال "المحاضن التربوية الصغيرة .. والنشاط التعليمي".
وكلها تصب في مصب واحد.
ما هو؟
إنه محاولة إيجاد درب إنماء الاتجاهات الوجدانية عند الطلاب المسئولة عن بناء الشخصية وتأكيد الحسن فيها.
4- عدم الاقتصار في النظرة إلى الطلاب على عمرهم الآني بل يمد المعلم نظره من خلال الزمن إلى زمن ما بعد التخرج ويتعامل معهم على وفق ما يحب أن ينظروا إليه عندما يبلغون هذا العمر الذي قد يرجعون فيه زملاء له في المدرسة التي شهدته معلما لهم.
(3)
ثم يختم عامه كما بدأه.
كيف؟
كما كان يهتم بالتهيئات والتمهيد والتلخيص لإيصال المحتوى والوجدانيات في أثناء العام فعليه أن يهتم بإغلاق العام الدراسي بمراجعة تختلف عن تلك التي تنتشر ويحض عليها الجميع.
كيف؟
إن مراجعات آخر العام تكون كلها مراجعات معرفية للتذكير بالمعلومات تهيئة للامتحان، لكن أحدا لا يفكر في المراجعة الوجدانية التي تهتم بقياس ما ثبت في أنفس الطلاب من اتجاهات وميول وقيم.
ماذا يفعل من يريد إغلاق عامه الدراسي؟
يعنون حصة تسبق النهاية بـ"نواتج التعلم"، ويكتب سؤالا من جزئين هما: ماذا تعلمت هذا العام؟ وكيف؟ ويجعل كل طالب يقول، ويتفاعل معه ويكتب على السبورة الملخص الذي يركز تفاعل الطلاب جميعهم.
وفي الحصص الأخيرة يركز فيما انتهوا إليه من نواتج التعلم لإبرازه وتأكيده، فإذا انتهى العام تكون النهاية واضحة كما كانت البداية واضحة.
(4)
وبهذا تُفعّل الأهداف الوجدانية وتُبنى الشخصية الإنسانية التي هي من أصعب أنواع البناء، فهل يغلق المعلمون عامهم إغلاقا بناء؟ أم يظل اهتمامهم منحصرا في المراجعات النهائية وقبل ليلة الامتحان وتكوين مجموعات دروس العام القادم و...؟
أدعو الله أن ينتشر الإغلاق الأول الذي لا يكلف المعلم جهدا إضافيا ويثيبه عند ربه وعند طلابه!