... كنت نائما بجانبها ، نظرت خفية إليها ، والجدران صامتة ، فوجدتها تقرأ سقف البيت بعينيها .. فجأة نطت من فراشها وصاحت في وجهي :
ـ اخرج .. فأنت لا تصلح لشيء ، كرهت الفضاء الذي يجمع بيننا ، انتهى الطريق معك منذ مدة .. غداً ، سأخرج لأعمل ، وعملي واضح لديك ..؟
رفعت يدي وحاولت أن ... ؟ لكن .. ..
على التو ، خرجت أمضغ الريح بفمي ، والخيبة تتبعني ، أتسكع بين الدروب ، وظلام الليل يتربص بالمكان .. وددت أن أحادث أحداً ، فما وجدت إلا الكلاب الضالة ...
توسدت عتبة باب بيت عتيق . كنت أرغب أن أخاطب السماء ، لكن النوم جثا أمامي فغفوت . دقائق مرت ، لا أعرف .. أفقت مذعوراً ، هراش كلاب يستولي على الحارة .. كنت أرقــبها بتوجس ، جمعت جلبابي بين أسناني وأطلقت ساقي أسابق الريح .. تهت ألوك بين شفتي تراتيل الأيام الخالية ، أتنصت على قلبي وهو يحاول أن يقول شيئاً ..
.. دلفت إلي حانة بالية والسؤال يهترئ على شفتي .. همست للأضواء فتراقصت على الجدران ، رقصت ، انتشيت .. لم يعد جسمي يقبل رنة النشوة ..
بين النوم واليقظة ، سمعت صوت غطيطها يخرق الجدران ، نظرت من كوة عين واحدة ، رأيتها بين ثلاثة رجال أقوياء ، شدتني من شعري بعنف وقالت :
هذا .. إنه هو .. ؟