لكِ اللهُ يا شامُ *
يَجِفُّ اللسانُ
حياءً مِن الشامِ؛
مِن سَوءَةِ الصمتِ،
مِن موقفِ الخاذلينْ ..
فإنْ رُمتُ عُذراً
توارَ الكلامُ
وجفَّ القلمْ ..
ونابَ عنِ الحرفِ
دمعٌ ودَمْ ..
وإنِّي لأخجلُ
مِن لغةِ العاجزينَ
وهلْ يغسلُ الدمعُ
وِزرَ العربْ ؟!!
خذلناكِ يا شامُ
لا عذرَ لا عذرَ
مهما استبدَّ الألمْ،
ومهما عزفنا الأنينْ ..
وهلْ يمنعُ القتلَ
أو يمنحُ النصرَ
أو يَجبُرُ الكسرَ
مَن يذرفُ الدمعَ مِنَّا
ومَن لاذَ حمقاً بِجَورِ الأممْ ؟!!
خذلناكِ يا شامُ
لا فرقَ ما بينَ وَردِ الربيعِ وشوكِ الخريفِ؛
وسفكُ الدما.. لم يزلْ دَيدَنَ الظالمينْ ..
ولم ننتصرْ للقيمْ ..
يَجِفُّ اللسانُ حياءً
إذا استنجدَ الياسمينُ بدفءِ الربيعِ
ولم يلتحفْ غيرَ بردِ الشتاءِ
وبعضُ الورودِ
يكشِّرنَ مثل القنافدِ
في أوجُهِ الياسمينْ ..
ولم يدَّخِرْ بعضُنا
قطرةً مِن حياءٍ
ولا ذرةً
مِن إباءِ العربْ ..
يَجِفُّ اللسانُ حياءً
إذا زلزلتْ صرخةُ الياسمينُ الضميرَ:
وأينَ العربْ ؟
لكِِ اللهُ يا شامُ
سيري على الدربِ
نحوَ الكرامةِ
حتى التحرُّرِ
لا تأبهي بالعبيدْ ..
هو النصرُ آتٍ
وفي جيشِكِ الحُرِّ
نصرُ الشآمِ
وعِزُّ العربْ ..
***
ياسين عبدالعزيز
8/5/2013م
ـــــــــ
* مهداة لشاعر الثورة السورية الصديق أحمد جنيدو ، تعليقاً على قصيدته الدامية:(يجف اللسان بفم) .