قبل الرحيل
أهَذِه أنتِ،
أهَذا قَرارُكِ قبْل الرّحيلْ؟
أهذا مَدَى حُلْمِنا.. بعْد عمرٍ طويلْ؟
أنا لا أصدِّق يا مُهْجَتي،
كيْف انْقَلبتِ
على حبّنا
كالمسْتحيلْ!
وكيف اسْتَطعْتِ
بكلّ اقْتِدارٍ
شراءَ البَديلْ !
وكَيْف نَسَيْتِ
بغَمْضَة عينٍ،
هَوانا الجميلْ!
أنَا بعْدُ يا مُهْجَتي لَمْ أُصدّقْ
بِأنّي قتيلْ،
وأنّكِ في القتْل لا تَتْرُكين الدّليلْ،
وأنّ يَدَيْكِ التّي أمْطَرتْني
حنانًا وحبَّا،
هيَ النَّصْلُ في طعْنِهِ
قطْرةٌ من دمٍ لا تَسيلْ.
أنَا بعْدُ يا طفلتي لم أزلْ في ذُهولْ،
أحَاولُ أن أسْتَعيدَ
شَريطَ حَياتي،
وأنْبُشُ في دفْتَر الذّكرياتِ،
لَعَلّي أرى لكِ عُذرَا،
لعَلَّ هُنَالِك في الأمْرِ سرَّا،
فَشُكرًا لحبّكِ..
شكرَا
وشكرًا لهجْركِ..
شكرَا
وشكرًا لغدْركِ ..
شكرَا!
فماذا عَسَاني أقولْ
وقدْ بعْثَر الليلُ ظِلّك في المُفْرداتِ،
وشَرّدتِ الرّيحُ ما قَدْ تَناثَر من كَلِماتي،
وغابتْ تفَاصِيل وجهكِ، بيْن الشّعابِ
وخلْفَ الحُقولْ،
كَلَوْحَةِ زيْتٍ بِلاَ لَمَساتِ؟
نَعَم يا حَياتي،
أنَا بَيْن نهْديْك يومًا أضَعْت صَلاتي،
وفي عِزّ يَأسي انْبَهَرْتُ
بِما في جَمالِكِ مِنْ مُعْجزاتِ؛
أنا يا حياتي
جَعَلْتُ حَنانَك عُنْوانَ ذاتي،
وفي ضوْء عينيك، يا مُنْيتي، قدْ
رَسَمْتُ مسَار حياتي.
فَكيْف أكُونُ أنا الجاني،
وأنتِ كِتاب أحْزاني،
وأنتِ خَريطَة عُنْواني،
وفيكِ نَسَجْتُ قصائدَ شعرٍ
تَفُوحُ كغَابة رُمّانِ!
فَبَعْدكِ يا مُنْيتي مَن سَيَهْوَانِي،
وبعدك من سوْف يرْعاني،
ويعْزِفُ للحُبّ ألْحَاني؟
وهذه أنتِ،
أَراكِ ارْتَدَيْتِ
لعُرْسِك أرْوَعَ فُسْتانِ،
وجئتِ إليّ
بِرعْشَة حبٍّ
وقَسْوةِ شيْطانِ،
وقلتِ
بِلا خَجلٍ،
سوْف تَنْساني
سَتنساني
سَتنساني...