*** نقص ***
قصة قصيرة
أ. محمد عبد المجيد الصاوي
تحسس شعرات رأسه التي أضفت على صلعته نوعا من الجاذبية ، وانطلق يصففها ـ جذلاً نشوانَ ـ بكل عنايته ، وقد أرخى لروحه مرحها ..
يدندن : لست أنساك وقد أغريتني .. تلفت يمينا وشمالا وقد تملكه الجزع
ثم ضحك عاليا ..
فلا أحد في البيت سواه .. وارتفعت عقيرته بالغناء ـ الصراخي ـ .
أكمل هندمة ملابسه ..
أمسك بزجاجة العطر ـ بحركة استعراضية طالما تدرب عليها أمام مرآته ، وقد أوشكت أن تهتف ـ وهي المسكينة بين يديه : رحماك .
واتخذت علبة السجائر موضعها في القميص ، وكذا فعل مع المحفظة ، بعد أن أعاد للمرة العاشرة عد النقود ..
وقد أعاد المرور على باقي زينته ..
وانطلق انطلاقة الفهود ـ وقد فرت الظباء من وثباتها ـ ..
شرع في رد التحايا على جيرانه ، وقد انهالت عبارات اللمز والغمز التي لولاها ما تكلف عناء ساعتين .
وصل الاجتماع لتنطلق الضحكات ، يذروها صحب كرام ..
دار النقاش هذه المرة حول ـ دور الأطباء في اتخاذ مكانتهم في الساحة السياسية ـ
علته الدهشة ، واستوطنه العناد :
ـ تبا لكم ألأجل هذا اجتمعنا ..
هاتف فيه ينطلق ..
يخرج بطاقة الدعوة ..
ثم يهدأ رويدا .. رويدا ..