ذُرى اليمنِ السّعيدِ أقيمُ
عُرساً
سلاني من دموعي النيِّران
جنونُ الرِّيحِ والشوقُ اليماني
****
سألتُكَ أنْ أُداني شوقَ حِبٍ
فأقربُ في الزمانِ وفي المكانِ
***
أيذلُقُ باقلٌ بالقولِ عنّي
وأُغلبُ حينَ أُفصحُ عن لساني
***
مهرتُ القولَ في قحطانَ جَدّاً
فجاءَ الجَدُّ يُسلسني بياني
***
أذي الأفلاكُ تسبحُ في عُلوٍّ
وذي الأمجادُ تسكنُ في كياني
***
بساطُ الرِّيحِ يحملني لِحلْمٍ
غدوٌّ في شهورٍ في ثوانِ
***
جُنوبا للمسيرِ أقمتُ رحلي
فسَبْقاً قد جددتُ على الحصانِ
***
أذا الإفقارُ يَنجِلُ في ربيعٍ
حصادَ شقائنا قاصٍِ ودانِ
***
كأنَّ درايةَ الأعداءِ رِزءٌ
تلفَّعنا لفيفَ الأُفعوانِ
***
فأقبلْ بالربيعِ بفيءِ فجرٍ
وأجملْ بالورودِ يداً لجاني
***
فكم ألِقَ الربيعُ على غصونٍ
وكم أشذى أريجُ الأُقحوانِ
***
لصنعاءَ الحبيبةِ شوقُ عَوْدٍ
صهيلٌ يمتطي صهوَ البيانِ
***
ولليمنِ الحبيبِ وعودُ ندٍّ
أقلِّبُ في أنوفٍ باليدانِ
***
أيا ذاتَ الجمالِ بهاءَ خَوْدٍ
أغارُ عليكِ من عينِ الحسانِ
***
لمأربَ في شتاءِ الرَّحلِ صيفٌ
يؤوبُ المصطفى سَننَ الجِنانِ
***
ديارُ الشامِ في صيفي شُفوفي
وأَدّثرُ البرودةَ باليماني
***
توالى الشرُّ في عَسفٍ عليها
وحالُ الفقرِ والقهرِ الِّلدانِ
****
على اليمنِ السعيدِ تقيمُ شمسٌ
فتشرقُ حينَ تغربُ في الثَّواني
***
قضتْ سيفَ بنَ ذي يزنٍ وفودٌ
إلى الملكِ العظيمِ لذا الزَّمانِ
***
تُهنىءُ ظُفَرهُ بالملكِ عَوْدٌ
كذا تسمو الممالكُ بالسنانِ
***
إذا الأحباشُ ما غلّوا وريثاً
تهدّمَ أُسُّ ما اعتسفوا ببانِ
***
لبلقيسَ المليكةِ شأوُ عرشٍ
وعزٌّ أقعسٌ عرِبُ الكيانِ
***
فتحني ظهرَها القاماتُ طوعاً
و تومىءُ حينَ تقضي بالبنانِ
***
تألّى قومُها الأوثانَ ديناً
وعبدُ اللهِ لا يدعو لثانِ
***
سليمانُ المليكُ يقيمُ شرعاً
فأكرِمْ بالنبيِّ وذي الجَنانِ
***
دعاها نورُ حكمتهِ فلبّتْ
وتُكرمُ للكتابِ وذاتِ شانِ
***
لغائبِ هدهدٍ يقضي حكيمٌ
أيغربُ هدهدٌ في طرْفِ آنِ
***
تعلّى حكمُه في الطيرِ نُطْقاً
وفي الثَّقلينِ من إنسٍ وجانِ
***
شموخٌ في عسيرَ على الأعادي
وأنفٌ أن يقيمَ ذُرى المبانِ
***
نجومُ العلمِ إن تهدي غيوثٌ
فوارسُ ما قَضَوْا ضربَ الطِّعانِ
***
أرى الذُؤبانَ تسرحُ في رُباها
عدا الحوثيُّ يهرفُ باللِّسانِ
***
يسبُّ الصحبَّ في آفاتِ قولٍ
ويخلطُ في الحديثِ لما يُعاني
***
تولاّهُ المجوسُ فعبدُ نارٍ
رديفُ مسيلمِ الكذّابِ ثانِ
***
فآدَ الكفرَ ما آلت بفرسٍ
حَقودُ النارِ تنزلُ في الهوانِ
***
إذا نسجتْ خيوطٌ ثوبَ غدرٍ
فأولى باللَّبوسِ جسومُ جانِ
***
لصنعاءَ الجميلةِ طوقُ عقدٍ
تسلسل باللآلي والجُمانِ
***
فأيُّ الشِّعرِ أنسجهُ قشيباً؟!
لثوبٍ أنْ يخيطَ الفرقدانِ
***
وأيُّ النّثرِ يقضي حقَّ حِبٍّ؟!
وما البركانُ يخفقُ في جَناني
***
وأروى واردٍ للعينِ يأتي
معينَ الحبِّ ما ملأَ اليدانِ
***
ذُرى اليمنِ السّعيدِ أقيمُ عُرساً
فأطلقُ للذُرى سببَ العَنانِ
***
وحنّاءُ العروسِ أرومُ مجدٍ
نجيعُ فدى الحبيبِ الأرجواني