أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سبب فقدان البركة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 39
    المواضيع : 27
    الردود : 39
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي سبب فقدان البركة

    إن عدم شكر النعم في وقت ذكرها في اعتقادي هو الذي يسبب فقدان البركة وحصول المشاكل أكثر من أعين الناس ، فاشكر النعمة حين تذكرها, قال تعالى { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّـهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّـهِ إِن تَرَ*نِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا } ﴿الكهف: ٣٩﴾ ..

    وقارون لم يشكر النعمة ونسبها إلى علمه، وكلاهما (قارون وصاحب الجنة) محقت البركة من ممتلكاتهما، وإلا فما أكثر حساد قارون .. و ربما هذا ما يقصده الحديث الذي أمرنا عندما نرى شيئاً يعجبنا أن نقول: ما شاء الله تبارك الله ، لأنه أمر بذكر الله, وكلمة "ما شاء الله" الأولى أن يقولها صاحب النعمة أو من يهمه أمرها ، لأن شكر الله هو الذي يديم النعم ..

    لاحظ قوله تعالى {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ*نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ*جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ*كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ*تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ*فُونَ ﴿١٩﴾ } ، قف هنا و ضع معها آية : { ما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم } ، و من هنا نفهم أن الإنسان مسؤول عما يصيبه من نقص البركة و ليس الآخرون.


    هذا الكلام على هدي القرآن ، من شاء أخذه و من شاء تركه ، ولا نور غير نور القرآن..

    إن عدم شكرنا للنعمة حينما ننتبه لها فيه جفاء مع الله وغرور بالنفس قد يجعل الله يغضب منا وينزع البركة عنا ، و هذا ما جربته أنا بنفسي وعانيت منه ، أي أني عانيت من عيني أنا و ليس من عيون الناس الذين أتحداهم دائماً أن يصيبوني بأعينهم ولم يستطيعوا بحفظ الله ..

    تذكر في حياتك.. ستجد ما يشير إلى ذلك . حتى آليت على نفسي ألا أنتبه إلى نعمة إلا وأشكر الله عليها في حينها ولو بيني وبين نفسي خوفاً من زوالها.


    صديقي حصل له حادث سيارة في الشهر الماضي كان يقول بنفس اليوم بينه وبين نفسه: "كل يوم أذهب من هذا الطريق الخطر ولم يصبني حادث" ولم يشكر الله , و في طريق العودة في نفس ذلك اليوم وقع له حادث فظيع لولا رحمة الله لزهقت روحه.

    حتى موسى -عليه السلام- عندما سـُئـِل : هل يوجد من هو أعلم منك على الأرض؟ قال: لا, وهنا امتحنه الله بالخضر الذي أوتي علماً لم يؤته موسى .

    ولقد لاحظت بقاء النعم التي أستمرُّ في شكر الله عليها, قال تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله} حتى لا ننسى الله ونذكر أنفسنا ومجهودنا فقط .. وكل شيء عندنا هو من الله وليس من أنفسنا, إنما نحن وغيرنا أسباب ، وهكذا نكون عبيداً لله فالعبد لا ينسى مولاه .

    إذا تذكرت أنك تبصر فاحمد الله في نفس اللحظة, إذا رأيت أطفالك بصحة جيدة فاحمد الله فوراً, إذا قمت معافى من نومك فاحمد الله الذي أحياك بعد موتك, قال صلى الله عليه وسلم : (يا غلام احفظ الله يحفظك) ، ولم يقل: انتبه من أعين الناس؛ لأنه ما من خير إلا برعاية الله وهو القادر على إزالته..


    وتذكر صاحب الجنة وقارون و { قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} ، وتذكر قول اليهود : {ربنا باعد بين أسفارنا} , كل هذه المصائب أتتهم بسبب أنفسهم, لا بسبب حسد غيرهم ..

    و تذكر وعد الله وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, فنحن الذين نزيل نعمنا عنا و ليس الآخرون, نحن من نضر أنفسنا أكثر مما يضرنا الآخرون . ولو أن قارون سمع النصيحة ونسب النعمة إلى صاحبها وأحسن كما أحسن الله إليه لما زالت نعمته, أيّة عين ستصيب قارون مثل لعنة كفر النعمة التي جعلته يُخسف به وبداره وكنوزه ؟!

    تخيل أنك تصنع معروفاً لأحد تلاميذك في صدر مجلسك ثم ينسبه لنفسه ولا يذكر دورك, ألا يسخطك هذا؟! وقد تقطع عنه معروفك؟ يجب أن نتعامل مع الله بأخلاق مثلما تعامل معنا بأخلاق, وهو أهل الذكر والشكر, والفضل للمتقدم.

    إن هذه هي العين الحقيقية التي يجب اتقاؤها, كل له نصيب من سخط المنعم بسبب كفره, تذكر غرق التايتنك التي أكدوا أنها السفينة التي لا يمكن أن تغرق, وتذكر انفجار مكوك الفضاء "تشالنجر" ومعناه"المتحدي".

    كل نظرة مبنية على الغرور يلاحقها سخط الله وتمحق البركة بسببها عاجلاً أو آجلاً, لأن الكون لله يديره كما يشاء, ولا يستطيع أحد أن يثبـّته كما يشاء. هذه ما يمكن تسميتها بـ "إصابة الجحود" أو "لعنة كفر النعمة" بدلاً من "إصابة العين" ..

    والخوف من إصابة الجحود يزيد الإيمان ويقوي العلاقة بالله ويثبت النعمة ويبارك فيها ولا يضر المجتمع في شيء ولا ينشئ العداوات ويسبب القناعة وحسن الأخلاق ، أما الخوف من إصابة العين فيقلل الثقة بالله ويجعل الخوف ينصرف إلى غيره بعد أن يعطَ ما ليس له ولا يستطيعه ..

    وهكذا يعلمنا القرآن العظيم ورسوله الكريم الذي يأمرنا في أحاديث كثيرة بالتوكل على الله وحده {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}, وقال تعالى : {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً} ، أي أن خوفهم من غير الله واستعاذتهم بهم زادت قلقهم وخوفهم ولا تطمئنهم ، لأن القلوب تطمئن بذكر الله وحده.





    ((كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المصدر: مدونة الورّاق))
    مدونة الورّاق http://alwarraq0.blogspot.com
    وعلى تويتر https://twitter.com/#!/alwarraq0

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    شكر الله تعالى من أكبر أسباب زيادة النعم والبركة ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))...
    وأيضا صلة الرحم حيث قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - “من أحب منكم أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه”
    كما أن من أسباب زيادة الرزق والبركة الصدقة حيث قال تعالى " { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} ،
    والمداومة على الاستغفار لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)}.

    قد أوردت الآيات أدناه وتخللت بعض الكلمات نجوم لا أعرف معناها ...
    قال تعالى { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّـهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّـهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا } ﴿الكهف: ٣٩﴾
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ }
    بوركت والعطاء
    وجعله الله في ميزان حسناتك وأثابك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    فضلاً على ما تقدمت أخي الكريم والإضافة القيمة للأستاذة آمال
    الرزق الحلال و الإخلاص في الشكر بلا منة .
    موضوع قيم جزاك الله خيرًا ونفع بك .تقديري.

المواضيع المتشابهه

  1. الحبة السوداء حبة البركة....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 03-09-2021, 06:14 PM
  2. فقدان....
    بواسطة لطفي العبيدي في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-04-2016, 04:03 PM
  3. فقدان الذاكرة
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19-02-2007, 02:27 AM
  4. فقدان مرأة كاملة
    بواسطة حمزة محمد الهندي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-10-2006, 11:43 PM
  5. كيف نزيد البركة في بيوتنا
    بواسطة زيدان سعيدة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-12-2005, 02:08 AM