هذه مشاركتي في المرحلة الأولى من مسابقة درع الواحة:
عـــهــود و جــحـــود
جُحُودُكَ بالعهودِ هُو َ البلاءُ
وَعهْدُكَ في الرخاءِ هوَ الرّجَاءُ
إِذا السرّاءُ قدْ طَمَسَتْ عُيُوباً
فَفي الضراءِ يـُمْتَحنُ الوفَاءُ
أَتلكَ هيَ الشهامةُ أنْ تُجافِـيْ
وَتِلكَ هيَ البطولةُ ! إِختفَاءُ
أليسَ الغيمُ يتبعُهُ صفاءٌ
وَهلْ يتلو الخريفَ سِوى الشّتاءُ
وما تلكَ النجومُ بلا شموسٍ
وعندَ الليلِ يُفتقدُ الضياءُ
أَليسَ جزاءُ إحسانٍ شُكُوراً
أَمعرُوفٌ وَ مكرُوهٌ سَواءُ !
مَعَاذَ الله أنْ يَرضَى بهَذا
وفاؤُكَ و انتماؤُك َ وَ النّقَاءُ
أنَا مازلتُ أحسبهمْ بـِخَيرٍ
وما انقطعَ التفاؤُلُ و الرّجُاءُ
لإِنْ قبلُوا بما يَجريْ فإنيْ
سأدعو اللهَ يغفر ُ مَا أساؤوا
عَفَا ربّيْ ويعفوْ عَنْ كثيرٍ
فخيرُ القولِ لوْ تَدريْ دُعاءُ
إذا الأخلاقُ قدْ ضاعتْ بقومٍ
فبَشرهُمْ ...لقد أَزِفَ الفنَاءُ
و لا أرجُوه مِنْ أحدٍ جزائي
لوجهِ الله ذي الفضلِ ، العطَاءُ
وإنْ فشِلَ الطبيبُ بلا دواءٍ
قلِ الرّحمنُ يشفيْ منْ يشاءُ
معاذَ الله أنْ أبكيْ زمانيْ
وكيف َ يُعيدُ أفراحاً بُكاءُ!
إذا بُنيَ البناءُ على اساسٍ
فقدْ يعْلو ويرتفعُ البناءُ
ألا يا قومُ لا تحلو حياةٌ
إنِ انقطعَ التسامحُ و الإِخاءُ
عميقٌ أنتَ يا جرحي عميقٌ
فكم طعنَ الصداقةَ .. أَصدقاءُ
عجيب ٌ أنت يا قلبيْ عجيبٌ
تعاتبهمْ !! وقد كُشف الغطاءُ ؟
ألا بلّغْ رفاقَ السوءِ عنّيْ :
إنِ انقرضُوا سينقرضُ البَلاءُ
أتى زمنٌ أحبَّ النّاسُ فوضىْ
كأنَّ النّاسَ أرّقهمْ صَفاءُ
فلا الأحياءُ أسعفَهمْ قريبٌ
و لا الأمواتُ أدركهمْ دعاءُ
كما الأخلاق سيّدُها حليمٌ
أبو لهبٍ تُسيِّدُه ُ الدّماءُ
كأنَّ الدينَ يا قوميْ رداءٌ
يقصِّرهُُ إذا طالَ الرِّداءُ
وصارَ الغدرُ بالدنيا وباءً
لقد يَطغى و يَستشْرِي الوَباءُ
لنَا الأخلاقُ مَا نبقىْ ستبقىْ
و إِن متنا فقُلْ كانَ النَقَاءُ
وعودكَ كلّهَا محضُ افتراءٍ
وهذا الشّعرُ وا أسفيْ هباءُ
جحودَكَ في البلاءِ هو ابتلاءٌ
وفي الضراءِ خابَ بِك َ الرّجَاءُ
نافع