|
مِنْ أرْضِ جَازَانَ قد هَزَّ الهوى عِيسي |
فَجِئْتُ أحْمِلُ رُوحِيْ في قَرَاطيسي |
حَيْران أبْحَثُ عَنْ أشْلاء قَافِيةٍ |
والليلُ يُولَدُ من موتِ الفَوَانِيسِ |
صَعَدْتُ هَامَ الدُّنَا مُسْتَجْمِعًا لُغَتي |
كهُدْهُدٍ هَامَ مابَينَ الفَرَادِيسِ |
يَا ريحُ أُوبِي فَإنَّ الشِّعْرَ حَمَّلَني |
رِسَالةً لَم تكنْ يومًا لِقِدِّيسِ |
سَلَي سُلَيْمَانَ عَنِّي واسْمَعي خَبَرِي |
فَقَدْ أَحَطْتُ بِبُرْهَانِ النَّوامِيسِ |
إنِّي وَجَدْتُ شُمُوسَ الكَونِ سَاجِدَةً |
مِنْ حَولِ صَنْعَاء فَارْتَجَّتْ أحَاسِيسي |
وَقَفْتُ أكْتُبُ عَنْ أحْفَاد ذي يزنٍ |
مَلاحِمًا أرْهَقَتْ كُلَّ القَوَامِيسِ |
قَومٌ لهم في جَبِينِ الطُّهْرِ مَنْقَبَةٌ |
غَرَّاءُ سَامِيَةٌ عَنْ أيِّ تَدْنِيسِ |
قُلُوبُهم عُتِّقَتْ بالحُبِّ فائْتَلَقَتْ |
جَنَّاتُ عَدْنٍ عَلى أَطْلال بَلْقِيسِ |
صَنْعَاءُ يا قُبْلَةً في ثَغْرِ فَاتِنَةٍ |
ذَابَتْ عَلَى صَدْرِها كُلُّ الأَطَالِيسِ |
إنِّي اتَّخَذْتُكِ نِبْرَاسًا أَجوبُ بِهِ |
مَدَائِنَ العُرْبِ يا أرضَ النَّبَارِيسِ |
هذي تَعِزُّ وَقَدْ حَاكَ الرَّبِيعُ لها |
خَمِيلَةَ الحُسْنِ مِنْ رِيشِ الطَّواوِيسِ |
مِنْ بَابِ مُوسى تَجَلَّتْ لي مُلَوِّحَةً |
بِوَمْضَةٍ أخْجَلَتْ أضْوَاءَ بَارِيسِ |
قَدَّتْ قَمِيصَ السَّنَا رُمْحَانِ مِنْ صَبرٍ |
فَرَاوَدَ السِّحْرُ أعْطَافَ المَتَارِيسِ |
تَرَى النُّجُومَ تُصَلي في المَدَى ألَقًا |
فَرِيضَةً مَزَّقَتْ شَرَّ الحَنَادِيسِ |
والشّيخُ عُثْمَان يَتْلو سِفْرَ ثَورَتِنا |
مِنْ مَسْجِدِ النُّورِ في مِحْرَابِ تَأْسِيسِ |
يَاوِحْدَةً ذَوَّبَتْ صَنْعَاءَ في عَدَنٍ |
إنِّي أُعيذُكِ مِنْ ذَاتِ النَّوَاقِيسِ |
لا فُرْقَة اليومَ بَلْ تَوحِيد أفئدةٍ |
تَغْزو مَحَبَّتُهَا كُلَّ التَضَارِيسِ |
فالحَقُّ شِرْعَتُنا والعَدْلُ غَايَتُنا |
والشَّمْسُ وِجْهَتُنا رُغْمَ المَبَالِيسِ |
حُيِّيْتَ يا يَمَنَ الإيمانِ يا وطنًا |
تَلا القَصِيْدُ لَهُ آيَات تَقْدِيسي |