النثر العربي ودوره في الريادة ..

النثر العربي ودوره في الريادة ..
النثر العربي له أشكاله عبر تاريخنا
المثل العربي والحكم العربية والمقامات والقصص العربي ..
وتطور النثر في عصرنا كان قد أرسى الرافعي وغيره دعائمه في زماننا ..
بدرر نثرية أصلت للنثر العربي الحديث
غير أن حملات شرسة ماكرة لتذرير اللغة وتهشيمها
هدفت إلى إيجاد روح مضطربة ونفس مشتتة في عصرنا
وبات الكثيرون يهتفون لحداثة أفرزت ما يسمي بقصيدة النثر ..
ظن مطلقوها أنها آتت أكلها وأفلحت في تشويه أدبنا ..
لكنها ما صمدت .. وما فتئت إلا أن توصم بأنها محاولة سخيفة لعينة ..
فما عدنا نشير لهذا أو ذاك أربابا لريادة أدبنا ؛ وقد كانوا ممن بغوا على أدبنا ..
فقد ولى زمان كان الأديب مفروضا عليه أن يقدم نصوصا مبتورة مفككة
ترزح تحت نير الضياع اللغوي والمعرفي والفكري ..
فالتيار الآن يتخذ مكانه في شمس أدبنا الساطعة ..
بأدب ينهض بالأمة .. ويعيد لها دورها رائدة للأمم
برغم توالي الحملات المذمومة ..وبرغم صراع يشتد أواره ..
لذا علينا أن نشجع النثر تشيجا يوازي إجلالنا للشعر ..
دون أن نخلّط أو نذرر أو نكيل مكايل سيحاسبنا عليها تاريخ عربيتنا ..

وسؤال ..
هل الإبهام القصدي والتعقيد المفرق من جانب .. يبني نهضة أدبية ..
وهل تخليط الأجناس والألوان الأدبية من جانب آخر .. يقدم نموذجا للتطوير والتجديد ..

النثر بوابة على عالم واسع للإبداع، يملك من يلجه عن اقتدار أن ينقش اسمه بارزا في أفلاك المجد وكثير من فعل، ولم يكن اختلاق ما يسمى بقصيدة النثر أو الشعر النثري نتيجة لضيق أفق النثر عن أن يتسع لإبداع مهما بلغ، لكنه جزء من مشروع يهدف للنيل من اللغة العربية وآدابها، للنخر في قوائم حضارة الأمة والإجهاز على فرص نهضتها واستعادتها مكانتها، وهو مشروع وجد أجناده في كل من يحلم بأن يسمي نفسه شاعرا وما هو بشاعر ولا ناثر، فانتشر كرائحة العفن ينفثها ملوّث في دوحة، فما تلبث أن تتلاشى ويطغى عبير خضرة الدوحة وزهرها...
و يحمل ما يسمى بقصيدة النثر نهايته كل تفاصيله ابتداء من اسمه، فالشعر شعر والنثر نثر والهجين بينهما خنثى بلا جنس لهذا حاول مخترعوها تزيينها فلم يجدوا جديدا خلّفه الشعر والنثر يزينونها به، فشطنوا في التضبيب وتلاعبوا وبالغوا حتى بات ما يكتبون مسوخا حرفها إبهام وقولها هذر بلا معنى ..

مقالة طيبة أديبنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

النثر أدب مستقل له مقوماته وشروطه ومساحة تتسع لكل حرف يرتكز على أساس واضح ومفهوم أدبا ولغة
وكثر من دخلوا عالم الأدب من باب النثر واحتلوا مكانة مرموقة خلدتهم في كتبه
أما ما تسرب من خلط بين الشعر والنثر فقد أوجد قطعة مشوهة لا يستسيغها كل من يحترم أبجديته
أما رداء الحداثة وما تعلق بأطرافه من مصطلحات ضبابية و صور مشوهة فإنها لا تثري القارئ فكراً ولا أدبا
و ما بين الشعر والنثر يتقيد المعنى وتضيع الصور ويتشوه الحرف
وكل المحاولات على تشويه اللغة و آدابها للنيل من عراقتها وأصالتها وتقدمها والوقوف في طريق نجاحها ما هو الا ريح عابرة يأتي الغيث بعدها ويغسل كل أثر للغبار العالق
ولا يصح الا الصحيح
كل الشكر للأديب على طرح الموضوع
وكل التقدير للحرف العميق

وسؤال ..
هل الإبهام القصدي والتعقيد المفرق من جانب .. يبني نهضة أدبية ..
وهل تخليط الأجناس والألوان الأدبية من جانب آخر .. يقدم نموذجا للتطوير والتجديد ..

الإبهام لا يخدم إلا عجز الكاتب يخفيه وراء فتح المجال للتأويل بينما الحقيقة أنه يجعل النصوص مثل لعبة تركيب المكعبات " ليجو" بيد طفل لا يعرف الفرق بين اللوان ولا الأحجام لكنه يضع معا ما ينجح بشبكه ويعرضها على أهله فخورا بها

شكرا لك أخي

بوركت