أتشرَّبُ عِطري..
على مَرمى الذِّكريات العابثة
تعودُ يا نِصفَ قلبي من خلفِ عتمَةِ المَساء
ها أنتَ تُنيرُ يوماً خَلفَ يوم
على مِدادِ أحلامي تجوب
أشتمُّ الاحتِراقَ واللَّهفَةَ والبُكاء
وأرى حُباًّ أخرساً
ماتَ غرقاً في طوفان العواطف
اعذُرني
فقَوافل الخَجَلِ كانَت
ظلَّ صحرائي...َ!
ولم تُناسِب بحرَكَ العميق!
وآهٍ يا حبيبي
فلم تأتلِفُ ثلوجكَ ونيراني
*****
تأكَّدوا أنَّ الأطفالَ ناموا بِسَلام
قبلَ ليلِ الحُروب
ونوافذِ الوداع
تأكَّدوا أنَّني نِمتُ فوقَ نارٍ
لا تَخلو من صُراخِكُم
وأنَّني لم أنَم حالمةً بأُرجوحَتي
و لم أبكِ وأُنادي "ماما"
على حُلمٍ
أو فوق رمل
تأكَّدوا أنَّ الأطفال ناموا بِسَلام
وأنَّ النَّار باتت في متاهات نيسان
تأكَّدوا من النَّوافِذِ الكافِرة!!
أنَّها لا تُخيف أطفالكم
ولا تندَلِع منها ظِلالٌ أو "النَّاموس"!
تأكَّدوا أنَّكُم غمستوا أرواحنا
بكأسِ الحُروب
حارَّة ،،تُثلجُ على بُكاءِ أُمٍ
تعزفُ دُموعا
تخلُقُ ضبابا
تأكَّدوا أنَّ الأطفالَ ناموا بسَلام
وأنَّ الشُّموعُ انطَفَأت في عيونٍ ناعِسَة
قبلَ الحرب..تأكَّدوا
أنَّنا سنكونُ أمامَكُم مع ألعابنا
وضَحِكاتنا وبُكائنا
وندائنا "ماما" ..."بابا""
لا ترحلوا
قبل أن تتأكدوا أننا نيام!
****
وكأنَّنا التقيْنا
وكأنَّنا التقيْنا يا صاحبي
بعدَ وَجَعِ المسافَةِ الهشَّة!
بعدَ ألفِ رِوايَةٍ
ومئةَ قصيدَةٍ
والظِّلال..!
لم نمشِ مُنذُ نارِ الحُروب
منذُ غيْثِ الدُّموع
ويومِ الوَداع..!
أشتاقُ حديثاً
يطولُ .. يَطول
وقُبلَةً على دكّةِ الكلام
سلاماً وحُباً والُمقلَتان
عادَ العُمرُ
عادَ الحبُّ
واللُّطفُ والطَّيْشُ والأوهام
بعدَ مَنفى وحربٍ ورصاصَة
عادَ الخَضارُ
عادَ الجُنونُ
والعِطرُ والورد والأحلام
غرِّد يا قلبُ في عُشِّك
ولا تنسَ
أن تستعد
لغِيابٍ
آخَر
لتبكِ يا قلب بُكاءِ الحمام
*****
على واحدةٍ من أوراقي الفارغة
كتبتُ شعباً ينامَ ليحلُم ، ويحلُم لينسى ،وينسى ليَستقيم!
لم أعبَث يوماً بالقلم ،ولم أُحاوِل "فضفضة" أو "خربشة"مُعاناةً كبيرةً كبيرة!
كُنتُ أكتُب لأصحو على تغريدِ طائرٍ مُتيِّمٍ بعشقِ عُشِّهِ وصِغارِه!
وفي كُلِّ مرَّة أراني أتثاقَل !،،أحاول تذكُّر الطَّريق ،أو استعادَة نَفَسٍ من تلكَ الجنَّة!
لكنَّ مُصطَلَح (حقّ العوْدة)سبَقَني للهاوِيَة!!