ياجـار قـلبي أمَـا وُصِّيتَ بالجـار؟
أم هل سلوتَ لبعدِ الدّار عـن داري؟
وهل تراكَ نـسيتَ الـودّ فانـقطعتْ
منكَ الرسائلُ فاسـتبكيتَ أشـعاري؟
عـاد الـرّبيعُ ومـاعـادتْ تـُواعدنا
تلك الـعنادلُ عـند الجـدول الجاري
وكـنت أجمـع مـن ريحـان روضتنا
ممّـا تـفضّل مـن باقـاتِ أزهـاري
هـانتْ عـليكَ أمـاسينا فأوحـشها
طـولُ انـقطاعكَ واستنفاذُ أعـذراي
حـتى الأصائـلُ أبـكاها تـباعـدنا
ولا احْتيالَ على هـذا الجفا الضّـاري
فـمامفادكَ من بـعدٍ شقيتُ به؟
ومامرادكَ من تأليبِ أضـراري؟
هلِ اخـتبارُ حـبيبٍ في تحـمّله؟
وأنـت تعرف أني غـير صـبّارِ
أمِ انْـتقامُ همـومٍ مـن تـفاؤلنا؟
أمْ فعـلُ ناكرة النُّـعمى ونـكّارِ؟
إني أحـبّك محـض الحبّ مـبتدأ
وبلّـغتك وفاء القلب أخـباري
فأنـت أقرب من روح سموت بها
ولاأمُـنُّ عـلى عينيك إيـثاري
فاهنأْ سلام الهـوى الوافي ورحمته
واسعدْ فأنت المنى يانـعمة الباري
ياجارَ قلبي مغيبُ الشّمسِ خـوفّني
من طولِ ليلي ومنْ أنّاتِ تـذكاري
من أوّلِ الـشّفق الـزّاهي بحـمرته
لآخـرِ الغـسقِ الـواهـي بأوزارِي
فـبتّ مُـختليًا عـن حاسدٍ أشِـرٍ
أخشى تـشفّيَهُ في الهـائم السّاري
لـمْ أدرِ مااجْترحتْ نفسِي ومااقْترفتْ
ومـاجـنايتُها يـاأيّـها الـدّاري
فـإن حكمتَ لها بـالقرب أسْعدَها
وإنْ قسوتَ فـما جاوزتَ أقـداري
وأنـتَ صاحبُها في الحـالتين رضًى
وقدْ ملكتَ بها طـوعي وإجـباري
ونمتُ من رهقِي فطافَ بي حلمُُ
وداعبتْ أملاً في القلبِ أفكارِي
في عالم كـملتْ حسنًا خمائـلُه
وامْتدّ زخـرفُهُ فاشتقتُ أسفارِي
هبّ النّسيم بشرقيّ الهوى عبقًا
وحرّك الفنَنُ الولهـانُ أوتـارِي
فأصدرتْ غزلاً بالـوردِ أسْكرهُ
واهْـتزَّ من طـربٍ غِرّيدُ أسحارِ
فراح يُـنشدُني قـلبي مـوشّحهُ
وكان يغرِفُهُ منْ عـذب أنهـاري
أعادَ ماذهبتْ أيـدي الشّتاءِ به
وراح مفتتِحًا في العشقِ مشواري