جال في خلده أنه وحده ، فانتشى لحظةً واحتفى بانعدام من يقف معه أو ضده ! . فجأة التفت ذات اليمين فأبصر خيالا ظنه عدواً لهُ، فأطلق ساقيه للريح عَدْوا .
ظل يجري و يجري ثم ينسى انه يجري فيجري حتى صار للظليم نداً ، بل غدا أعدى من الظليم ذاته، وكلما استشعر العياء و همّ بالتوقف ، التفت يُمنة فأبصر ظلا يطارده ، فحثَّ ساقيه : اعْدوا ، اعْدوا ، لا شأن لكما بالالتفات ، ,,
أدركه التعب واستبد به النصب ، فوقف متسمرا من الخوف ، لا يلتفت ، وأجهش بالقول : العجلان يتخطى! ، مُرْ يا عجول ! ,,،
التفت عن يمينه وقد سكن فؤاده قليلا ، فوجد ظله يتبعه ، ولم يجد غيره يطارده ، فتبسم وقال : لقد صدقني ظلي ، وكذبتني نفسي الكذوب ما أشقى امرؤا يكذبه ظله أو تغرر به نفسه !.