أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 50

الموضوع: وفاء لذكرى الرّاحل _ أحمد حسين أحمد

  1. #21
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي





    كهف الريح

    أحمد حسين أحمد


    ١
    دعواتٌ في دجــى الليلِ نثرناها احتراسا
    أمــــــطرت فــي غــــــرّةِ الفجرِ ظلاماً ويباسا
    مـــــترعُ بالقحطِ نهري
    وأنــا أنصبُ في القحطِ أساسا
    آه لــــو أدخل كهفَ الريحِ
    أستلُّ السحابات الثقيلة
    أنثرُ الناضجَ منها
    فوق قيعان بلادي المستطيلة
    آه لو أنـــــسابُ والغيم فينثال المطر
    والعصــافيرُ التي جاءت معي ترزمُ ريشات السفر
    آه لو تــــــشرقُ شمس الحبِّ حتى في صقر
    ٢
    ها هو البرقُ
    وها جذوة روحي
    نزلــت غيثاً على حقلي الحزيـن
    هــــــــا أنا أبــــــذلُ بوحي
    أرســــمُ الـــــحقلَ بزهرِ الياسميـن
    فـــي يدي نارٌ وفي الشريانِ طيـن
    بـــدني الــمــفخـورُ مـمـلوءٌ بأضواءِ ليالٍ مقمرات
    طالما عشنا وإياها على مجرى الفرات
    إنـما حلّت ليالي الصمت والدمعُ السخيـن
    و الـــضحـى الـمغسولُ بالقطران آت
    ٣
    ها أنا أحملُ آمالي عروقاً في حجر
    تدفــعُ الريحُ ركامي فوقَ أمواجِ القهر
    شابَ حزن الغيمة البيضاء
    عرّاني القمر
    آه يا عصفورتي الخضراء
    ما عــــاد رجوعي موسمٌ للعشبِ
    يرعاهُ المطر
    ذاك حـــلمٌ بعثرتهُ الريح
    شوكٌ في حفر
    ٤
    باغــتــتنـا الـــريحُ واشّتدَ العذاب
    أيها المحمولُ في كفِّ الضباب
    هائمــاً فــي كــفّةِ الميزانِ مذهولاً تدور
    أسقطَ الطاغوت آمالي وباقي سور أور
    آه والتـفَّ الخنازيرُ على بوابةِ العشقِ الصموت
    يربـــطون الــخيل بالـمحرابِ في صبحٍ خفوت
    فمتى تنهضُ من كهفكَ
    أو تخرجُ من بيـن ثراها عشتروت
    آه.. هــــل أقوى على لمِّ فتاتي
    وأنا بــقٌّ دقيقٌ في شباكِ العنكبوت؟
    مسرحٌ للرملِ لحني وترانيمي بقايا من قشور
    نثروهــــا، كلّما جاءوا، على مـرِّ العصور
    ٥
    كلــمّا أدخــــلُ كــهفَ الريحِ ألقاكِ على سفحِ التلال
    تجمعيـن البرقَ في صحنِ السلال
    عــــلَّ راعٍ للسحاباتِ الثقال
    يــرتدي رعداً ينادي للقتال
    وإذا بالـــقـطـرِ فــيّاضاً على السهلِ يجود
    يملأ الحوضيــــــن بالحبِّ فتنهارُ السدود
    وإذا بـــالقـــنّــبِ الـمجدولِ في زنــدِ الرجال
    يحتـــــوي قوساً فتنهالُ النبال
    آه يا عصفورتي الخضراء
    هل تبقى القيود
    تحبــسُ الدافقَ من جوفِ الجبال؟
    ٦
    مـــدنٌ تولَدُ للموتِ وأخرى للخلود
    وحضاراتٌ على الباغي تجود
    حشّــدت روما بغاياها وهولاكو الجديد
    عائدٌ بالجندِ سلطاناً يعود
    ناطحــــت قـــــرناهُ قرصَ الشمسِ
    والــــناسُ سجود
    وأنــا أربــضُ كـــالثـورِ الخرافي المجنّــح
    نــــافضاً حبري وقرطاسي المسلّــح
    فـي قــــرى آشــــــور أجــترُّ الزوابعَ والجليد
    فإذا مرّت فحول النوق ألقمها الحديد
    آه يا عصفورتي الخضراء
    هل تبقى القيود
    تحـــبــسُ الــــدافقَ من نزفِ شهيد؟


    ألمانيا ٦/٢/٢٠٠٥


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6868

  2. #22
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي




    حسناء

    أحمد حسين أحمد

    ولربَّ حسناءٍ إذا طالعتها
    طلعتْ عليكَ بشائرُ الإصباحِ
    غازلتها لـمّا ابتلاني حسنها
    ر دّتْ عليَّ بمبسمٍ وضّاحِ
    قالتْ تنحَّ ولا تحرك ساكني
    لي صاحبٌ أقسى من السفّاحِ
    يخشى عليَّ من الهوا ونسيمهِ
    ومن الندى ومن شذى القدّاحِ
    قـلت: اطمئني لو أتى سأردّهُ
    لي منطقٌ أحلى من التفّاحِ
    لو ذاقهُ لمشى الهوينا تائهاً
    حسبَ المها في البرِّ كالتمساحِ
    حتى إذا سلكَ الطريقُ مفارقاً
    نسيَ الهوى بلْ جالَ كالسيّاحِ
    السحرُ في جزلِ الكلامِ مصيبةٌ
    ومصيبتي عشق الجمال الصاحي
    قالت: أراكَ تعلّل الأسباب لا
    تخشى الخطوب بمنطق الإفصاحِ
    و أنا يحركني الكلام، يشدّني
    لجنائنٍ أقضي بها أفراحي
    قلتُ: ابشري فجنائني مرصوفةٌ
    بالزهرِ، والليمون بالأقداحِ
    عندي الكرومُ تعتّقتْ صهباؤها
    عومي بخمري وانتشي بالراحِ
    أسقيكِ إنْ شئتِ سلافةَ مهجتي
    أستـلّها من عطركِ الفوّاحِ
    وتطرزي بحفيف أشعاري إذا
    غـنّتْ لنا كالطائرِ الصدّاحِ
    و تمتعي إنْ جنَّ ليل العشقِ حول
    خبائنا أو عجَّ بالأشباحِ

    قالت: أخاف الليل، يفزعني الدجى
    قلتُ: اطمئني نوركِ مصباحي
    نامي على كتفي تناسي رعبكِ
    يحلو الحديث بجنتّي ترتاحي
    سأزّقكِ حتى الصباح قصائدي
    والخدُّ من قبلي كساهُ وشاحي
    وأريكِ بعض مكامني ومدائني
    فيها السرور تقدّمي واجتاحي
    إن انتِ ما طاوعتني وتركتني
    قدْ تُزدرينَ بـــشاعرٍ مدّاحِ
    قـالت: أعندكَ للجراحِ بلاسمٌ؟
    قلتُ: الطبيبُ أنا. فمن لجراحي؟
    قالت: ترفّق بالجراحِ فبعضها
    إنْ أهملتْ تعصَ على الجراحِ
    هيا فخذني ولتعجّل بالدنانِ
    نفضّها ،أنضو بها أتراحي
    عـانـقــتها والليل منسدلٌ أشمُّ
    أريجها، والملتقى بالساحِ
    لـمّا احتوتني ما صحتْ عند الضحى
    أسـكرتها مع ديكها الصيّاحِ


    2001 ليبيا


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6761

  3. #23
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    أنوارها


    أحمد حسين أحمد


    ما زلـتُ أرشفُ بحر الشعرِ من فمها
    وأرتوي عبقاً من عطرها الآسِ
    حـــتّى ســكرتُ وما أسسّـتُ قافيتي
    والشــعرُ منشــرحٌ خمرٌ بلا كاسِ
    يا لـــيتها خــمّرتْ في دنّها لغتي
    لاستوضحتْ لاحقاً ما دار بالراسِ
    كنتُ امتشقتُ لها من مهجتي نغماً
    غنّــى بهــا قــولا سوّاهُ قرطاسي
    يهــفو كـــــــناكثةٍ للّيلِ مــوقدها
    فالليـلُ وهّــاجٌ رجمٌ لإبليسِ
    والقلـبُ منشغلٌ بالدقِّ يرقبها
    وهـجُ الــــعيونِ قلاداتٌ إلى الناسِ
    جاءتْ كــشمـسِ ضحىً يوماً لتعشقني
    أنوارها مُزجتْ ببريقها الماسي
    جاءتْ تكــبلّني بالعطرِ إذ نضحتْ
    أطيابها الحبلى من جيدها الحاسي
    حتّـى إذا فـــتّحتْ أبوابها لفمي
    أسكنتها كتبي وشفيف نبراسي

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6672


  4. #24
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    نوع من الصلاة

    أحمد حسين أحمد

    الحب يا حــبيبتي نوعٌ من الصلاة
    كان طــوال الليل يستحوذُ جذرَ الذات
    صحوتُ عند بازغ النهار
    أبحثُ عـن نسيمكِ الـمجنونُ كالإعصار
    في فُرشِ السرير
    أو في قلب صحن الدار
    كان هــــسيسِ شعركِ الطويل ينحني
    كالـريحِ وهي تضربُ البحور
    وفــي دمي زوابعٌ تدور
    تطرقُ ذكرى سافرت
    تُـــعيدُ عرساً فات
    نافذتي كانت بلا نافذة
    وناظري من عاج
    يكسرني الزجاج
    أبحرُ عبر لـجّــة الظلام والغيوم
    وزورقي رجراج
    كيف أشـدُّ قبـــــضتيَّ في عيون الريح؟

    أعـــرفٌ أنَّ دفّـتي مكسورةٌ وزورقي مخروم
    وأننـــي أُبحرُ في ليلٍ بلا نجوم
    لكننـي عـدتُ مـراراً أقتفي البجعات
    فالــحب يا حـبيبتي نوعٌ من الصلاة
    كان طـوال الليل يستنطقُ جذر الذات
    ويسلخ الهموم
    أتعلمين أنني متيمٌ محموم
    كالنـخلِ حينَ يشربُ الفرات
    تلفحــهُ نيرانُ شمس آب
    من ناظــم (الورّار) حتى قرية المشخاب
    الحبّ في تخوم أوربا سراب
    وهو لديكِ يستحمُّ بالفرات
    كنخلةٍ منزوعة الكربات

    الـحب يا حــبيبتي نوعٌ من الجنون
    يا ليتــه يدركُ ما أعاني
    يا ليتـهُ يعرفُ من أكون
    سأنثر الحب على خارطة الشجون
    حتى إذا ما أنبتت صحرائنا زيتون
    نلتفُّ عائدون
    أتــــــعلمين آه يا حبيبتي أن النوى طاعون
    يا ليته يسلخ أبجديتي
    يا ليتني أعرف من أكون


    ألمانيا ٧/آب / ٢٠٠٤

    ناظم الورّار : من أهم المشاريع التي تنظم مجرى نهر الفرات في منطقة الرمادي وتحفظ مياهه من التسرب في بحيرة الحبانية قبل رحلته الطويلة للجنوب
    المشخاب: مدينة جنوب العراق


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6621

  5. #25
    الصورة الرمزية ابراهيم محمود الخضور قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 1,053
    المواضيع : 98
    الردود : 1053
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    رحمك الله رحمة تغنيك عن رحمة من سواه.....اللهم آآآمين
    إنَّ للحـــــرِّ حيـــــــاة=
    إن يعشــــها، فأبيَّـــةْ

    او يمتْ، فالموتُ حقٌ=
    هكذا خطَّــتْ سُــــميَّةْ

  6. #26
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    الكابوس


    أحمد حسيـن أحمد

    ما الذي يُفرحني في أغنياتي الكاذبة؟
    ما الذي يلهثُ في الجوفِ كئيباً
    يستضيفُ المندبة؟
    ما الذي أحصدهُ عــند التحدث للوجوه المتعَبة؟
    هو حلـمٌ قد تمطّى في سريرِ النومِ
    لا أدري لماذا أكتبه

    ارتـــحل يا أيهــا الكابوس عنّــي
    قد مللتُ الصبر في هذي الديار
    إنَّ صــبري علقمٌ يطفو على سطحِ اللسان
    إنــهُ يرتعُ في جوفي كما
    ترتعُ في جوفِ الصحارى الأتربة
    والأغاني بدعةٌ كبرى انتشت في خاطري
    كي أرى الدنيا رياحاً غاضبة
    ارتــحل عنّـي أنــا أصحرتُ في هذا المكان
    وكـلامــي بات صبّاراً يغذّي نابتُ الأشواكِ
    والآمــــال صارت كالسهامِ الثاقبة

    ما هـو الكابوسُ في بطنِ قواميسِ حياتي؟
    أهو إحســـاسي بعقمِ التجربة؟
    أم شعوري بالتردي الدائميّ
    عندما تسخرُ منّــي قافياتي المسهبة
    أم هـو الإحساسُ بالإخفاقِ والموتِ الزؤام
    خلف سـدّات المواضع
    وميادين المدافع؟
    لم أجد مـــا يُفرحَ النفس سوى
    أن أغــنّي أغنيات المنقبة
    و أخيطُ الجرح بالشئ الذي قد سبّبه

    لغةُ التدوينِ أقسى ما يكون
    فهي رمزٌ لاختلاجاتِ الأماني في العيون
    وهــي فردوس حياتي المتعِبة
    عندما يقسو عليَّ البعد أو تقسو الشجون
    فأنــا وردةُ نيسانٍ حزينة
    أزهـــرت في غابةِ الصبّــارِ
    يسقيها مجانيـن المدينة
    وأنا الثائرُ أمسي في الأراضي المجدبة

    مـا الــذي يسخرُ منّــي؟
    ما الذي أشعلَ في دربي شرارات التمني ؟
    إنَّ إحساسي عقيمٌ
    وضياعي في الدجى أمرٌ بديهي
    كـم من المرّات أسأل
    كــم من المرّاتِ أستعرض قانون العقوبات المعـدّل
    علّــني أعثرُ في طــيّاتهِ معنىً لهذا النفي في هذي الأقاصي
    والتلـوّي في كــوابيسِ الحياة المرعبة
    إنما ضاعت سؤالاتي كما ضاع الحلم
    و ارتـمى الكابوسُ فوقي
    تاركــاً إيايَ لحـماً للكلابِ السائبة


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6362

  7. #27
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    بعض الحب


    أحمد حسين أحمد

    كتبت لي من بغداد ترجو عودتي، فهل مازال الطريق سالكا؟

    وتحترقـي وتشتعلُ الليالي
    بوجدٍ ســحَّ كالمزنِ الثقالِ
    فـــلا فرح الصباح بشمسِ غربٍ
    وشـــرق الفجر يصرعهُ ابتهالي
    ألا يا دمعتي كوني سكوباً
    فبعـض القهرِ تغسلهُ خلالي
    أمــــوتُ بكل يومٍ ألفَ موتٍ
    ويبـقى طيفها خدراً ببالي
    إذا مـــــــا اللــيلُ حشــدَّ ألفَ غازٍ
    تحــزَّمَ بالنبال فلا أبالي
    مصير الغارةُ العمياء صحو
    وبعض الحبِّ يؤخذ بالقتالِ
    بعثتُ إليكِ منسكبي وقهري
    فما أن حــطَّ في مقل الجمالِ
    تـــنـــــــادى عــازفاً هذا مقـرّي
    وبيتـي يوم أن ورفتْ ظلالي
    أعـود إليــكِ إنْ حكمتْ أموري
    وإنْ صعبـــت هتفتُ بها : تعالي
    نقلّــمُ شوقنا سعفات نخلٍ
    نجندلها فـــتورقُ في الأعالي
    غضاضات تربّــع في حشاها
    غبار الطلع فامتلأت سلالي
    بــشـــــــــوقٍ نـــاضـجٍ رَطَبٍ جنّــيٍ
    تدثّــرَ فاستوى بيـن الدوالي
    هنالك حيثما عبقت عطوري
    وحيث الشمس ترتعُ في التلالِ
    تركتُ وديعتي ودمي وشعري
    وبعـــضُ الحــبِّ يبزغُ كالهلالِ



    ألمانيا ٢٨/٦/٢٠٠٤

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5484

  8. #28
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم محمود الخضور مشاهدة المشاركة
    رحمك الله رحمة تغنيك عن رحمة من سواه.....اللهم آآآمين
    شكر الله سعيك أخي وثبّت قلبك على درب الخير

    مودّتي

  9. #29
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    ريــــف والغيم


    ريف
    أيتـها الأنشــــوطةالتفّي على حبلِ بكائي وباشري الخنق، اضغطي على مواجع الجروح ينهمرُ المطرَ ويزهو الســنبل، لن تشيخ الفصول، ها هي ذي تنبتُ بيـن أنامـــلكِ الـــمخمليـة ، أتعلمين؟ إنني أعرفُ ما هو الموت ..إنّهُ البوح على ثغر الحروف والتنزه في بساتين الغــــربة، جــودي عليـنا بهذه الأنفــاس الــزكيةنحنُ نحـــــتاج أحيانا تـنفــس الألـم
    مميزةٌ أنت ، نعــم مـــميـزةٌ في النحتِ على الوجوه



    ١
    غيــمٌ تناثرَ في الفضا يا ليــت شعري
    لــو إنني بفراستي أدركتها أو كنتُ أدري
    هـذا الـــــذي عـــانتهُ وهي وحيدةٌ
    لــحــفرتُ قبري
    ٢
    يا ريـــــف ليس لكونها معبودتي
    ورديف عمري
    أخفـــــي ببادي الوجد آفاقاً
    لــســرّي
    هذا الحوارُ الفــذُّ أدركني انكساري
    مــــــــرّةً وهلمَّ يجري
    كوني إذن ما كنتِ وقت قريحتي
    وقبيل سهري
    لا تـــملك الآجام بعثرةَ الندى
    أو تدرك الرمضاء
    أسباباً لقهري
    ٣
    جودي عليَّ بنفحةٍ سمراء من عمر الضنا
    ينثالُ سحري
    إنـّـي عـلى ركبِ السحابِ تناثرتْ نجوايَ
    واحتبست مواويل الهوى في صحن صدري
    الدمعة السوداء نطفة ساهمٍ
    فــــي الليلِ يحتطبُ الأسى
    واللــيلُ يجري
    لا تــــغلـــقي الأبوابَ جئتُ محمّــلاً
    بــــــالشـــوقِ والكلماتُ تِبري
    ٤
    كمْ مـــــن محطّاتٍ عبرنا
    والوصولُ إلى العذاب هو الخلاص
    كمْ مــــــن طــريقٍ ضـمّنا متوجساً
    يخـــشـى علـــينا أن نتيه فلا نعود
    اليــومُ تـــبلعــــــنا البريّةُ والوحوشُ، فلا مناص
    سنعــود لـلـــصوبِ المـدجّج بالسلاحِ وبالرصاص
    ٥
    مــــاذا أبـــثُّ إلــيكِ من خَرفٍ
    وقدْ حبــــلتْ همومي بالضغينةِ والحطام؟
    من عهد ( أوديب ) الضرير يجسّ في بدني الظلام
    في هـــوّة الشرخ السحيق وقد تحزّمَ بالسخام
    وجهي وأروقة المدينة والنيام
    الحالـمــــون بفجرِ شمسٍ لا تغيب
    مــــــــاذا أبثُّ إليكِ ، يا بشرى ، هو الموتُ الرهيب
    ٦
    لا تفزعيـن حبيبتي
    أحسبــتِ أنّي لا أعودُ وأستعيد
    شيئاً من العشق المبللِ بالدموع
    أنا عـــائدٌ من أرض حاضنةُ الجليد
    وســتدفعيـن حبيبتي ثمن التشرّد والخنوع
    فتحـــــضّري، أحتاج ناصيةَ الضلوع
    حيناَ إذا أمـــطــرتُ ، ما أحلى الرجوع


    ألمانيا ٢٤/١٠/٢٠٠٤


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5693

  10. #30
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي




    الحب على قوافل الهجرة




    1
    أهدابها وهي تومئ إلي ، غصن أشار للبلبل بالتغريد. أذكر تلك الدعوة للاستغراق بالحب، أجبرتني على تصفح النور المنبثق من بين نصف إغماض للجفون. فتحت أبواب حدائق قلبي لعندليبها
    أذكر ذاك الشذا ونسيم جدائلها، يغزل البرق في شالها المسترخي. تنجذب الفراشات للسكر المكرر في العيون العسلية، والجنادب في الغابات تسترخي لرياح الربيع .
    أذكر عطرها الياسميني وهو يطل على شجري الرطب، عندما قابلتها في ضواحي المدينة بين النهر والجزيرة الغارقة بالزينة. لقد لملمت خضرتها خجلا عندما رأيتها تمشي معي وشرعت زهورها بالانحناء ، لم لا وهي ترى المصابيح تمشي على الأرض.
    ليس حلما ذاك الذي مر، لكنه إغفاءة الجمال في غفلة من شحارير البراري ، يوم بدا قصيرا لي ، لكنه ما زال يغدق عليَّ بنسائمه المهرولة في يوم قائظ، وجوانب حروف أهدابها لا زالت تطرز حروفي بالجمال،عبر أزهار الحديقة النائية وقرص الشمس الذي تلألأ في بؤبؤها الباسم.
    ولكنني عندما غادرت أرض الشمس تركت خلفي المساحات المنبسطة حزينة تتذكر ساعات التواصل مع الأفق الرحب بعيدا عن أراضي الجنوب ، لم أكن أعلم أن حنيني لها ربما سيقتلني ولكنى أنبت أمري وأمرها لله..



    أنبنا إلى الله أمر الرحيل..
    وما كان من أمر حشد الجياع
    عجنّا المرارة معْ صبرنا
    وسرنا إلى ناطحات الضياع
    لففنا خطانا بحزن السبايا
    وقلنا سلاماً لأرضِ الوداع
    سهونا قليلاً ولكننا،
    خبزنا الضياع بديجورهِ
    وعفنا العراق لأهل الضلالة والمعدمين
    لعلَّ الظلام يتيح التخفّي
    ويستحضر الملتقى بالسلام
    وكنّا إلى الله ندعو الخلاص
    فكفُّ الحصارِ جنودٌ علينا
    أتتنا بفكٍّ ضروسٍ
    وما قد تبقّى، شظايا عظام..



    2

    لم تكن تلك الكلمات الحالمة مجرد كلمات، لقد كانت سمفونية غنائية عزفتها أنامل غضة مفعمة بالحيوية والإبداع .لقد خطّـ خلاصة العواطف النبيلة الهادئة على ورق ناصع البياض فشعت أنواره لتخترق شغاف القلب وتتربع في الداخل ناسخة الألم مستلة الحزن لتزرع الفرح والمهرجانات في ليالي الغربة الصماء وأيام الوحدة القاتلة، لتفتح الأبواب على مصراعيها.. وتوزع ألحان عندليب فرد إلى جوقة الموسيقيين فينال الهوى رذاذا خفيفا يبلل النفوس العطشى ويرد إليها الروح المسلوبة ويمنحها لحظات التجلي والانتشاء .
    هكذا أخذت من معين كلماتك الرقراقة عذوبة الحب وتذوقت طعم العواطف الصادقة الجياشة فنمت وأنا أحلم بك وأنت تندسين بين عروقي وتتسربين إلى شراييني كماء الحياة وباتت حشرجات كلماتي تتهاوى أمام ملكوت صفاؤك وهمسات أنفاسك تشق حنجرتي حتى أكاد أتنفسها وأنفث قرنفلها اللاهث رغم المسافات الشاسعة.
    لقد اخترقتني من كل الجوانب وصار نزيف شوقي كافيا لاجتياح غابة الرغبات فيها، وراح فراتي يسترخي بين عشبها لترويه فيزدهر ويورق بالمسرات. حتى أنني ما عدت أقوى على الكلام لقد استنفذت قواي وتهاديت على بيادرها الخصبة متهالكا وأنا أرقب لحظات عشقنا المبتورة ، ولمّا اقتربت منها أكثر صوّبت نظراتها نحوي فتهالكت ملتزما بصمتي.
    للوهلة الأولى حسبتُ أنها ستقتلني ، وربما ستفعلها يوماً ، تلك النظرات التي جعلتني ألوذ بالصمت المطبق ، ربما هو صمت القبور أو غيره .. لا أدري بالضبط ،ولكنني آثرت تدوين صمتي ذاك..

    صمتّي تجلّى في العيونِ لأنها ملكي،
    وملْكُ المرءِ تحفظهُ العيون
    أ لأنها بسطتْ محاورها استقلتْ
    واستباحَ بصيرتي شلل الجفون؟


    تهالكتُ على مقعدي ولم أنبس ببنت شفة ، كانت تصفف شعرها لمّا انتزعتني من ملكوتي السرمدي ، شاعرٌ مغمورٌ جوال.. لا يعرف فكَّ تلك النظرات؟ يا للعار..هو إذن يضرب في الرمال الودع ، ويخالط الغرباء وعابري السبيل..ويقرأ ملامح أشكال النظرات ، لا بل يتمكن من فك رموز الطبيعة المجهولة أيضاً. هو يتحدث مع النحل ويحاكي إناث العناكب ، لا بل يعلمها أيضا خياطة نسيجها.. كيف لم يتمكن هذه المرة من فهم تلك النظرات؟ عار وأي عار ..


    راهنتها،
    تلك التي احتضنت أسارير النهار
    إنَّ الليالي قدْ تشتتها فينتثرُ الغبار
    حيناً إذا ما هزَّ شوقٌ نابضاً
    بين الضلوع وهتّكَ الأسوار
    خاطبتها،
    بجميعِ أنواع اللغاتِ وبعضها لغة السنابل والحقول
    يوماً إذا انحدرت معي للسهلِ،
    أو صعدت على ظهر الخيول
    لكنها آلتْ إلى عودٍ يجنبها التلاقي،
    والتلاطم معْ تفاصيل القبول


    هي والأمسية التي احتكرتني كانتا كالريح تعصف بالأغنيات ،وتلك العصافير التي أخلت الدار للغربان والطيور الجارحة ، جميعهم سلبوني جلدتي وانتمائي..ولم يكن أمامي سوى التلوّي على الورق.. أزرعهُ بالحمّى والقلق..

    خاصمتها،
    وخصمتُ شيئاً من ندى قلبي،
    وكبّلتُ المطر..
    لكنّني عدتُ أناجيها بصمتي،
    وابتسامات الصور..
    حيناً إذا عادت كما،
    عادت طيور الدار تستبق الأثر..
    يا ليتها سمعت بنجوايَ ،
    وألحاني تغنيها البراري،
    وجلاميد الصخر؟



    3


    معا كنّا حبيبين.. وخصمين عنيدين ..فهي كالسحاب الذي يرتقي الجبال ، وأنا كالعشب النامي الذي ينتظر الغيث..فلا هي تمر بحقلي ولا أنا أستميل ود النهر القريب ..


    معاً كنّا حبيبينِ
    وخصمينِ عنيدينِ..
    هي الغيمُ الذي سوى
    ثلوج الألب والقطبينِ والكونِ..
    وكنتُ العشبَ لا أدري
    متى يأتي سحاب الأرضِ بالأمطارِ،
    والأمطار أحبسها هنا في بؤبؤ العينِ..
    مرارا تعبر الأنهار ودياني
    فلا أستعطف الأقفال في القنوات،
    أو ينهلُّ نبعُ الماء من بيني..



    بيني وبينها حلم مشترك ، هي التي باغتتها العنادل وهي تقترف الحب. كانت كلما تمر ، أتحسس ثقوب جسدي ، وجه أثملته التنهدات يسري بروحك كجرس ملائكي أو يهتز كأوتار قيثارة سومرية ، أو هكذا أحسستها لأنني اخترقت حواجز الزمن وحلمت مثلها بعوالمٍ مندثرة. هي وحدها التي هيجّتْ وجداني ودثّرني جنانها الخمري الملتهب ساعة حرماني الصحراوي ووحدتي القمرية.
    من يقوى الصمود؟ .. حورية بحرية وعبد أرضي أدمته القيود ؟..آه...


    هي الحبُّ، هي الرغبة..
    هي الأخوان والصحبة
    لها أسَّستُ ديواني
    مقاماتي وألحاني
    ومنها قدْ جدلتُ الماء بالتربة
    إذا غنّت عنادلها
    تغنّى الدارُ والعتبة
    فهلاّ تهتدي يوماً لعنواني ؟
    وتقطف زهر بستاني
    وهلاّ زالت الغربة؟

    في لحظات التردد تنتحر الفرصة، والفرصة ابنة البرق ، لا يأتي بعدها سوى سيل منهمر جارف. ألا يحق لي الانجراف إذن لمرة واحدة؟.. فما أحلى الموت بين ذراع النسرين وما أروع التوهج بين خصلات الغمام ..إنني مسلوب الإرادة بين مَلكين يتحققان أعمالي، وجهها السرمدي وصوتها المكهرب..

    لها أطلقتُ أشواقي
    لها من دون عشاقي
    هي الدنيا وما فيها
    هي الخمّارُ والساقي
    ومنها أستقي شعري
    ومنها كلّ أوراقي
    إذا ما قلت زوريني
    تعكّر صفوها الراقي
    وإنْ جاءتْ تعانقني
    ستتركني بلا باقي


    حشرجة كلماتي تتهالك أمام ملكوت إصغائها ، وهمسات أنفاسها تشقّ بئر رئتي حتى أكاد أتنفس ياسمينها وأنفث قرنفلها اللاهث. هي ومذبح الليل تآمرا على سلخي حيّاً ، وهاأنذا أنزف شوقا وأترنح حنانا أحدثها من وعي مقتلي عن سعادتي بها . نازفا يطببني ترنيم حنجرتها الخافت فأختال فرحاً وأنا أتلوى تحت جنح الظلام وبطش جبروتها وسكينتها الجارحة.



    4
    اخترقتني من كل الزوايا بنظراتها،لم أعرف كيف دخلت قاموسي المشوش ، كنت منغمسا بها كبرعمٍ طفلٍ يُسقى من نبع فراتٍ صاف ويسترخي وعزف عود منفرد..ألهمتني بعض صفاتي فأغمضتُ عيني تاركا لخيالي حرية العوم في المساحات المغلقة ودوائر الإرهاصات الضحلة، مخترقا عباب تيارات الإخفاق المترادفة نحو أفق سلس وبعد غض..
    ليس ثمة جدار غير قابل للتصدع، إلاّ إسمنت عزلتي وخرسانة وحدتي واشتهائها..في الليالي هلامية الأقمار، يندسُّ في بدني عبيرها ، فتهزمني الذاكرة ويسلبني السرير حق الرقاد..لذلك أمارسها حبّاً كبلبلٍ في قفصٍ يعذبه التغريد..ها هي ذي تداعبني، تلاطمني، تصفعني أحيانا، لكنني أستمر بحبها خصوصا وهي تضحك كالنسيم الذي غادر العراق..كانت هناك تلاطمها الأفكار، جنودٌ من الفرنجة بلا ملامح، عطبوا ما لديها من حنين..


    هيَ الهاجسُ الشاردُ
    هي المتعةُ المستديمة..
    هي القاتلُ المشتكي
    هي البسمةُ المستقيمة..
    هي الملتقى والتجلّي
    هي الأمسياتُ الأليمة
    هي البلبلُ المنتشي
    هي الذكرياتُ القديمة
    لها وجهُ حورٍ تثنى
    على ديمةٍ مستديمة
    لها في ارتكابي انتثارٌ
    لها... وابتلتني الهزيمة



    لم تعد المسافات موجودة وتلك الحواجز لا أثر لها ، القيود مكسورة، وطريق العودة بات سالكا... ها ها ها .. من قال ذلك؟..بل أن الأيام المقبلة باتت قصيرة جدا وستمر دون الرجوع إلى منطق العقل أو منطق التحليل ، فعندما تسحقك الحياة تحت أقدامها الثقيلة ويهرب منك الزمن الباقي في مركبة (آينشتاين) الضوئية ،سوف يشلّ تفكيرك وتأخذك دربكة الأشياء الصغيرة بأصواتها الناعمة فتنبهر وتنساق بسهولة ضمن الدوائر والمسارات في لحظة بارقة ، وفي لحظة أخرى سينهار كل شيء..فما بالك و(آينشتاين) باللغة الألمانية يعني (حجرا واحدا).. ماذا ستفعل إذن لو كانا حجرين قاسيين؟..هي، والعزلة الخانقة.. مضغتُ الحلاوة من ثغر فيها
    هي العندليبُ يغني غناء الأقاحي
    لمن صمَّ أذناً لذكرى سعيدة..
    أخذتُ النعومةَ من وجنتيها
    هي النقشُ في غازلاتِ الحريرِ،
    وثلجُ جبال الأقاصي البعيدة
    وبعضي خرابٌ وبعضي رمال
    وبعضي أسىً واحتداد اقتتال..
    فهلاّ أسرتُ الأماني الأكيدة؟
    تعلّمتُ منها ابتكار الأغاني
    وكنتُ غزيراً بشرح المعاني
    ولكن علمي تبعثر لمّا
    تركتُ انتمائي وحضن القصيدة




    5
    إنه الزمن الضائع والضوء الذي غادر الأرض يوم نزل عليها الإنسان الأول فصنع ما صنع وقاسى ما قاسى ، فكانت الحياة مجرد نزهة قصيرة ستغادر الأرض مجددا كالإنسان الأول مع شعاع الضوء المغادر في جوف الفضاء السحيق، والفرصة الوحيدة التي تبقى قائمة هي العودة لمنطق العقل والتحليل لاستغلال الوقت القصير المتبقي والذي لابد سيلتحق بالركب المغادر. عندها لن تكون هناك جدوى لأي شيء وعندها أكون قد تهت مع الزمن الضائع.. سبحان الله..


    نفرنا إلى الله مثل الحجيج
    عساه يكفّرّ عنّا ويعفو
    وكنّا نخيطُ الدعاء إليهِ ،
    بكلِّ صلاةٍ ووقت أذان
    ونأتيهِ قلباً طهوراً صدوقاً
    لعلَّ السماء تخفف عنّا
    وتفتح باباً لكلّ مُهان
    فيا ربُّ إنّا عبيدٌ
    ونبغي سماحاً ونبغي أمان


    تطلعتُ في هذه الورقة البيضاء ربما أكثر مما ينبغي ، وربما لأنني ما زلت أتخبط في أسطرها المستقيمة. ينتابني شعور ما بالتردي والإحباط،وهذا يحدث عندما أفقد تركيزي ولا أتمكن من تحسس الأشياء المحيطة بي فوجهها على الطرف الآخر من الأرض يعذبني ويشج رونقي ويفض صفاء ذهني، لا أدري، فعندما خطوت خطوتي المرتقبة إلى المجهول، ثمة أسئلة مركونة على الرف راودتني وليس لي أن أسلخها من جلدتها، ولا أن أتركها تتهالك بين الرفوف. آنذاك لم أشأ أن أنزع لحائها على حين غرة لأن أكثر ما أخشاه أن نكون قد مارسنا جميع الأحاسيس دفعة واحدة ونكون قد فقدنا نقائنا لآخر مرة.
    كنت أخشى الأمنيات التي لا تتحقق، كما أخشى اليراعات التي تنبذ الرحيق. تلك اللحظات التي صنعناها، كنت أحترمها ولسان حالي يقول: لا تقتلوا اللحظة ، إنها ابنة البرق..والآن أخشى أن جميع اللحظات التي صنعناها ربما قد قتلت. وها هي الأسئلة المنسية تجتث خمولي، أنا الذي تعودت على تصوير الحالة، وتمكنت من استخراج الحب من بين الصخور، ونثرت الأغاني تحت شموس الصحارى الملتهبة، فهل أستطيع الغناء تحت ظلال وارفة وجيوش الغيوم الممطرة تهاجم جفافي؟.. أليست هي محنةٌ مضافة؟.. لعل ما بي هو محض خيال لا ينبغي له التشرد، وجل ما أخشاه أن يأكلني النسيان، آفة الزمن العتيد..ولو كان كذلك سوف أعلم بحلول موسم الانتحار..

    فقدتُ الخطى بُعيد ارتحالي،
    ونامتْ بباقي شتاتي الهموم..
    لأني أسرتُ التمنّي،
    وأودعتُ حلمي لسرب طيور..
    ربما أحرقتكم أحرّ الأماني
    وربَّ الأماني غفت في الركام القديم
    وربَّ الأحاسيسُ نبضٌ يفورُ،
    بتنّورِ وجداننا المستقيم..
    وكنّا سنمضي بدون وداعٍ،
    وكانتْ ستحتجُ من رحلنا الراحلات..



    6

    هي تجربة صعبة وقاسية أدفع ثمنها كل يوم، فالوقوع في شباك التفكير بها كارثة ، فلو أغفلت الزمن ربما أجد نفسي في هاوية مظلمة. والسؤال الذي يطرح نفسه أمامي بقوة: هل تستمر حالة استنفاري القصوى للحرف؟ ومتى يتوقف التدوين وهذا العبث..؟
    إنها ممارسة جديدة كلّفتني إعادة برمجة ذهني المختل للحصول على الصورة الأصلية التي كنتها يوما ما، ومن دون الولوج إلى داخل المتاهة مختارا. من المؤكد أن المرء يستطيع التفكير بشكل جلي وواضح عندما تتوفر الأسباب الملائمة، ولكن هذا يتأتى في جو خال من الصدمات المفاجئة وعندما يكون الهدف واضحا ومعروفا وذا طريق مرسومة يمكن السير نحوها بخطى ثابتة غير متعثرة ، وهذا ما افتقدته من سنين طويلة. والآن يعودني ذاك الإحساس بها بعد الغياب القسري ، وأجد أن من واجبي ترميم الصدع النفسي وإعادة الجسور المهدمة. الشيء الباقي الوحيد هو اختيار المسلك السليم والانتصار على التردد.
    .


    قواريرُ سِفر الطريق التي تحتوينا ،
    استجارت ببعض النذور..
    لعلَّ التي ما اصطحبتُ بخيرٍ تكون..
    هناك تصلّي لربٍّ كريمٍ،
    وتذكي البخور،
    لنا أن نعودُ قريباً كسربِ الطيور
    إذا ما تقوس ظهر المكانِ،
    كشيخ الشتاء..
    ولكن دعوى الحبيبُ تلاشت،
    وبات الكلام..
    وتلكَ القواريرُ ، حملي الثقيل
    من الضيمِ أمستْ حطام..
    ولمّا بلغنا مدى المستحيل..
    وحيداً بقيتُ بدون انفراجٍ،
    وعسعسَ ليلٌ طويل..


    قالت لي مرة: تلسعني إن كنت ثلجي أو موقدي، وحتى لو أعرضت عنّي ستجدني فيك، أنا لمعة عينيك ومركز بؤبؤها.
    آه.. لو تدري إن الأجساد المنتهكة أساطيل مهزومة تحوم عليها طيور النوء كلما حمحمت الظلماء .وإن الفراشات المولعة بصباحات الورد لا تطير ليلاً . وهل تدري إن خطايانا الصغيرة تجتمع في بؤرة واحدة؟ .. وها إنني دجّنتُ أحزاني مذ وطأت المكان وحملت باقات الكلمات الدافئة بين جوانحي أوزعها ككرات الثلج. فكم كرة ذابت، وكم كرة تحتاج المزيد؟.. لا أتقن الحساب يا سيدتي كما أتقن الكلام لذلك خاطبت الطيور المهاجرة بندى أزهار الصباح، وتهجيّت فراشات لوعتها حتى غفت بين ذراعيّ، ولمّا أيقظتها وجدت الفراشات قد تشرنقت. وكان عليّ انتظار صباح جديد.



    فقدتُ الخطى من زمانٍ بَعيدٍ قبيلَ ارتحالي،
    وبعدَ الرحيل..
    وظلت بقايا الأماني تصاحبُ رحلي،
    أراها الرفيق الصديق..
    فلا أسّسَ الرحلُ بيتاً جديداً،
    ولا سربلتني الأماني بعطرِ الحبيب
    معاً حطمتنا صخور الطريق..
    وبات شرودي متاعي الأثيرُ،
    وثوبي الرحيب
    فهلاّ أتتني السماءُ بقطرٍ غزيرٍ،
    وعودٍ قريب..؟



    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=32745

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لذكرى الشاعر الراحل سميح صباغ
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-07-2011, 06:16 AM
  2. إجهاض لذكرى رجل
    بواسطة شجاع الصفدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 03-03-2008, 01:23 PM
  3. إن في ذلك لذكرى
    بواسطة الضبابية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-02-2005, 09:43 PM
  4. لذكرى الحبيبِ حنينٌ مقيم
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-02-2004, 10:07 PM
  5. شيخ الكتائب-وفاء لذكرى الشهيد القائد صلاح شحادة
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-07-2003, 11:30 AM