وهكذا دواليك
ركعنا
سجدنا
وما إنْ رفعنا
أقام الحسام
وبالسوط صرنا
نجدد حزنا وخوفا وضغنا
فلا تسألنْ عن بكاء الحيارى
وشكوى العذارى
وبوح الأيامى
ودمع اليتامى
وبالسوط صرنا وسرنا
نصوغ العبارة تلو العبارة
ونشدو نردد هذي العبارة
على مسمع الكون في كل آن
لك السمع يا سيدي والإطاعة
ونحن فداك ورهن الإشارة
ولم يخلق الله عبدا وإلا . .
عليه وجوب الخضوع إليك
ويلحق بالركب في صفّنا
ويحذو المناكب حذو المناكب
مع الخلق في عرصات البلايا
ونصبحَ في كربنا أسوياء
ونمسي في همّنا أشقياء
وننساق في تيهنا تعساء
وبغير شعور
ركعنا
سجدنا
وما إن رفعنا
أقام الحسام
وبالسوط صرنا
نجدد حزنا وخوفا وضغنا
* * * *
وفي ليلة
كليالي الشتاء
ودهمة ليل بغير قمر
تنامى الشقاء
فحاول أن يستفيق الأمل
وقرر أن يستميت لذلك
وشيّع في الناس جدوى المهالك
وخوض المعارك
وأنّ الحياة تزين بذلك
فصاح الجميع
نهوى المهالك
وخوض المعارك
ونحيا الحياة بغير شقاء
ونعشق فيها بغير عناء
ونكسب رزقا ، ولا فقراء
ونرسم نهج الحياة السعيدة
على منهج نرتضيه معاً
نصوغ الدساتير من أفقنا
معاً وسوياً
نحارب كل فساد يجول
معاً وسوياً
نلبي احتياج الفقير الضعيف
معاً وسوياً
ونرصد كل ثمين نفيس
لأجل الحضارة
معاً وسوياً
ونرفع هيبتنا في النفوس
معاً وسوياً
فساق المحبون أرواحهم
أجسادهم
أبناءهم
وسالت دماء
وفي كل قطر ترى شهداء
يضحون من أجل غالٍ نفيس
وكانت بشارة
هروب هنا
وقتل هناك
وسجن هنالك
فرحنا
رقصنا
بنصر قريب بعيد
معاً وسوياً
معاً وسوياً
* * * *
أقمنا المحاكم في كل آن
نصبنا المشانق
فتحنا السجون
أردنا العدالة أنْ تستبد
أردنا المساواة أنْ تشرئب
فصحنا هنا
وصاحوا هناك
ونادوا هنالك
أردنا أن نكون سويا
فعمّ الشتات
وقلّ الفُتات
وأضحت عباراتهم عنصرية
وسادت ضحاياهم الطائفية
على كل أرض وتحت السماء
أردنا أن نكون سويا
تَحَكّمَ هذا
ورَفْضٌ لذاك
وما زالت الأرض ترجف فينا
وتمطر جمرا سماء المدينة
أردنا أن نكون سويا
نشارك في صنع ذاك القرار
وذاك القرار
ولكنها العنصرية
والطائفية
فعدنا
رجعنا
كما قد ألِفْنا
نعيد الليالي والأمنيات
على كوكب الحزن نبني الخيام
نصوغ الولاء
ركعنا
سجدنا
وما إن رفعنا
أقام الحسام
وبالسوط صرنا
نجدد حزنا وخوفا وضغنا
***************
باسم الجرفالي
28 / 6 / 1434هـ