أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: أخطاء لغوية شديدة الانتشار بالإعلام

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي أخطاء لغوية شديدة الانتشار بالإعلام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
    شاعت على ألسنة المتحدثين بالعربية في وسائل الإعلام، في الخطب وبرامج الإذاعة والتليفزيون، وكذلك في كتابات الصحف والمجلات - كثير من الأخطاء اللغوية، التي وقع فيها العامة وغير المتأدبين ، وتابعهم فيها الخاصة.

    ونحن إذ نفتح هذا الموضوع؛ فإنا نركز بالتحديد على الأخطاء اللغوية الواردة في وسائل الإعلام ، والتي انتشرت انتشارًا كبيرًا ؛ مما أوهم الكثيرين من العامة والخاصة بصحتها وقبولها، وقد زادني إصرارًا على كتابة هذا الموضوع ما وجدته في كثير من المواقع المتخصصة في علوم اللغة العربية؛ حيث - للأسف - إن هذا الطوفان قد سرت جراثيمه بعروقها، فما برحت أصادف الأخطاء نفسها في كثير منها.

    ونرجو أن يصل وجه الصواب في هذه الأخطاء إلى قطاع كبير من المتحدثين بلغة الضاد؛ فتتطهر رويدًا رويدًا من عدوى أسلوب الترجمة من اللغات الأجنبية، ويعود لها صفاؤها القديم.

    كما نرجو أن يتعاون معنا الأدباء والكتاب في العمل على إذاعة هذا اللفظ أو ذاك من ألفاظ العربية الفصحى..بدلا من الدعة والركون إلى القول المشهور:"خطأ شائع خير من صواب مهجور "![ من كتاب (في أصول اللغة) للدكتور/ رمضان عبد التواب(رحمه الله)]


    1- ومن الأخطاء الشائعة جدًا بوسائل الإعلام قول الناس مثلا:" سوف لا نصبر على ذلك".
    وفي مقالة بإحدى الصحف:"وسوف لا تنصرف الملاحظات في هذا المقال إلى التفسيرات والآراء"
    والصواب أن يُقال: "لن نصبر على ذلك"، و"لن تنصرف الملاحظات..."

    التفسير:
    "سوف" تستخدم لإثبات المستقبل ، وعكسها" لن" فهي لنفي هذا المستقبل ، وهما لا يجتمعان في تركيب واحد كهذا.
    كما أن علماء اللغة قالوا إنه لا يجوز الفصل بين سوف والفعل بشيء..
    وقال النحاة كذلك إن "لن" تدل على الاستقبال إلى جانب دلالتها على النفي أيضًا.

    2- ومن الأخطاء الشائعة جدًا قولهم" اعتدوا على بعضهم البعض"
    وقولهم" يقول البعض - يرى البعض ..."
    والصواب: اعتدى بعضهم على بعض.
    و"قال بعضهم كذا - يرى بعض الناس/ العلماء كذا..."

    التفسير:
    كلمة "كل" و"بعض" لا يدخل عليها أداة التعريف؛ فلا يقال: الكل - البعض .
    وقديمًا عاب اللغويون العرب على ابن المقفع قوله :" العلم كثير ولكن أخذ البعض خير من ترك الكل"، وقالوا: إن العرب لم تتحدث بهما إلا نكرتين ، وفي القرآن الكريم مثلا قوله تعالى:" كلٌ إلينا راجعون" وقوله عز وجل:"وكلٌ أتوه داخرين " (*)

    3- ومن الأخطاء الشائعة استعمال الفعل المبني للمجهول مع ذكر الفاعل في الجملة, وذلك باستعمال "من قِبَل".

    ولعلها بدأت ترجمة للتركيب المسمى passive في اللغة الإنجليزية. ففي الإنجليزية يسبق المفعولُ به الفاعل إذا أريد توكيد المفعول به, كما في: The boy was killed by a sniper. وما يقابل هذا في العربية ليس: "قُتل الولدُ من قبل قنّاص" كما هو شائع, بل"قَتل الولدَ قنّاصٌ" بجعل المفعول به قبل الفاعل.
    ومن الأمثلة التي وردت: أُبلِغنا من قبل المسؤولين, ويُعَيَّن من قبل الرئيس ويصادَق عليه من قبل المجلس النيابيّ, وهناك مقاومة من قبل الشعب.
    [ منقول بتصرف..]

    [ يتبع]


    ــــــــــــــــ
    (*) من كتاب (في أصول اللغة) للأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب رحمه الله.

  2. #2
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    فإن وجد أحدنا في نفسه شيئا من هذا الموضوع يمنعه من الحكم عليه بالخطإ؛ بالنظر إلى قول الله تعالى:
    "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون" سورة البقرة285
    وقوله: "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا"المائدة 64
    وقوله: "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ..."المائدة66

    كما وجدته في نفسها إحدى الأخوات الفاضلات في منتدى آخر، فأرد عليه بما رددت به عليها:


    فأقول وبالله التوفيق:

    من أغراض حذف الفاعل في صيغة البناء للمجهول – الجهل بالفاعل وهذا رأي ذكره كثيرٌ من أهل النحو، وقد رأى فيه بعضهم غرضًا مستقلا بنفسه في مقابل الأغراض اللفظية، والأغراض المعنوية، في حين رأى بعضهم الآخر أنه من الأغراض المعنوية.

    وبغض النظر عما سبق؛ فإن هذا الغرض عمومًا يقتضي - على ما يفهم من كلام النحاة - أن يكون أصل الجملة الفعل المبني للمعلوم(فَعَلَ) المسند إلى فاعله، ثم تحولت إلى جملة المبني للمجهول (فُعِلَ) المسند إلى اسمه المرفوع، وهذا التحول ناتج من أن المرسل(المتكلم) يجهل الفاعل الحقيقي؛ ولذلك أوردوا عبارات مثل: حُذف الفاعل، أو تُرك ذكرُه، أو طيه، أو عدم تسميته... إلى غير هذا من المصطلحات التي يشيرون بها إلى غياب الفاعل.

    وهذا الفهم إنما هو فهم بسيط، ولم ينصرف إلى دقائق الفكرة، وحاول الهروب من بعض التعقيدات المحيطة بها؛ فقد أوضحت أبحاث عددٍ من المحدثين أن هذا الغرض فيه ما فيه من الدقة والتعقيد، يمكن أن نتناوله فيما يلي:

    (أ) جاءت في اللغة العربية استعمالات "فُعِلَ" أو ما سمي بالمجهول مسندًا إلى مرفوعه، مفسرًا بالفعل نفسه على بناء"فَعَلَ" مسندًا إلى مرفوعه أيضًا، كقولهم:"أُسِرَ ذُؤابٌ، أسرَهُ مُرةٌ".

    (ب) وجاء بناء"فُعِلَ" مسندًا إلى مرفوعه، مُفسرًا بفعل آخر في معنى الأول؛ كقولهم:"قُتِلَ النعمانُ، رماه رجلٌ من أهل اليمن".

    وفي مثل هذين الاستعمالين، لا يصح أن يقال فيهما "للجهل بالفاعل"؛ فصاحب القول(المتكلم) يدري من هو الفاعل، بدليل أنه ذكره في الجملة الثانية المفسرة.

    (ج) وقد يأتي الفعل على "فُعِلَ" مسندًا إلى مرفوعه ، وتأتي بعده (قرينة) تدل على الفاعل، وقد أطلق بعض المحدثين من الباحثين على هذا التركيب مصطلح"المبني للمجهول الكامل"، وفصلوا فيه القول بأنه : التركيب الذي يستلزم الإتيان معه بقرينة تدل على الفاعل، ولابد للفاعل الحقيقي هنا أن يكون مجرورًا (في محل الرفع) بأحد حرفي الجر(من - الباء).
    وأحصى أحدهم المواضع التي جُر فيها الفاعل الحقيقي بـ (من) في القرآن الكريم؛ فكانت ثلاثة وعشرين موضعًا، كان في أكثرها المبني للمفعول من الجذر"نزل"، كما جاء بالآيات التي أوردتموها، ومنها:"
    آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون"(البقرة285).

    وأما ما جُر بالباء؛ فمنه قوله تعالى:"فأما ثمود فأُهلِكوا بالطاغية".

    (د) كذلك وردت في القرآن الكريم أفعال مبنية للمفعول، ولا يمكن أن تأتي على هذا النحو للجهل بالفاعل، بدلالة أن الأفعال ذاتها وردت مبنية للفاعل في سياقات متشابهة من القرآن الكريم، وقد تنبه إلى ذلك ابن جني فقال:"إن الفعل إذا بُني للمفعول لم يلزم أن يكون للجهل بالفاعل؛ بل ليُعلم أن الفعل وقع به... ألا ترى قوله تعالى:"وخُلق الإنسانُ ضَعيفًا" ... وهذا مع قوله عز وجل:"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"... فالغرض في هذا النحو المعروف الفاعل إذا بُني للمفعول ؛ إنما هو الإخبار عن وقوع الفعل به حسب، وليس الغرض فيه ذكر من أوقعه".

    والخلاصة:

    ما تقدم من أمثلة يوضح لنا أن قصدية المتكلم ونيته في كلامه لها دور مهم، ولكن هذه القصدية قد تخفى على المرسل إليه(القارئ أو المستمع)؛ فيحمل التركيب غرضًا لم يقصده المرسل.

    وبِناءً على ذلك؛ فأرى أنه لا ضير من استخدام أسلوب
    "البناء للمجهول الكامل" كما يسميه بعض المحدثين؛ فنقول: قُتِلَ الولد من قناص" أو"شُرِحَ الدرسُ بمعلم".

    كما يجوز أن نقول:" قُتِل الولدُ، قتله قناصٌ" وذلك بذكر الفاعل؛ لغرض في نية المرسل.

    وأرى أن موضع الاهتمام إنما ينصب على قولهم:" من قِبَلِ" ووضعه بين الفعل المبني ، وفاعله؛ فهو غير وارد.

    وقد جاء في رأي الكاتب الذي نقلنا عنه قوله:

    3-ومن الأخطاء الشائعة استعمال الفعل المبني للمجهول مع ذكر الفاعل في الجملة, وذلك باستعمال "من قِبَل".

    فالجملة المفسرة في عجز الجملة الأولى(وذلك باستعمال من قِبَلِ) قيدت خطأ الاستعمال المطلق؛ واشترطت معه" استعمال تركيب "من قبل"" كحشوٍ لم يورد له نظير.

    والظاهر أن الأمر لا يعدو كونه راسبًا من رواسب الترجمة الخاطئة عن اللغات الأجنبية، تمخض عنه تلك الصورة المهشمة في النسخة العربية، وسبب ذلك قد يكمن في الترجمة الحرفية.

    والواضح أن هذا اللبس وراءه كلمة"by" حيث اهتم المترجم بإيجاد مرادف لها في العربية؛ فاختار" من قبل" وكان حريًا به الاكتفاء بحرف الجر"من" فقط.

    ومعروف أن الترجمة عن اللغات الأخرى لا يجب أن تكون حرفية؛ وقد أحسن الذين ترجموا عبارة مثل"How are you " بقولهم: كيف حالك؟ ولم يقولوا : كيف يكون حالك؟ أو كيف حالك يكون؟؟



    والله أعلى وأعلم !

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي


    ومن الأخطاء الشائعة جدًا بوسائل الإعلام قولهم (مثلا) : "إن التخلف يهدد شخصية وكيان الشعوب النامية"

    وهي ظاهرة منتشرة بشدة،إذ يتم الفصل بين المضاف والمضاف إليه بمضاف آخر.

    والصواب أن يُقال:"إن التخلف يهدد شخصية الشعوب النامية وكيانها."
    وقس على ذلك آلاف العبارات من هذا القبيل.

    وقد ذكر اللغويون العرب أن هذه الظاهرة خاصة بالشعر فقط؛ لضرورة الوزن الشعري.
    وذلك كقول الفرزدق: يا من رأى عارِضًا أسر به *** بين ذراعي وجبهة الأسد

    2- ومن الخطإ الشائع جدًا قولهم (مثلا):" نَفَذَتْ طبعةُ الكتاب"
    وقولهم في الإعلانات التجارية:" بادر بالشراء قبل نفاذ الكمية "، وسمعت أحد الكتاب الكبار يقول في برنامج تليفزيوني :" الآن نفذ صبري..."

    والصواب في كل ذلك : (نفدت - نفاد - نفد)بكسر الفاء و( استنفد) بفتح الفاء.

    لأن "نفذَ" معناها "اخترق" في مثل" نفذَ السهمُ من الرََميَة" أي: اخترق السهم الحيوان الذي رماه الصائد به.
    ومثل" نفذ قضاء الله فينا" أي تحقق وأصبح واقعًا.

    أما "نفِد "المطلوبة هنا فمعناها : انتهى. ومنه قوله تعالى:" قُلْ لَو كَان البَحْرُ مِدَادًا لِكلِمَاتِ رَبِِي لنفِدَ البحْرُ قبلَ أنْ تنفَدَ كلماتُ ربي ولو جِئنَا بمثلهِ مَدَدًا" [الكهف:109]
    ـــــــــــــــــــــــ
    من كتاب "في أصول اللغة" للدكتور رمضان عبد التواب، بتصرف وإضافات.


  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    وقبل أن أكمل - لابد من توضيح أمر مهم.

    لماذا مؤلفات الدكتور عمر؟
    إذا نظرنا إلى معاجم اللغات الأجنبية نجدها أكثر مواكبة للحداثة، وأشمل من ناحية احتواء التطور الدلالي للكلمات؛ ذلك أن التطور والتوسع خصيصة ملازمة لأي لغة، وحقيق بأي لغة أن تكتسب حيويتها من التوسع، وفي لغتنا العربية كنا إلى عهد قريب نعتمد على عدد من المعاجم القديمة، وبعض الدراسات اللغوية التي كانت تتناول قضايا السلامة اللغوية، ورصد التصحيف الحاصل في مباني الكلمات، وأصبحت هذه المصادر غير كافية لسد العجز البين في توضيح معايير التخطئة والصواب في لغة وقتنا الحاضر، وما شاع على ألسنة هذه الأيام.

    وكان العالم الراحل الدكتور أحمد مختار عمر ممن اعتلجوا هذا الهم في صدورهم،وأنتج مؤلفين ساعدا في سد الفراغ في الحقل المعجمي المعاصر، على النحو الذي بيناه، هما:

    "معجم الصواب اللغوي- دليل المثقف العربي"، و"معجم اللغة العربية المعاصرة".

    يقول "فاروق شوشة" في منهجية المؤلفين:
    "التوسع في التصحيح، وتصويب كل ما يمكن تخريجه بوجه من الوجوه، سواء بالرجوع إلى المادة الحية، أو باستخدام الأقيسة التي قبلها القدماء أو أقرها مجمع اللغة العربية،... وفتح باب الاستشهاد...". وعن "معجم اللغة العربية المعاصرة" يقول إنه يضم "مادة تمثل اللغة العربية المعاصرة أصدق تمثيل، تميزت بالمعاصرة والسياقات المستعملة، بالإضافة إلى الاستعمالات الجديدة"

    لذلك أكثر في الرجوع لمؤلفاته –رحمه الله – لما يتوافر فيها من مميزات تستلزمها ضرورة المعاصرة.

    والله تعالى أعلى وأعلم!

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد كمال الدين شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : في ملكوت الله
    العمر : 38
    المشاركات : 1,492
    المواضيع : 85
    الردود : 1492
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    موضوع في غاية الأهمية
    وطرح بسيط ورائع

    شكرا لك أستاذي وجزاكم الله خيرا

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد كمال الدين مشاهدة المشاركة
    موضوع في غاية الأهمية
    وطرح بسيط ورائع

    شكرا لك أستاذي وجزاكم الله خيرا
    أهلا بك أخي محمد.
    وشكرًا لرأيك.
    وفقك الله!

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ومن العبارات الشائعة قولهم(مثلا):"استبدل الوزراء في إنجلترا سياراتهم الكبيرة بسيارات صغيرة؛ توفيرًا للوقود".
    وورد في صحيفة خبر يقول:" عملت وزارة الداخلية في الفترة الأخيرة على استبدال اللوحات المعدنية القديمة بلوحات جديدة"

    والمقصود في المثال الأول: أن الوزراء استغنوا عن سياراتهم الكبيرة، واستخدموا سيارات صغيرة.
    وفي المثال الثاني:أن وزارة الداخلية ألغت استخدام اللوحات المعدنية القديمة، واستخدمت الجديدة.

    والصواب أن يُقال: * استبدل الوزراء بسياراتهم الكبيرة سيارات صغيرة.
    * عملت الداخلية في الفترة الأخيرة على استبدال لوحات جديدة باللوحات القديمة.


    لأن الباء مع مادة"بدل"وما اشتق منها تدخل على الشيء المتروك؛ فأقول (مثلا):"استبدلت قلمًا بكتابٍ" ومعناه أنني تركت الكتاب، وأخذت القلم عوضًا منه".

    والناس يقصدون بهذه العبارة عكس هذا المعنى، وهو خطأ منتشر بشدة في وسائل الإعلام، وبين الكتاب والأدباء.

    وفي القرآن الكريم قوله تعالى:"أتَسْتَبْدِلُونَ الذِي هو أَدْنَى بالذِي هو خَيْرٌ" يعني : أتتركون الخير،وتأخذون الأدنى والأرذل!؟
    [ الدكتور رمضان عبد التواب - في أصول اللغة ـ بتصرف]


  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ومن الأخطاء التي نشرتها بيننا وسائل الإعلام قولهم (مثلا): "حضر المؤتمر عدد من الرؤساء، بينما اعتذر عدد آخر عن حضوره".
    وسمعت في نشرة إخبارية تلفازية :"وقد اعتذر المشير عن حضور الجلسة للإدلاء بشهادته".
    وبخصوص نفس الخبر سمعت:"واعتذر المشير عن الإدلاء بشهادته في قضية موقعة الجمل في الوقت الحالي؛ بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد"

    والصواب:

    "حضر المؤتمر عدد من الرؤساء، بينما اعتذر عدد آخر عن عدم حضوره".
    "وقد اعتذر المشير عن عدم حضوره الجلسة للإدلاء بشهادته"
    "واعتذر المشير عن عدم الإدلاء بشهادته في قضية موقعة الجمل في الوقت الحالي؛ بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد"


    ومثل هذا الموضع في الإعلام كثير؛إذ يغفل المتكلم عن ذكر كلمة"عدم"التي لولا وجودها لانعكس المعنى.

    ففي المثال الأول؛ "حضر المؤتمر عدد من الرؤساء، بينما اعتذر عدد آخر عن حضوره".معناها أنه حضر...ثم اعتذر عن هذا الحضور! وهذا ليس المقصود من المعنى.

    يقول الدكتور / رمضان عبد التواب في ذلك:"والصواب أن يُقال: واعتذر عن عدم الحضور فلان؛لأنه لم يحضر الجلسة حتى يعتذر عن حضوره، وإنما هو يعتذر عن عدم حضوره".

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ومن الأخطاء شديدة الانتشار بوسائل الإعلام قولهم مثلا:"لا زالت نسبة الأمية مرتفعة بين العرب".

    وسبب الخطإ هنا استعمال"لا"بدلا من "ما".

    والصواب أن يقال:" مازالت نسبة الأمية..."؛ لأن "لا" حرف نفي مختص بالمضارع، ولا يدخل على الماضي، إلا إذا كان هناك عطف على منفي، مثل:"ما كلمني، ولا كلمته"، أو تكرار"لا" مع الماضي المتكرر؛ مثل قوله تعالى:" فلا صَدقَ ولا صَلى"؛ فإن دخلت"لا" على الماضي ـ فيما عدا ذلك ـ كان الكلام دعاء لا إخبارًا.

    كقول ذي الرمة:
    ألا يا سلمى يا دارمي على البلى *** ولا زال مُنهلا بجرعائك القطر

    وقول عبيد الله بن قيس الرقيات:
    لا بارك الله في الغواني هل *** يُصبِحن إلا لهن مطلب !

    فاستعمال "لا زال" مقصور على الدعاء؛ إذ يقال مثلا عندما يُدعى لإنسان بأن يظل النجاح ملازمًا له:" لا زال النجاح حليفك".أما "ما زال" فهي للإخبار.

    وبالعودة للصواب فيما ذكر في المثال الأول نقول الصواب:" ما زالت نسبة الأمية مرتفعة بين العرب"؛ لأننا نخبر عن ارتفاع نسبة الأمية، ولا ندعو لهذه النسبة المرتفعة بالاستمرار! [ في أصول اللغة - دكتور رمضان عبد التواب]

    ونضيف:
    لو انتبهنا إلى هذا التركيب الفصيح؛ لوجدناه في العامية، ألا ترى قولهم :" لا سمح الله" - "لا قدر الله"... وغيرهما كثير.

    والله أعلم!

  10. #10
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 33
    المواضيع : 6
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ومن الأخطاء المنتشرة بين الكتاب والأدباء - استخدام كلمة"عتيد" بمعنى: قديم، أو جبار شديد.

    وهذان المعنيان لم يكونا لهذه الكلمة في الأصل؛ إذ إن معناها في العربية الفصحى: حاضر (بمعنى الاستعداد)؛ فيقال :هذا شيء عتيد، أي: مُعدٌ وحاضر.
    "
    وفي القرآن الكريم يقول تعالى:"ما يَلْفِظُ من قَوْلٍ إلا لَدَيه رَقِيبٌُ عَتِيدٌ" أي: حافظ حاضر، يسجل عليه كل شيءٍ.

    وفيه كذلك:"وَقَالَ قَرِينُهُ هذا ما لدي عتيد" يعني: قال الملك الموكل به:هذا ما عندي من كتابه، عمله مُعدٌ محفوظٌ حاضرٌ.

    والعتاد: هو الشيء الذي تُعده وتُحضره لملمة من الملمات ، ومنه "العتاد الحربي"، وفي القرآن الكريم:"وأعْتَدَتْ لهن مُتكأً"، أي: أعدت وهيأت وأحضرت.

    ومنه كذلك قول "نفيل بن عبد العزى" الشاعر الجاهلي:
    وكيف أخاف أو أخشى وعيدًا *** ونصرُهم إذا أدعو عتيدُ.
    أي: نصرهم حاضر لا يتأخر.

    ويرى "الدكتور رمضان عبد التواب" أن السر في شيوع هذا الخطإ بين الناس، أن كلمة"عتيد" تشترك في معظم أصواتها مع كلمتين ، هما "عتيق" و"عنيد"؛ فقيست قياسًا خاطئًا في معناها عليهما.
    [نفس المرجع السابق]

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أخطاء لغوية شائعة ( 2 )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 18-08-2009, 01:41 PM
  2. أخطاء لغوية شائعة الاستخدام ، تنتشر في بعض وسائل الإعلام المختلفة ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 08:47 AM
  3. أخطاء لغوية شائعة ( 3 )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-04-2008, 09:31 AM
  4. أخطاء لغوية شائعة ( 5 ) قل ولا تقل ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2008, 09:24 AM
  5. أخطاء لغوية شائعة ( 4 )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 10:40 AM