أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هل خسف غضب الله بأكبر قاعدة بحرية امريكية بالعالم

  1. #1
    عضو مساعد
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 126
    المواضيع : 16
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي هل خسف غضب الله بأكبر قاعدة بحرية امريكية بالعالم

    أيها الفضلاء ...

    خلف هذا الزلزال الهائل الذي بدد حياة الآلاف ودمرها حكمة إلهية بلا شك ..

    الإعلام الكاذب الموجه لم يرنا إلا موت الأبرياء، فلماذا لا يرينا ما أصاب أمريكا وقوتها في الصميم ..

    إنها أكبرواهم قاعدة امريكية في العالم ورأس القيادة في المحيط الهندي والمحيط الهادي على جزيرة دييجو جارسيا ..

    أنظروا وأبشروا ...

  2. #2
    عضو مساعد
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 126
    المواضيع : 16
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    لست أدري لماذا لم تظهر الصور ولكنها على هذه الروابط :

    الصورة الأولى شرح للزلزال وموقعه على موقع البي بي سي :

    http://www.bbc.co.uk/arabic/specials...ia/page2.shtml

    الثانية : موقع القاعدة الأمريكية في جزيرة دييجو جارسيا :

    http://homepage.ntlworld.com/jksonc/docs/dgmap2.html

    وهنا رابط لأحد المواقع التي تحدثت عن هذا الموضوع :

    http://www.iraqpatrol.com/php/index.php?showtopic=7032

    وهنا صورة الجزيرة على الطبيعة :

    http://www.nctsdg.navy.mil/island.html

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الفاضل عبدالله:

    هي بالفعل تستحق التوقف والاعتبار فما حدث أمر يفوق منطق العقل البشري الذي يتبجح به البعض ممن ظن بنفسه تمام العقل فوقع في تمام النقص.

    إن جنود الله كثر ولا يعلم جنود ربي إلاه وما أرى ما حدث إلا عبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد.

    ولكني أخالفك الرأي هنا ويجب أن نعمل العقل قليلاً كما أمر الله فالعقل هو المعتبر. إن ما حدث أراه ربما لم يصب أمريكا بل قد أصاب منطقة يكثر فيها المسلمون وكان جل ما أصيب من المسلمين. ولم يكن ليعجز الله تعالى أن يخسف بأمريكا الأرض في عقر دارها ولا أن يجعلها مركز الزلزال وإنما هي رسالة الله للمسلمين بأنهم في غضب الله ما تواكلوا وتكاسلوا ورضوا الدنية وهاموا في أمور ثانوية وخلافات عرقية وعقدية بعيدة عن المنهج.

    هي رسالة لكل مسلم أن يبدأ بمحاسبة نفسه وللأمة أن تعود لتعتصم بحبل الله جميعاً وتعمل على إحياء الدولة الإسلامية وإبراء الذمة كل بحسب ما يستطيع.

    لست مستبشراً بما حدث بل إني والله في خوف شديد من غضب الله على العباد بما فرطنا في جنب الله.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو مساعد
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 126
    المواضيع : 16
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أخي الكريم سمير

    الحقيقة أنني كنت فقط أود أن ألفت النظر إلى هذا الحدث الكبير "دمار القاعدة الأمريكية" الذي لم يشر إليه الإعلام رغم ضخامته.
    وهذا لا ينفي بالتأكيد أخذ العبرة والعظة من هذا الحدث الخطير "الزلزال".

    وأما بالنسبة للمناطق التي أصابها الزلزال وسكانها أيضا فإليك هذا التحليل وبعده حوار مع الدكتور زغلول النجار :

    http://www.islamtoday.net/albasheer/...=79&artid=4902

    "تسونامي".. الطوفان يعود!!

    * د. لطف الله ملا خوجة 22/11/1425
    03/01/2005


    عاد الطوفان من جديد..!!
    في يوم الأحد الماضي وقع زلزال كبير وسط المحيط الهندي، بقوة بلغت 9.8 درجة بمقياس ريختر، حرك المحيط الكبير في كل اتجاه، بارتفاع زاد عن عشرة أمتار، فجاءت الأمواج كصواعق، وعواصف، وطوفان، تجاه الشواطئ المحيطة، فضربتها، فما أبقت فيها ولم تذر.. كان مريعاً..!! القتلى بلغوا (150)ألف قتيل، بحسب الإحصاءات الرسمية، والعدد مرشح للزيادة حتى المائتي ألف، مع تشريد المليون ومئات الآلاف، وتخريب جزر، ومنتجعات، وقرى، ومدن، ومناطق بكاملها، وكل شيء كان في طريق هذا الطوفان الكبير.
    وقد عم شواطئ دول عدة هي: إندونيسيا ( أكثرها تضرراً، حيث زاد القتلى فيها على 80 ألفاً)، وسيريلانكا (بلغ 30ألفاً)، والهند (13ألفاً)، وتايلند (3 آلاف) ، والمالديف، وقوة الزلزال دفعت بأثره إلى بلاد بعيدة، حيث تأثرت كل من: الصومال، وتنزانيا. فقتل فيها المئات، وشعر بأثره القاطنون سواحل: عمان، واليمن.
    هذا الحدث الهائل صار الخبر الأهم؛ تابعه العالم كله، ورصدته الأخبار كل لحظة، وفي كل موقع، ودرسه المختصون في علوم الأرض، وتنبؤوا بحدوث تغيرات في الأرض: في سرعة دورانها، وفي تحرك جزيرة سومطرة، أقرب النقاط إلى موقع الزلزال، وأكثرها تأثراً، عن موقعها تجاه الجنوب بنحو ثلاثين كيلومتر، كما تحدثوا عن المساعدات التي بدأتها تتدفق إلى تلك البلدان، وكان أسرعها مساعدات الدول الإسلامية.
    كل ذلك تحدثوا عنه بالتفصيل، والتكرار، وتحدثوا عن شيء أيضاً، ربما لفت أنظار بعض المتابعين، وهو: أن الزلزال وقع متوافقاً مع اجتماع أعداد كبيرة من السياح الذين أتوا لهذه المناطق الدافئة، هروباً من البلاد الباردة، للاحتفال بأعياد رأس السنة وميلاد المسيح عليه السلام، فنزلوا في منتجعات على الشواطئ، اشتهرت بجمالها الأخّاذ، أتَوْا حاملين معهم ما يسميه بعض الناس: "ثقافات وعادات اجتماعية": يشربون الخمر، ويتعرون الرجال والنساء جميعاً، ويمارسون الفواحش، ويرتكبون أعمالا قبيحة وشنيعة، مع تواطؤ من بعض أهل تلك البلاد من: رؤساء، وتجار، وعامة. بتيسير كل هذا الأمور لهم، وإعانتهم عليها، حباً في المال..!!
    ولما كثرت الفاحشة وعمت: نزل عليهم غضب الجبّار. فجاءهم العذاب من حيث لم يحتسبوا، جاءهم من المكان الذي تمتعوا به، واستنشقوا نسماته، وأكلوا من نعمه، ونعّموا أبدانهم بمائه، فما أمهلهم، ولا استمهلهم، جاءهم بغتة، فلم يتركهم إلا قتيلاً، أو فقيداً، أو شريداً، ممزقين، حيارى، نادمين، قال تعالى:
    - (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)[هود:102].
    لقد خرب الزلزال منتجعات، كانت تسمى بجنة السياح، كمنتجع "بوكيت" و "خولاك" في تايلند، فتركها وغيرها أثراً بعد عين، ودماراً بعد عمار، وأطلالاً وذكريات أليمة، زرع الحزن وقتل الفرحة:
    - (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد)[الحج:45].
    انظر إلى الأطلال كيف تغيرت
    من بعد ساكنها وكيف تنكرتْ

    سحَبَ البِلى أذيالَه برسومها
    فتساقطت أحجارُها وتكسّرتْ

    ترك الناس يجمعون جثث الأحباب، والخلان، وذوي القربى، عاجزين عن دفنها لكثرتها..جاء الزلزال وما أراد إلا الشواطئ، بما فيها من كبائر، فما أصاب إلا إياها، ومثله في قوته الهائلة، لو أصاب عمق اليابسة، لقتل ملايين من الخلق، لكنه أراد مرتادي الشواطئ، فبدأ من قعر المحيط، ثم مد غضبه إلى أطرافه..!!
    - (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر * تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر * ولقد تركناها آية فهل من مدكر * فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)[القمر:11ـ17]
    إنها لآية..!! لقد حكى الله تعالى لنا أقواما عُذّبوا، وأُهلكوا بأيسر من هذا، وأخّر هذا ذكرى لنا.
    والعبرة واضحة للمؤمن، فما وقعت مصيبة إلا بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة، لكن أنى للقاسية قلوبهم أن يفهموا هذا..؟! وقد حكى الله -تعالى- عنهم فقال:
    (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)[المؤمنون:76]
    فكم أولئك الذين يردّدون: أن لا علاقة بين الكوارث من زلازل ونحوها والذنوب. أن لا علاقة بين الزلازل وغضب الله تعالى؛ وأنها ظواهر طبيعة محضة، تحدث لأسباب فلكية، وجيولوجية.
    ويتخذ للتوصل إلى هذه النتيجة مقدمات، هي في حقيقتها شبهات لا تقوم أمام حجج النقل والعقل، فمنها:
    1- كيف تكون الزلازل عقوبة مع الإنعام؟
    2- الزلازل لها أسبابها الطبيعية المحضة، وهي تجري على سنة ثابتة، لا علاقة لها بأحوال الناس المتغيرة.
    3- إذا كانت الزلازل عقوبات، فلم يُصاب بها المسلمون والكافرون على حد سواء؟
    وهذا الفهم والتحليل خطأ مصادم لنصوص صريحة في القرآن والسنة، تبين أن الكوارث إنما تصيب الإنسان والأمم لغضب الله تعالى عليها، لركوبها المعاصي، وهذا تفصيل تلك الشبهات وتفصيل الجواب عليها:
    الشبهة الأولى: أن الزلازل تصيب دولاً وأمماً متقدمة غنية، فإذا كانت هذه الكوارث دليل غضب الله، فلم يعطيها من النعم وهو عليها غاضب؟
    فهذه الشبهة مبنية على استحالة اجتماع النعمة والنقمة في محل واحد: شخص أو أمة؛ فهي من مقدمتين ونتيجة:
    المقدمة الأولى: النعمة والنقمة لا تجتمعان في محل واحد.
    المقدمة الثانية: الزلزال وقع في محل نعمة.
    النتيجة: الزلازل ليست نقمة ولا عقوبة على ذنب، بل ظاهرة طبيعية محضة، كطلوع الشمس وغروبها.
    وفي الجواب نقول: المقدمة الأولى خاطئة من حيث العقل والشرع، وإذا بطلت المقدمة بطلت النتيجة.
    فالعقل لا يمنع من اجتماع النعمة والنقمة في محل واحد، ونحن نرى هذا ونفعله، من أصاب أحسنّا إليه، فإن أخطأ عاقبناه، وقد يخطئ وهو في عمل حسن؛ فنعاقبه على خطئه، ونثيبه على إحسانه في الوقت نفسه، وهكذا القاعدة في تعامل الأمم فيما بينها، يُعرف لها إحسانها وإساءتها، فتعامل بقدر كل شيء.
    وفي الشرع: فإن النصوص أشارت إلى القواعد التي يتعامل بموجبها مع خطايا البشر، وهي:
    - القاعدة الأولى: أن يعامل الناس بالعدل؛ وذلك بأن يُثاب الإنسان على إحسانه والأمم على إحسانها بالنعم، وتُعاقب على إساءتها بالعقوبات، فيجتمع فيها كلا الأمرين، وهذه معاملة العدل تعمّ المسلمين والكافرين.
    - القاعدة الثانية: أن يُعامل الناس بالإمهال؛ وذلك بأن يجعل الله –تعالى- للعُصاة خصوصاً الكافرين. النعم في هذه الدنيا، ويقلّبهم فيها، لكن ذلك لا يمنع من عقوبتهم في بعض الأحيان بكوارث: عظة وعبرة.
    وآية ذلك قوم فرعون، كانوا في النعيم العظيم، قال تعالى:
    - (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون)[الزخرف:51].
    - (كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين)[الدخان25ـ27].
    لكن ذلك النعيم لم يكن خالصاً، بل خالطه العذاب والعقوبة، قال تعالى:
    - (وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)[الزخرف:48].
    - (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم آيات مفصلات...)[الأعراف:133].
    هذا مع كونهم في الآخرة من الخاسرين، لكن ذلك لم يمنع من متاعهم في الدنيا، قال تعالى:
    - (النارُ يُعرضُون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)[غافر:46].
    وكذا ما حصل لكفار مكة، قال تعالى:
    - (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون* أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون * إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون * يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون)[الدخان: 10ـ16].
    فإذا بطلت المقدمة بطلت النتيجة إذن.
    الشبهة الثانية: أن الزلزال ظاهر كونية طبيعة محضة ثابتة، لا علاقة لها بأحوال الناس.
    فهذه الشبهة مبنية على رفض العلاقة بين الظواهر الكونية، وأحوال الناس، فهي من مقدمتين ونتيجة:
    المقدمة الأولى: الزلزال ظاهرة طبيعة ثابتة.
    المقدمة الثانية: الظاهرة الطبيعة لا علاقة لها بأعمال الناس الحسنة والسيئة.
    النتيجة: لا علاقة للزلزال بأعمال الناس الحسنة والسيئة.
    وللجواب نقول: يسلم لكم بجزء من الأولى، ولا يسلم لكم بالجزء الآخر منها. كما لا يسلم لكم بالثانية.
    فالزلزال ظاهرة طبيعة، هذا صحيح، لكن ادّعاء ثبوتها، وعدم تغيرها ألبته فيه نظر، فإن خرق الظواهر الطبيعة أمر وارد، ثابت بالوقائع والأدلة، وهاكم الأدلة:
    1- النار من سنتها الإحراق، لا تكاد تتخلف، ومع ذلك تخلفت في حق إبراهيم عليه السلام: (قلنا يا نار كوني برداً وسلاما على إبراهيم)، هنا لماذا تخلفت هذه السنة، سنة الإحراق، فصارت برداً على إبراهيم؟ .
    أليس السبب هو طاعته وإيمانه وقربه من الله تعالى؟ بلى كذلك، هذا وحدث نحو من هذا للتابعي الجليل أبي مسلم الخولاني، أُلقي في النار فكانت برداً وسلاماً عليه، ألقاه فيه الأسود العنسي، فوجده قائماً يصلي، (انظر: الحلية لأبي نعيم، وصفوة الصفوة، ترجمته)، فخرق السنن الكونية ليست خاصة بالأنبياء.
    2- من السنن الكونية امتناع المشي على الماء بالأقدام، هذا في الأصل، لكنها انخرقت لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ومن معه في معركة القادسية، لما أرادوا عبور الماء الذي يقسم مدائن كسرى إلى شطرين، ولم تكن معهم مراكب، فدعا سعد ربه، فأجابه، فمشى الجيش كله على الماء، مع مخالفته للسنة الكونية..
    3- كنا نشهد المطر في مواسم معينة، لا تكاد تتخلف، ومنذ عشر سنوات وزيادة، جفت الآبار، ومات الزرع، وقل الثمر، والسبب: تخلف هطول المطر في تلك المواسم.. فهذه السّنة التي تعاهدها الناس وألفوها، حتى ظنوها ثابتة لا تتغير.. قد تغيّرت، والسبب: ذنوب العباد.. فإن الناس في القديم لم تكن منهم المعاصي التي هي اليوم، وقد ورد في الصحيح بيان أن المطر قد يمتنع بسبب ذنوب العباد، قال صلى الله عليه وسلم:
    - (... ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أُخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا( رواه ابن ماجة في الفتن، باب العقوبات.. صحيح ابن ماجة 1/370..
    فالزلازل قد عُرِف أنّ لها أسباباً خلقها الله تعالى، كضعف القشرة الأرضية، أو حركات في باطن الأرض، فمتى وُجِدت هذه الأسباب وُجِد الزلزال.. نعم هذا صحيح.. لكن ذلك لا يمنع أبداً من تغير هذه السنة، ووقوعها في مناطق صلبة، فزلزال (ذمار) في اليمن وقع في منطقة صلبة القشرة، وكذا ما وقع في تركيا قبل أعوام، والأصل: أن السنة الكونية قد تتغير، وذلك بأمر الله وإرادته، يقول للشيء: كن فيكون.
    هذا لإبطال دعوى: أن السنة الكونية لا تتغير بحال. بل الصحيح: أنها مضطردة. ولا يستحيل عليها التغيير.
    وهي ظاهرة ثابتة في أصلها، لكن من الذي يخلق الأسباب ومسبباتها؟أليس هو الله تعالى؟
    بلى، هو الله تعالى. هو يقدر لهذه الكوارث أن تقع مناسبة لما تقترفه يد الإنسان من سوء.
    فأين امتناع أن تكون هذه الكوارث سبباً لما كسبت أيدي الناس..؟!
    هذا هو الله تعالى، قدّر وخلق ما شاء في الأرض والسماء، من النظام والسنن، وهو الذي أمر ونهى الناس، فإن عصَوْه أليس قادراً على أن يسخر هذه السنن لتكون مصيبة على العصاة؟
    ليس ذلك ممتنعاً، لا عقلاً ولا شرعاً:
    - ففي حكم العقل: أن صاحب الملك إذا عُصِي له أن ينتقم. والله تعالى مالك الملك، فإذا عُصي هل يمتنع عليه الانتقام، ولو بنقض السنة التي سنها.. ؟!
    - وفي حكم الشرع يقول تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف:96].
    كذلك: لا يسلم لهم بالمقدمة الثانية: بأنها محضة، لا علاقة لها بما يفعل الناس من حسنات وسيئات.
    كلا، بل هي للعبرة والعظة، وأمور يعلمها الله تعالى، فما خلق الله تعالى شيئاً، ولا قدّره إلا لحكمة، وحصر الحكمة والعلة في الظواهر الطبيعة، من تغير في سير الأرض، ومواقع الجزر والقارات: تحكم بغير دليل.
    بل الدليل دل على أن الحكمة من حصول هذه الكوارث مرتبطة بالإنسان، الذي خلقه الله تعالى في هذه الأرض، وسخر له ما فيها:
    - (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها...).[الملك:15]
    - ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه...)[الجاثية:13].
    فما يحدث في الأرض إنما للإنسان منه أكبر النصيب، فعزله عن أحداث الأرض: عظة وانتفاعاً. عزل له عن علاقته بالأرض ذاتها، وهذا باطل، ولا دليل عليه.
    وإذا انتفت المقدمتان انتفت النتيجة إذن.
    الشبهة الثالثة: إذا كانت الزلازل عقوبات، فلم يُصاب بها المسلمون والكافرون على حد سواء؟
    هذه الشبهة مبنية على استحالة وقوع العقوبة ذاتها على المسلمين والكافرين، فهي مقدمتين ونتيجة:
    المقدمة الأولى: لا تقع العقوبة ذاتها على المسلمين والكافرين.
    المقدمة الثانية: الزلزال يقع على المسلمين والكافرين.
    النتيجة: الزلزال ليس بعقوبة، بل ظاهرة طبيعية محضة.
    وللإجابة نقول: إذا أثبتنا بطلان المقدمة الأولى تهاوت النتيجة، والمقدمة باطلة عقلاً وشرعاً، وبيان ذلك:
    أن العقوبات جزاء المعاصي، والمعصية حاصلة من المسلم، ومن باب أولى الكافر، وهذه حقيقة، فليس المسلم بسالم من الخطايا، فإذا ثبت وقوع المعصية من المسلم، وتبين أن العقوبات سببها المعاصي، لم يمتنع أن يقع على المسلمين من العقوبات، مثل ما يقع على الكافرين، وهذا الجهاد يقع فيه على المسلمين من الألم ما يقع على الكافرين، كما قال تعالى:
    - (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون).
    - (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس).
    وبذلك تبطل المقدمة، وببطلانها تبطل النتيجة إذن.
    والشبهة أتت من جهة: أنه كيف يعذب المؤمنين، كما يعذب الكافرين، فما فضل المؤمنين حينئذ؟
    ونقول: إن هناك فرقاً بين ما يصيب المؤمن وما يصيب الكافر من عقوبات: فالمؤمن إذا أُصيب بعقوبة عامة كزلزال، أو خاصة كمرض ونحوه، فذلك:
    - إما أن يكون ابتلاء لرفعة درجته في الدارين.
    - وإما أن يكون تكفيراً لخطاياه لينجو من النار..
    أما الكافر فإذا أصيب بعقوبة فليس ابتلاء ولا تكفيراً:
    - لأنه ليس من أهل الجنة فيُبتلى لترتفع درجته.
    - ولا هو ناجٍ من النار لتكون في حقه تكفيراً.
    بل ما يصيب الكافر إنما هو عظة وعبرة له لعله يتقي، أو انتقام منه جزاء جرمه، كما قال تعالى:
    - (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون).
    - (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين).
    * * *
    وقد كان محصل كلامهم أن الزلازل ليست بعقوبة..!!
    ويُرد على هذا أن العقوبة هي: "الألم، سواء كان نفسياً أو حسياً". فذهاب الأنفس والأموال لا شك أنه عذاب، والزلازل عذاب وعقوبة... إذ فيها الألم، من فجيعة، وهلاك نفس وذهاب مال.
    فإذا ثبت أن الزلازل عقوبة، ثبت أنها متعلقة بالذنوب وبغضب الله تعالى، يؤكد هذا ويبينه أن القرآن جزم بالعلاقة التامة بين العقوبات وبين الذنوب، فقال تعالى:
    - ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
    - ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
    فهذه النصوص واضحة الدلالة على: أن المصائب، وهي العقوبات التي تحل بالإنسان، سواء كانت فردية أو جماعية، سببها ما اكتسبت يد الإنسان؛ وكسب الإنسان إما طاعة وإما معصية، ولا ريب أن المصائب ليست بسبب الطاعة، فلم يبق إلا أنها بسبب المعصية ولا بد.
    أليست الزلازل من المصائب التي تصيب الإنسان، بما فيها من ألم نفسي وبدني ومالي؟
    أو ليس الله تعالى قد حكم بأن المصائب إنما بسبب ذنوب الإنسان؟
    إذن الزلازل بسبب الذنوب... وهذا واضح من النصوص ...
    وبهذا يتبين علاقة الكوارث ومنها الزلازل بالذنوب، مما يتوجب على العباد التوبة إلى الله تعالى، الاتعاظ بهذه الحوادث، فما وقعت إلا لتنبيه الناس وتحذيرهم، ولنحذر أن نكون كقوم فرعون، أرسل الله عليهم الآيات والعقوبات ليتقوا فما انتفعوا فانتقم منهم، قال تعالى:
    - (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين).
    ولنحذر أن نكون من الذين لا ينتفعون بالآيات والنذر، كما قال تعالى:
    - ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون).
    فإن شيئا من المعاصي التي كان عليها السياح في شواطئ المحيط الهندي موجودة في شواطئ: الخليج، والبحر الأحمر، والأبيض المتوسط. وقد ضرب قبل خمسة أعوام الساحل التركي بزلزال، فقتل ثمانين ألفاً، وقبله خليج العقبة، فعم منطقة تبوك حتى المدينة، ومن قبل جنوب الجزيرة، في منطقة ذمار، فالمجاهرة بالمنكرات جرم عظيم، وأعظم منه صرف الناس عن الانتفاع بهذه الموعظة، والتلبيس على الناس، برد الأسباب إلى أسباب طبيعية محضة، والسعي بين الناس وبين أن يفهموا هذه العبرة، فإن هذا إضلال لهم، وقد توعد الله –تعالى- الذين يُضِلّون الناس بعقوبة لم يتوعد بمثلها غيرهم، فقال:
    - (ومن الناس من يجادل في الله بغير ولا هدى ولا كتاب منير * ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق * ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)[الحج:8ـ10]
    فعلى المسلمين أن يتقوا الله، ويتواصوا بالحق والصبر، ويدافعوا المنكرات، ولا يسكتوا، فإن هذا هو الضمان الوحيد لسلامتهم ونجاتهم، كما قال تعالى:
    - (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)[هود:116ـ117].
    وفي ختام هذه الذكرى، أذكر بقوله تعالى:
    (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبل فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا.
    والحمد لله رب العالمين)[الأنعام:42ـ45].


    --------------------------------------------------------------------------------
    * عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى- مكة المكرمة

  5. #5
    عضو مساعد
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 126
    المواضيع : 16
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    http://www.islamtoday.net/albasheer/...=77&artid=4885
    د.النجار: المنطقة العربية آمنة من زلزال آسيا

    حوار / طه عبد الرحمن 20/11/1425
    01/01/2005


    الدكتور زغلول النجار .. أحد أبرز المفكرين الإسلاميين المتخصصين في علم الجيولوجيا؛ في حوار مع موقع (الإسلام اليوم) للحديث عن تداعيات الزلزال الشهير الذي ضرب دولاً عديدة من آسيا، وما صاحبه من مدّ للأمواج، وفيضانات في العديد من الجزر.
    ويتناول د. النجار تعريف الزلزال، وما يتردّد عن تغيير خريطة الكرة الأرضية نتيجة وقوع الهزة الأرضية التي يعتبرها ثاني أكبر هزة أرضية بعد تشيلي في الستينيات؛ إضافة إلى مظاهر التنبؤات التي يمكن من خلالها الاستدلال على حدوث الزلزال، والاحتياطات اللازمة للحد من خسائر مثل هذه الكوارث الكونية.
    وفي حديثه يؤكد د. زغلول النجار أن المنطقة العربية آمنة من هذا الحزام الزلزالي في آسيا. مستعرضاً المخاطر التي يمكن أن تصيب الولايات المتحدة نتيجة العواصف البركانية المتوقعة في مخزونها النووي. وإلى نص الحوار:

    برأيك، هل ستتغير خريطة الكرة الأرضية بعد زلزال آسيا، وفق ما ذكرته الدراسات الغربية عقب الهزة الأرضية
    لا أرى هذا، وهذا كلام مبالغ فيه، ورغم أن الزلزال الذي تعرضت له المنطقة الآسيوية كان عنيفاً حقاً، إذ وصل إلى نهاية قياس ريختر وهو (9) درجات، إلا أنه من لطف الله -سبحانه وتعالى- أنها حدثت في المحيط، ولو كانت الهزة حدثت على اليابسة لكانت آثارها التدميرية أكثر مما أحدثت من خسائر، على نحو ما رأينا وأوردت الأبناء من هناك.

    وهل لهذا السبب يمكن توصيف الهزة بأنها الأعنف في التاريخ الحديث؟
    لا يمكن القول بذلك، ويمكن إدراجها ضمن ثاني هزة في التاريخ الحديث، حيث سبق أن تعرضت تشيلي إلى هزة فاقت قوتها التدميرية، زلزال سومطرة؛ حيث بلغت هزة تشيلي نحو9.5، أي أنها تجاوزت درجات مقياس ريختر، وكان ذلك في الستينيات من القرن الفائت.

    وهل يمكن القول: إن جزيرة سومطرة نشطة زلزالياً ؟
    بالفعل، هذه المنطقة ليست آمنة على الإطلاق، سواء في الحاضر أو في المستقبل، بل إنها مرشحة لحدوث كوارث أخرى، وذلك لأنها تقع في أخطر حزام يحيط بالمحيط الهادي بأكمله، ويسمى "حلقة النار".
    وهذا الموقع أدّى إلى حدوث الهزة على عمق (40) كيلو متر في المحيط، حيث وقفت الهزة في المنطقة غرب جزيرة سومطرة، ومعروف أن الزلازل ضحلة المنشأ يكون أثرها كبيراً للغاية؛ إذ يمكن تقسيم الزلازل على أنها ضحلة المنشأ، وهذه تقع على عمق من (40) إلى (60 )كيلو متر.
    وأخرى متوسطة المنشأ، وهذه تقع على عمق من (60) إلى (100) كيلو متر، والأخرى العميقة التي تقع على عمق من (300) إلى (700) كيلو متر، والأخيرة هذه تكون قوتها عالية للغاية، وبالتالي أثرها كبير، مما يؤثر أو ينعكس على الموجات البحرية العنيفة التي تصاحب الهزة الأرضية.
    وحسب ما يعرفه العلماء فإن الزلازل التي تحدث في أواسط المحيطات تحدث أمواجاً عاتية تهاجم الشواطئ والقرى والمدن الساحلية، ولذلك رأينا القوة التدميرية والخسائر الهائلة الناتجة عن الهزة الأرضية.
    معنى (تسونا مي)

    وما هو تعريفك لكلمة(تسونا مي) التي بدأت تتردّد كثيراً في الإعلام الغربي، دون أن يعرف العرب والمسلمون دلالتها؟
    (تسونامي) كلمة يابانية، وتعني العواصف البحرية المصاحبة للهزات الأرضية، ورأينا خطورة هذه العواصف التي ظهرت نتيجة وقوع الزلزال، حيث كان أخطر شيء في هذه المنطقة أنه لم يكن هناك تنبيه مبكر بحدوث مثل هذه الهزة، وتدافعت الأمواج، والتي ارتفعت بنحو (10) أمتار، وإن كان وارداً في مثل هذه الهزات أن ترتفع الأمواج إلى نحو (40) متراً، ولذلك كان لها الأثر الشديد، حتى في الارتفاع الحاصل (10 أمتار)، فحدث ما رأينا من حالات الإغراق، على نحو ما وقع في جزر سريلانكا، وأجزاء أخرى من المحيط الهندي.
    وكما يذكر العلماء، فإن الأمواج إذا ارتفعت إلى (10) أمتار؛ فإن الجزر يمكن أن تغرق بالكامل، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع عدد الضحايا، وتصبح القوة التدميرية شديدة للغاية .

    وما هو تعريفكم لأسباب وقوع الزلزال؟
    كما هو معروف فإن الغلاف الصخري للأرض ممزق بشبكة هائلة من الصدوع، تمتد لعشرات الآلاف من الكيلو مترات طولاً وعرضاً، وتمتد إلى أعماق تتراوح ما بين (50) إلى (150) كيلو متر، هذه الصدوع تحيط بالأرض إحاطة كاملة لتمزق غلافها الصخري إلى عدد من الألواح الكبيرة والصغيرة، وعبر هذه الصدوع تندفع الحمم والبراكين بملايين الأطنان، وتؤدي إلى تحريك هذه الأمواج الصخرية، متباعدة عن بعضها البعض في ظاهرة تُعرف باسم "ظاهرة اتساع قيعان البحار والمحيطات"، أو متصادمة بعضها مع بعض،فتؤدي إلى تكون السلاسل الجبلية منزلقة بعضها عبر بعض.
    وحدود ألواح الغلاف الصخري كلها عرضة لحدوث الزلازل، خصوصاً حدود التصادم التي تتحرك عندها قيعان البحار والمحيطات تحت كتل القارات، فتحدث الزلازل ضحلة المنشأ أو متوسطة المنشأ أو عميقة المنشأ، كما أشرنا من قبل.
    وعادة نطاق الزلازل الرأسي لا يتعدى (700) كيلو متر في العمق، ولذلك استطاع العلماء أن يجدوا أحزمة تصادم الغلاف الصخري للأرض، وهي أحزمة الزلازل المعروفة لنا والتي يكثر عندها حدوث الزلازل، وهذا لا يمنع أن تحدث الزلازل في أي بقعة من بقاع الأرض، فهي تُبقي الأحزمة المعروفة مناطق خطر من أطرافها، وإذا علم الإنسان ذلك وجب عليه ألا يلقي بيده إلى التهلكة، وأن يتحاشى مناطق الخطر المحددة.

    تنبؤات الزلازل

    هل توصل العلم الحديث إلى طرق للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها؟
    أؤكد أن هذه التنبؤات بحدوث الزلازل أمر يكاد يكون صعباً للغاية، ولكن تكون هناك شواهد لحدوث الزلازل قبل وقوعها، لأن هذه الكارثة عادة ما تكون فجائية، وإن كان التنبؤ في حد ذاته صعباً للغاية، ولكن هذا لا ينفي ضرورة رصد هذه الظواهر، حتى نتحاشى مخاطرها.
    وتشمل هذه الظواهر شكل الأرض؛ فإذا حدث خسوف أو ميول في الأرض؛ فإن ذلك يوحي بحدوث شيء؛ فضلاً عن انخفاض منسوب المياه والخلجان، وتصاعد غاز الراجون، وهجرة الحيوانات لحظائرها، فهي تحس قبل الإنسان بحدوث الزلازل، ويظهر ذلك في شكل نباح الكلاب وأصوات القطط والخيول، وقد تظهر هذه الأصوات قبل حدوث الزلزال بنحو (10)دقائق، وهي فرصة لكي يتجنب سكان اليابسة المخاطر التي قد تنجم عن وقوع الزلزال، والكوارث التي يمكن أن تقع نتيجة مثل هذه الهزات الأرضية.

    نتيجة الكارثة

    ولكن هل يمكن لسكان المناطق النشطة زلزالياً تجنب الكارثة باتخاذ بعض الاحتياطات التي تقلل الخسائر؟
    من الممكن لسكان المناطق النشطة زلزالياً أن يتخذوا بعض الاحتياطات لتقليل الخسائر، وذلك في ضوء بعض المؤشرات التي على الإنسان أن يراقبها ويترجمها، كما أشرنا سابقاً، وخاصة الحيوانات التي تهرب من المناطق المرشحة لحدوث الزلزال حيث وهبها الله تعالى قدرة على استشعار الخطر قبل حدوثه؛ لهذا فهي تهرب منه.
    ولذلك نجد الخسائر في عالم الحيوانات أقل بكثير من عالم الإنسان، فضلاً عن التقرب إلى الله –تعالى- والفرار له سبحانه، وهذا هو النجاة من مثل هذه الكوارث، والتي إن وقعت فإن المؤمن ينظر إليها على أنها ابتلاء من الله –تعالى- لقياس درجة الإيمان، فعلينا ألا نكون مقصرين في التبليغ عن الله –تعالى- وتناول سيرة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لنقوم بالواجب المفروض علينا في التبليغ.

    ولكن نحن في هذه الحالة زلزال آسيا، نجد معظم الكارثة حلت على أقوام لا يؤمنون بالله أصلاً؛ فضلاً عن أنهم يشركون بالواحد الأحد، فكيف يمكن فهم أن الابتلاء جاء على أقوام الغالبية منهم ليسوا بمسلمين؟
    نعم .. ولهذا وقعت الكارثة؛ فإن الكارثة قد تكون ابتلاء للمؤمنين، أو قد تكون عقاباً للمذنبين، كما في قوله تعالى في سورة النحل:(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون)[النحل:45].
    وفي نفس السورة أيضاً يقول سبحانه وتعالى: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون)[النحل:26]
    فهذه أوصاف في غاية الدقة في أسباب حدوث مثل هذه الهزات الأرضية، كما نجد أن المنطقة التي أصابها الزلزال فيها الكثير من المظالم التي تعرض لها المسلمون، على نحو ما يحدث للمسلمين في كشمير وجنوب تايلاند الذين قتلوا في أيام قليلة مئات المسلمين، فضلاً عن هذه المناطق استغلوها في نشر الفاحشة والخروج عن آدمية الإنسان؛ بنشر المراقص والخمارات وكل الموبقات التي تجلب الدمار على أصحابها.

    عدالة الخالق

    ولكن البعض يرى أن مثل هذه الهزات تصيب عادة الفقراء من الناس، دون أن تصيب الأغنياء، فلم نسمع مثلاً أن الزلزال أصاب دولاً كبرى مثل أمريكا أو إسرائيل، على نحو ما يمارس البلدان من جرائم في حق البشرية وخاصة المسلمين؟
    ومن قال إنه لا تصيبهم الكوارث!؟ ففي أمريكا تأتيهم العواصف البرية، ورب العالمين أعدل العادلين، فهو لا يأتي على الضعفاء دون الأقوياء، كما أننا نتوقع كارثة مروعة على الولايات المتحدة التي استباحت إدارتها دول المسلمين؛ فرأينا المجازر التي ترتكبها في سجن أبو غريب بالعراق ومعسكرات جوانتانامو في كوبا، وهي المجازر التي كشفت هذه الحضارة في أنها دولة متغطرسة تفتقد لكل الشعارات التي ترفعها حول الحرية والديمقراطية.
    ومن الكوارث المتوقعة في أمريكا تلك العواصف المنتظرة في المخزون النووي؛ لتقوم عواصف بركانية في هذا المخزون، ومعها لن يبقى من هذه الدولة المتغطرسة شيء.
    وأما اليهود في إسرائيل فإن فجرهم منذ القدم ممتد ونأمل من الله –تعالى- أن يرسل عليهم الكوارث فيدمرهم تدميراً، على ما يفعلونه في المسلمين من هدم لمنازلهم وقتل لأبنائهم واعتقالهم، وهذا لن يمرّ عليهم بسلام، فإن الله -سبحانه وتعالى- يمهل ولا يهمل.

    وهل ترون أن هناك إعجازاً قرآنياً في حدوث الزلزال؟
    لا أجد وصفاً قرآنياً على حدوث الزلزال غير قوله تعالى في سورة النحل: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون). وعموماً نحن لا نتوقع أن تكون كل حقيقة علمية مذكورة في القرآن الكريم؛ فغالباً ما يأتي بالوصف العام دون التفاصيل.

    وهل تعتقدون أن المنطقة العربية عموماً يمكن أن تكون خاضعة لحزام الزلازل؟
    المنطقة العربية خارج نطاق زلزال آسيا وهي في مأمن منه بإذن الله –تعالى- وأقرب حزام لمنطقتنا العربية مركزه جبال زاجروس في إيران وتمتد حتى جبال طوروس في شمال أفريقيا ويفرع فرعين: الأول يستمر مع جبال الألب والبرانس بجنوب أوروبا، في حين يتجه الفرع الآخر إلى شمال إفريقيا ماراً بجزيرة قبرص، وإن كان -رغم ذلك- لدينا حزام زلزالي خفيف في خليج العقبة ووسط البحر الأحمر، ويكاد يكون الأقرب لحزام الزلازل المغرب والجزائر، ونأمل من الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظهما ويحفظ بلاد المسلمين جميعاً.

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الكريم عبدالله:

    بارك الله بك وجزاك خيراً على نقل هذه المواضيع القيمة وأتفهم قصدك ولكني أردت أن أوضح للقراء أمراً أراه أهم بكثير من مجرد أن نفرح بما أنزل الله على العصاة والكفار من عذاب مع الإشارة إلى أن الأمر لم يشمل فقط القواعد الأمريكية بل وسياح الفاحشة وتجار الشذوذ والفحش في تلك البلاد وغيرهم كثير.

    ما يهمني كمسلم هو أن أتعظ مما حدث فأخشى غضب الله تعالى فأتوب إليه وأقترب منه وأعمل على أن أحوز على رضوانه. ما يهمني أيضاً أن لا أتواكل فأعتبر أن الله ترصد للكفار فأكتفي بذلك ولا أبادر إلى ما أمر من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد الظلم ونصرة الحق والإعداد ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. المؤمن الحق من يعقل ثم يتوكل وهذا ما أردت أن يستشعره كل مسلم فيخشى قبل أن يسعد ويعمل قبل أن يأمل.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    فقط للتأمل في يوم الزلزال يوم يقدس المسيح – ابن الله بزعمهم وخابوا – يوما ادعوا زورا ان عيسى عليه السلام ولد فيه 25- 12 , في ذلك اليوم وفي أجمل الشواطيء بنظرهم , ماذا حصل :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تَكَادُ السَّمَاوَاتُ

    قراءة العامة هنا وفي " الشورى " بالتاء . وقراءة نافع ويحيى والكسائي " يكاد " بالياء لتقدم الفعل .
    يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ

    أي يتشققن وقرأ نافع وابن كثير وحفص وغيرهم بتاء بعد الياء وشد الطاء من التفطر هنا وفي " الشورى " ووافقهم حمزة وابن عامر في " الشورى " وقرأ هنا " ينفطرن " من الانفطار وكذلك قرأها أبو عمرو وأبو بكر والمفضل في السورتين . وهي اختيار أبي عبيد لقوله تعالى " إذا السماء انفطرت " [ الانفطار : 1 ] وقوله : " السماء منفطر به " [ المزمل : 18 ]
    وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ

    أي تتصدع
    وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا

    قال ابن عباس : ( هدما أي تسقط بصوت شديد ) وفي الحديث ( اللهم إني أعوذ بك من الهد والهدة ) قال شمر قال أحمد بن غياث المروزي الهد الهدم والهدة الخسوف . وقال الليث هو الهدم الشديد كحائط يهد بمرة يقال هدني الأمر وهد ركني أي كسرني وبلغ مني قاله الهروي . الجوهري : وهد البناء يهده هدا كسره وضعضعه وهدته المصيبة أي أوهنت ركنه وانهد الجبل انكسر . الأصمعي : والهد الرجل الضعيف يقول الرجل للرجل إذا أوعده إني لغير هد أي غير ضعيف وقال ابن الأعرابي الهد من الرجال الجواد الكريم وأما الجبان الضعيف فهو الهد بالكسر وأنشد ليسوا بهدين في الحروب إذا تعقد فوق الحراقف النطق والهدة صوت وقع الحائط ونحوه تقول هد يهد ( بالكسر ) هديدا والهاد صوت يسمعه أهل الساحل يأتيهم من قبل البحر له دوي في الأرض وربما كانت منه الزلزلة ودويه هديده . النحاس : " هدا " مصدر لأن معنى " تخر " تهد وقال غيره حال أي مهدودة

المواضيع المتشابهه

  1. غضب... غضب
    بواسطة مأمون احمد مصطفى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-10-2023, 06:26 PM
  2. غضب... غضب
    بواسطة مامون احمد مصطفى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-06-2016, 01:17 AM
  3. منشورات فدائية على جدران قاعدة امريكية
    بواسطة محمود شاكر الجبوري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-01-2008, 08:50 AM
  4. غضب...غضب...غضب
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-09-2006, 05:03 PM
  5. التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 03:30 PM