دقـــائـق الصـمــت

... جلست وسط السرير، بنظرات تقصف قامته، تقرأ أسارير وجهه، استفزتها حركاته، كان يذرع الغرفة بخطوات تقلق الصمت، وتوقظ الضجيج. يخطو، يتوقف، ينظر إليها، تسقط رأسها على صدرها النافر، ودت أن يبلل يديها بدموع دافئة، يتحسس نبضات قلبها. لكنه مشى نحو الباب، اتكأ على مصراعه الرخامي. اهتزت... التفت، هدأت.. ما عاد قلبها ينبض حين تراه، ما عادت أنفاسه تشبعها. تمتمت في نفسها وقالت:
ــ لكن.. أجابت، وماذا بعد لكن؟ لا شيء يا أمي.. يوما عن يوم يتحقق كلامي، يعود إلى المنزل متأخرا، فأرى ظلا يندس خلف شبح مخيف. أتذكرين يا أمي... لما جرني بعنف من حزامي. ولف ذراعه على خصري، أحسست باختناق يشد على حنجرتي. كنت واقفة توقعين على الحدث بأغنيتك المفضلة. آنذاك، لكزتني " المزينة" بعنف وقالت لي بصوت خافت: ابتسمي يا جوهرة.
ابتسمت للفراغ، اشتبكت مع شفتي، وزعت الابتسامة بين أعين المدعوين، فماتت بين النظرات. ها أنا.. أغذي نفسي بجرعة أمل مجهول، تمنيت لو قاتلت الجنون، ومزقت أوراق هويتي عسى أن أستنسخ من ذاتي أنثى أخرى. حذرني الزمان نفسه، فلم أعتبر. وداعته البريئة مصيدة مدفونة تحت قش الخداع. لا أدري يا أمي.. لقد فشلت الصفقة، النار باردة، فلا لهب يدفئ الجدران، ولا نوم ينسيني، كرهت طعم الحياة وما تمنحه من عطاء.
خطا نحوها يتماوت في مشيته، اهتزت أنفاسها، تصاعدت. اقترب منها أكثر، رمى في وجهها كلاما فاح كعطر نادر، تنسمت رائحة دهاء تنكسر على وجهه. انتظرت منه شيئا، لكن كبرياءه يرعبه، نظرت إليه بعمق وقالت :
ــ قل شيئا ياهذا .. لم أهبك مفتاح قلبي، سرقت ما سرقت في الظلام. وأمسكت بخيوط اللعبة جيدا.
نظر إليها وابتسم في مكر، استدار نحو زر الكهرباء، ضغط عليه بحذر وانصرف إلى مكتبه، أغلق الباب بالمفتاح.
تحسست بطنها فانزعجت، شيء ما يتحرك في أحشائها، يرفرف كالفراشة، يكاد يصرخ ويقول: أنا موجود، أريد الحياة، ناشدت السماء أن تغرق سفينة عمرها قبل انبلاج الصبح. في هسهسة ميتة قالت:
ــ ماذا أقول لك غدا" يا ..." جئت من الظلام، والآن ها أنت تسكن في الظلام. لا... بل ستخرج للحياة، ولا شيء غير الحياة.
نامت، ولما تسللت أشعة الشمس عبر نافذة غرفتها، نهضت فتوجهت إلى مكتبه، أطلت... وجدت محفظته وهاتفه على المكتب، مفاتيح سيارته مرمية على الأرض. بحثت عنه في كل غرف المنزل فلم تجده. ارتدت ملابسها، أسرعت إلى مقر عمله، سألت عنه الإدارة ، سألت أصدقاءه ومعارفه، ولكن بدون جدوى.
بعد أيام توصلت باستدعاء من الشرطة تقول: يجب الحضور عاجلا لأمر يهمك.

معاناة وصفت بسرد جاذب حتّى النّهاية المثيرة للتّساؤلات، وغوص في أعماق البطلة المعذّبة!
قصّة اجتماعيّة هادفة بعنوان لافت وموفّق
بوركت أخي الأستاذ الفرحان
تقديري وتحيّتي

قصة من الواقع وصفت معاناة الكثيرات بسرد جميل يجذب
القارئ لمتباعة الأحداث إلى النهاية
القفلة جميلة مفتوحة للتأويل
بوركت الفاضل بو عزة
تحياتي

معاناة وصفت بسرد جاذب حتّى النّهاية المثيرة للتّساؤلات، وغوص في أعماق البطلة المعذّبة!
قصّة اجتماعيّة هادفة بعنوان لافت وموفّق
بوركت أخي الأستاذ الفرحان
تقديري وتحيّتي

المبدعة المتألقة كاملة تحية طيبة .
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع .
فعلا هي معاناة تمس شرائح كثيرة في المجتمع .
شكرا على تواصلك الدائم ،اهتمام أعتز به .
مودتي وتقديري .

قصة من الواقع وصفت معاناة الكثيرات بسرد جميل يجذب
القارئ لمتباعة الأحداث إلى النهاية
القفلة جميلة مفتوحة للتأويل
بوركت الفاضل بو عزة
تحياتي

تحية كريمة ، المبدعة المتألقة نوال ..
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ،
شكرا على كلمتك الطيبة واهتمامك النبيل ..
مودتي وتقديري ..

( لقد فشلت الصفقة، النار باردة، فلا لهب يدفئ الجدران، ولا نوم ينسيني، كرهت طعم الحياة وما تمنحه من عطاء. )
عندما تنتهي لغة الحوار ـ وتصبح جدران البيت باردة لا دفء فيها ولا مشاعر.
عندما يصبح الصمت حالة مزمنة فهذا دلالة على حالة من البرود العاطفي بين
الزوجين ـ وتتحول المشاعر إلى نفور ،ويتحول الزواج من سكن ومودة إلى
ضرب من العذاب والمرار.
تبقى تلك النهاية المبهمة .. فبعد أن خرج مقفلا عليها الباب بالمفتاح ـ اكتشفت
عودته من محفظته وهاتفه ومفاتيحه .. ولكنه تبخر ولم يعرف أحد عنه شيئا..
حتى استدعاء الشرطة وتلك الخاتمة مفتوحة التاويل.

بمقدرتك الأدبية والفنية الرائعة وسردية عالية وأسلوب متمكن كان ذلك الغوص
العميق في أعماق البطلة ـ ومن عمق الواقع كانت تلك الصورة.
بوركت على ما تجود به أناملك بحرفية وإبداع.
ولك تحياتي وتقديري.

همسة: تمتمت في نفسها وقالت:
ــ لكن.. أجابت، وماذا بعد لكن؟ لا شيء يا أمي..
أحسست أن السياق هنا غير مكتمل أو فيه شيء ناقص .. مجرد رأي.

( لقد فشلت الصفقة، النار باردة، فلا لهب يدفئ الجدران، ولا نوم ينسيني، كرهت طعم الحياة وما تمنحه من عطاء. )
عندما تنتهي لغة الحوار ـ وتصبح جدران البيت باردة لا دفء فيها ولا مشاعر.
عندما يصبح الصمت حالة مزمنة فهذا دلالة على حالة من البرود العاطفي بين
الزوجين ـ وتتحول المشاعر إلى نفور ،ويتحول الزواج من سكن ومودة إلى
ضرب من العذاب والمرار.
تبقى تلك النهاية المبهمة .. فبعد أن خرج مقفلا عليها الباب بالمفتاح ـ اكتشفت
عودته من محفظته وهاتفه ومفاتيحه .. ولكنه تبخر ولم يعرف أحد عنه شيئا..
حتى استدعاء الشرطة وتلك الخاتمة مفتوحة التاويل.
بمقدرتك الأدبية والفنية الرائعة وسردية عالية وأسلوب متمكن كان ذلك الغوص
العميق في أعماق البطلة ـ ومن عمق الواقع كانت تلك الصورة.
بوركت على ما تجود به أناملك بحرفية وإبداع.
ولك تحياتي وتقديري.
همسة: تمتمت في نفسها وقالت:
ــ لكن.. أجابت، وماذا بعد لكن؟ لا شيء يا أمي..
أحسست أن السياق هنا غير مكتمل أو فيه شيء ناقص .. مجرد رأي.

شكرا لك أختي المبدعة المتألقة نادية على تحليلك القيم لهذا النص المتواضع ،
فعلا ،انعدام الحوار يؤدي إلى فقدان الثقة ،بل إلى سوء فهم الآخر ،بينما التواصل والحوار الهادئ يؤدي إلى ترميم وإصلاح ما قد يفسده الصمت .
بطلة تصارع نفسها ،وتجري حوارا مع نفسها تسأل وتجيب في نفس الوقت ،وما دام المحاور غير موجود فهي تجيب على سؤالها ،
إنه حوار مع النفس والذات من جراء الحيرة والارتباك .
ربما لم أفلح في توصيل الفكرة . شكرا على تواصلك الدائم وإشادتك بالنص .اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري

لغة راقية وسرد جذاب لموضوع معاش في واقعنا الاجتماعي، رسم لنا القاص من خلاله الصراع النفسي الناتج من حالة الارتباك لشخصية البطلة، جاء كلّ ذلك التألق مكلّلاً بخاتمة تجعلنا نتأمل الاحتمالات وبذلك نشارك القاص في انتاج النهايات المتخيلة.. أحييك أخي الأديب الرائع الفرحان بو عزة... تحياتي.

لغة راقية وسرد جذاب لموضوع معاش في واقعنا الاجتماعي، رسم لنا القاص من خلاله الصراع النفسي الناتج من حالة الارتباك لشخصية البطلة، جاء كلّ ذلك التألق مكلّلاً بخاتمة تجعلنا نتأمل الاحتمالات وبذلك نشارك القاص في انتاج النهايات المتخيلة.. أحييك أخي الأديب الرائع الفرحان بو عزة... تحياتي.

تحية كريمة ، أخي المبدع المتألق عبد الكريم ..
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ،
شكرا على تشجيعك ،تشجيع أعتز به .
شكرا على كلمتك الطيبة واهتمامك النبيل ..
مودتي وتقديري ..

لدقائق الصمت تلك صوت تحفظه ارواحنا عن ظهر قلب ومع ذلك لا ننصت له
هي قصة الوجع التي نغزلها بمليء عجزنا ونرتديها على امل الصبر
هي قصة الالم الذي يسكن الليل ويبقي عيون النهار مقفلة عن ايامنا
هي قصة الهروب من الذات وتعثرها بالذات وسقوطها في كل شيء عداها
هي قصة المرأة التي تختار قدرها بعيون مبصرة وبصيرة عمياء لتستيقظ بعد فوات الاوان على نبضة اخرى تذكرها انها ما زالت حية لتجلس على طاولة الحاضر منتظرة ....
لصدفة أو قدر

من أجمل الدقائق التي استمتع بها هي تلك التي بين سطورك
دمت متجددا في الروعة
كل التقدير