أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: عوَّاد...

  1. #1
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    Wink عوَّاد...

    عوَّاد شاب لا يشبهه شاب , هكذا أوهمته نفسه وهكذا أوهمه الجميع , عوَّاد له من الثراء ما يكفيه لشراء عميد الشرطة إذا ما سار بسرعة جنونية ويكفيه لشراء عميد الجامعة إذا رسب في شعبته القانونية
    عوَّاد يعشق السواد , سيارة الهامر , حذاءه الإيطالي وبدلته المتعددة الجنسيات , نظارته الواسعة وهاتفه الفاخر كلها وكل أشيائه مغلفة بالسواد حتى قلبه حالك دامس إلا عطره الباريسي عندما سلم لونه من السواد لم تسلم رائحته من ذلك

    الكل يهذي باسم عوَّاد...عوَّاد نام , عوَّاد قام , عوَّاد وصل , عوَّاد دخل , عوَّاد عطس , عوَّاد تنَفَّس , عواد...! عواد..! عواد...!

    يُسمع صوت ركن سيارته فتنقر الجارة ابنتها للخروج لعلَّها تلفت نظره , السندريلا انخلع عن قدمها الحذاء وسندريلات عواد انخلع عنهن الحياء , يمشين معه موكبا مهولا في الجامعة , يحطن به , يدللنه لعلهن يحظين بالتفاتة منه أو بعض الوريقات , رغم إدراكهن بمرور الوقت أنه رغم الثراء الفاحش فبخله بدرجة حزام أسود ولكنهن يلازلمنه بلا ملل , إلا تلك...


    يتبع....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    إلا تلك البسيطة في ملبسها والجميلة بزبرجد أخلاقها , تتخير دائما مكانا بعيدا عن ذاك السواد , تطالع كتابها بتمعن يزيد في مجلسها هيبة ونورانية

    كم حاول عواد أن يلفت نظر "سامية" ولم يستطع وكم حاول أن يقتحم هدوءها ولم يجرؤ ...عوَّاد يتعجب من نفسه كيف ان تلك الجميلة وحدها من تحطم غروره وتطحن حبوره , كيف لذلك الطيف الوقور لا يخشى عوَّاد إذا ينفذ صبره ويثور

    ذات صباح مطرز بالانشراح كانت تقرأ كتابها مثل المعتاد , إلى أن وقف عند رأسها شابا كأنه ليس عوَّاد , سألها بانكسار أي كلمات يمكن أن تحويها هذي الأوراق لتقاومي بريق الأوراق

    فأجابته فيها ما لا تجده في الأسواق وما لا تشتريه الأوراق , فيها تضاريس للحياة وأعماق وفيها نباريس للحق وأخلاق

    سألها مجددا هل فيها شيء عن الحب والزواج

    فأجابت فيها قبلهما عن القوامة والرجولة
    مهري غالي يا عواد فلا تحاول رجاءً


    يرخص كل شيء لأجلك "سامية" ويهون

    أطرح عليك مسألة وإذا نجحت فيها أفكر في عرضك

    فقال بلهفة أجيب إن شاء الله

    فقالت.....

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    استهوتني قصتك وأثرت اهتمامنا بسردك الشائق وتصويرك الدقيق
    ورسمك لشخصية بطلك (عواد) المكلل بالسواد من الداخل والخارج
    لتنقلنا إلى (سامية) الأسم والمعنى .
    سنتابع أحداث قصتك بشغف واهتمام, وسنكون للبقية على انتظار
    تحياتي وتقديري.

  4. #4
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    Thumbs up

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    استهوتني قصتك وأثرت اهتمامنا بسردك الشائق وتصويرك الدقيق
    ورسمك لشخصية بطلك (عواد) المكلل بالسواد من الداخل والخارج
    لتنقلنا إلى (سامية) الأسم والمعنى .
    سنتابع أحداث قصتك بشغف واهتمام, وسنكون للبقية على انتظار
    تحياتي وتقديري.
    كوني في المتابعة رجاء
    فالشخصيات ستتعدد والقصة ستتشعب
    سعيد لشهادتك الكبيرة
    أعلقها في صدري بكل فخر
    بوركت

  5. #5
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    قصّة تطرح قضيّة اجتماعيّة هامّة
    أرى فيها النّفَس السّردي الرّوائي
    سنتابعها...
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  6. #6
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    Talking

    فقالت ماذا لو كنت بسيارتك في عمق الصحراء وضللت وقايضوا سيارتك وحقيبة أموالك بقارورة ماء تكفي لوضوء واحد أو شرْبات ترفع عنك العطش لبعض يوم فما أنت فاعل؟؟

    قال أقايض

    فقالت أتتوضأ أم تشرب ؟؟

    فقال أشرب وأتيمم !

    أغلقت كتابها وأشاحت بوجهها غاضبة من هذا الهروب والتحايل


    فقال أتوضأ وأصلي ركعتين صدقيني

    قالت في كلتا الحالتين هو مُلك لا يزيد في عمرك ولا ينقص ولا ينقذك في الدنيا فكيف بالآخرة
    فكيف إن كان هذا الملك لأبيك يا عوَّاد


    أنـْبضَ عوَّاد وتحرَّك نسيم بعقله اللحظة.. أنْ هذه هي فلسفة الأسوياء ومنطق الأقوياء

    غادرت "سامية" وتركت وراءها جذع نخلة يابسة كأنْ بدأت تدب فيه الحياة من جديد , كأنْ نقطة ضوء بدأت تتوسع في سويداء القلب

    مر يوم ويومين كأنَّ شيئا كبيرا بدأ يتغيَّر , والكل بدأ يلاحظَ ذلك

    في لحظة انعطاف عريضة بدأت ترتسم في أفق عوَّاد مشاريع جديدة عناوينها فعل الخير , التواضع , المعاملة بالحسنى وكل الصفات التي غطتها الردوم

    كان عوَّاد عائدا بالهامر وفي طريقه لمح في تلك المنطقة المنعزلة شابة رقيقة نحيفة بملابس أنيقة خفيفة تحاول بالرافعة اليدوية رفع سيارتها لإصلاح عجلتها المعطوبة , تجاوزها عوَّاد غير مبالٍ إلى إن احتدم صراع الظلام القديم مع النور الجديد حتى وجد نفسه يتوقف ثم يعود إلى الخلف ليمد أيادي العون

    كان عواد يستقيم وينحني , يضرب برجليه تارة وبيديه تارة أخرى , كان سعيدا وهو يرى نفسه يقدم مجهودا عضليا لأول مرة في حياته فلطالما كان يستعبد الميكانيكيين , كان سعيدا حتى وهو يرى ثيابه المتعددة الجنسيات تتسخ وفي تلك اللحظة وفي تلك التأملات....

  7. #7
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    Talking

    لمح عوَّاد خيالا يقترب فزال عن مكانه تفاديا لضربة عصا كادت تشتت رأسه , تعارك معهما فغدره أحدهما بطعنة خنجر في الكتف وأخرى في الفخذ ثم ضربة بالعصا على قفاه أردته مغميا عليه , أخذوا مفاتيح سيارته وهموا بالفرار ولكن الفتاة الأنيقة الرقيقة لم تكن إلا قائدة العصابة وعلى غير العادة رقَّ قلبها وأمرت مساعديْها بحمل عوَّاد معهم ليرموه في مكان آمن , في الطريق فتشت "مليكة" معطف ضحيتها فوجدت دفتر شيكاته وبطاقة هويته ففتحتها ويا ليتها ما فتحتها لتصاب بارتباك عظيم حين قرأت "عوَّاد قماقم" , أجل العصابات وقطاع الطرق يدركون من هو "قماقم" , إنه أكبر مستورد للسيارات ومالك سلسلة أشهر الفنادق والمطاعم في المنطقة , بالأحرى هو أكبر مبيض للأموال الناتجة عن تهريب المخدرات والأسلحة , أي خطأ فادح ارتكبته "مليكة" بالتجرء على "عوَّاد" ابن أكبر بارون مخدرات
    غيرت العصابة وجهتها ومحتوم التخلص من عوَّاد بأي طريقة , عرَّجوا به إلى الجبل ثم جردوه من كل شيء ورموه ينزف بدمائه في إحدى الشُّعَب

  8. #8
    الصورة الرمزية سليم يلل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    العمر : 42
    المشاركات : 42
    المواضيع : 8
    الردود : 42
    المعدل اليومي : 0.01

    Talking

    تعاقب ليل ونهار وأنهك عائلة عوَّاد الانتظار, وما عرفوا أهي عادات عوَّاد في الرحلات والأسفار, لمختلف الأقطار والأمصار , أم هي حالة انتحار , ليلتهب في البلد كلها الاستنفار , في مخافر الشرطة استجواب واستفسار , في الجرائد بالبند العريض "اختفاء غامض لابن أكبر التجَّار" وفي التلفزيون "نشرات وأخبار " كأن البلد ضربها حصار أو إعصار
    في تلك اللحظات العصيبة تم مداهمة الحي الذي يسكن فيه عواد حتى الأسواق , المقاهي والمطاعم التي يرتادها عوَّاد وكل مكان له علاقة بطيف عوَّاد , ومن الجامعة كانت الضحية الجميلة الهادئة "سامية" فكل الألسنة همست "سامية"
    " وكل الأصابع وشت بسامية على أنها آخر من عكَّر صفو عوَّاد , فكان على سامية المسكينة أن تتحمل بلاء لا ذنب لها فيه وتصبر على زنزانة موحشة كما صبر سيدنا يوسف عليه السلام ريثما يظهر عوَّاد ليعلن للجميع براءتها من دم عوَّاد كما تبرأ الذئب من دم يوسف لسيدنا يعقوب.

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    جميلة شائقة وسردية ماتعة بلغة أنيقة وأسلوب أكرمه أجبرني على المتابعة
    واختيار موفق للشخوص بأسماء تحمل معانٍ ستكشف باقي القصة عنها النقاب
    سأكون هنا حتى التتمة
    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.71

    افتراضي

    نص رائع حمل بين حروفه الكثير الكثير مما يجب الإنتاه اليه
    ولها دلالات كبيرة كثيرة
    ورغم النهاية .. الا ان الحق اولى ان يتبع
    مودتي لقلبك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في نصّ بعنوان أنا للكاتبة أماني عواد
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-02-2022, 06:29 PM
  2. خبر عاجل للشاعر /طلعت عواد غنمى /مصر/ العريش
    بواسطة طلعت عواد غنمى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-06-2006, 12:23 PM