مــــــعــــــجــــــزة الــــــشــــــعــــــر !

مــــــعــــــجــــــزة الــــــشــــــعــــــر !
شعر / جبر البعداني

كأنّها ..؛ صمتوا كي يسمعوا وصفَه
لٰكــنّـهـم صــعـقـوا لــمّـا رأوا نــزفَـه !

كـأنّـها..؛ لـم يـصفها إنّـما اجْـترحتْ
حـروفهُ الـصمت لـمّا اسْتغربوا ضعفَه

كـأنّـها..؛ ورمــى فــوق الـسطور يـدًا
ألــقـتْ بـخـافـقهِ فـلْـتـشهدوا حـتـفَه !

مـا أيـنع الـجرح فـي جنبيه فانتظروا
وعــد الـقـطاف ولا تـسـتعجلوا قـطفَه

سـيـهـطلُ الـشـوق مــن عـيـنيه قـافـيةً
تـفـجّـرتْ أدمُــعًـا ؛ فـلْـتـقرأوا طــرفَـه

سـيـنزفُ الـشـعرَ لا يـتـلوه فـالتمسوا
شـيئاً يضمّد - يا أهل الهوى- حرفَه

سـيخرج الآن فـي حـرفين قـد جـمعا
كــلّ الـلـغات فـسيروا وادخـلوا حـلفَه

مـــازال فـــي حــائـهِ والــبـاء مُـتّـسعٌ
مــن الـجـنون فــلا تـسـتكثروا عـطـفَه

أوحــى إلــى الـلـغة الـعـذراء مـعجزةً
تـردّ مـن حـاولوا/ عـن أمـرهِ/ صرفَه

قـصـيـدةً كـلّـمـا هــزّت بـجـذع دمــي
اسّـاقـطتْ رطــب الـمـعنى مــن اللهفـه

ألـقـت إلــى الـيـمّ مـوساها فـعاد لـها
حــرفـاً تـلـيـق عــلـى أعـتـابـهِ الـوقـفَه

مـضـى لـيـبحث عــن هـارون دهـشتهِ
نصفاً تشظّى ليلقى - بعدها- نصفَه

مـا دسّ فـي جيبهِ الشّعري كفّ رؤىً
إلّا وأخــــرج بــيـضـاء الـــرؤى كــفَّـه

ألــقــى بـأغـنـيـةٍ خــضـراء فـالـتـقفتْ
مـــن كـــلّ نــايٍ أحـبّـتْ عـزفـهُ عـزفَـه

وكـــان ريــحـاً وكــانـتْ نـــار أحـرفـهِ
بـــرْداً سـلامـاً فــلا تـسـتغربوا لُـطـفَه

ولا تـثـيروا جـنـون الـريـح فــي دمــهِ
واسـتـشعروا فـي حـنايا قـلبهِ الـرأفه

رأى الـقـصائد خـرّتْ سُـجّداً فـمضى
يــقـصّ رؤيـــاه يـــروي لـلـدنا كـشْـفَه

وكـــــان مـــــن حــولــهِ لــلأقـربـاء دمٌ
يـفـيض بـالـغيظ والـشـيطان قــد نـفَّه

ألـقوه فـي الـجبّ شـعراً سوف تقرأهُ
عـيـنٌ مــن الـغـيب وافـتْ آمـنت خـوفَه

قـمـيـصـه الــشـعـر بــرهــانٌ وعــفّـتـهُ
يــوم الـقـصيدة خـانـت أوقـفتْ زحـفَه

مـا جـاء بالأفكِ أهل الإفك /لو نظروا
فـي وجـه عـائشةٍ/ أو حـالوا قـذفَه !

دار الــنـبـوّة مــهـمـا قـــال ذو دنـــسٍ
فـــي حـــقّ عـفّـتـها لا تــعـدم الـعـفّـه

وفـتـيـة الـشـعر قــد فــرّوا فـأسـكنهم
لــمّــا تــأكــد مــــن إيـمـانـهـم كــهـفَـه

فـألـف أنــفٍ عـلـى رغــم الـعـلو بـهـم
طـالـوا ومـا قـدروا أن يـبلغوا أنـفَه !

مـــازال أكـثـرهـم بــذلاً فــإن مـنـحوا
بـالـجود واحـدهـم أعـطـى لـهـم ألـفَـه

جـــاؤوا صـفـوفـاً ولـمّـا جــاء مـنـفرداً
تـفـرّقـوا شـيـعـاً كــي يـلـزموا صـفَّـه

يـمـضي رحـيـماً وتـلـقى مــن مـهابتهِ
نـجـم الـسـماء يـوازي إن سـما كـتْفَه

وكــان آخــر مــن بـالـشعر قـد بـعثوا
والله بـالـرّحـمـة الــمـهـداة قــــد حــفََـه

فـمـا تـظـنّون إنّــي فـاعـلٌ بـدمـي ؟!
قـالوا؛ رحيماً ؛فألقى - مشفقاً- عنفَه

نــادى وقـد جـمعوا لـلشعر ذات رؤىً
الـيـوم أكـمـلتُ شـعـري أمّـنـوا خـلـفه

قصيدة جميلة أخرى من جعبة ساحر حرف وباهر وصف!

أنت معجون بماء الشعر يا جبر فلله در ألقك!

للتثبيت.

ولا فض فوك!

تقديري

ماشاء الله ..
يالك من ساحر تتفجر ينابيع الشعر بين يديه لنُسقى عذبا سلسبيلا
بوركت ونزق الحرف شاعرنا الفاضل
تحاياي

أي وربي إنها لمدهشةٌ حقاً !

لو كان الشعر يباع ويشترى يا صديقي لكانت سوقك اليوم تنافس الآي فون أو السامسونج في مرابع بني ضاد ولربما كنت بيل غيتس الشعر القادم


لو لم تُثبّت هذه الدرة البهية من قبل كبير الشعر العمري لاشتكى الشعر موطنهُ هنا

تقبل تحية أخيك

لله درّك أخي جبر

ما أبهاه الشّعر حين يعجن بين كفّيك لتصوغ صوره ومضامينه

لا أملك إلاّ الصّمت والمتابعة

دمت مبدعا

مودّتي

وبالرغم من أنّي أكثر الشعراء تعرّضاً لبخس حقّه الشعري مع إيماني بجودة ما أكتبه
فقد قيل لي أذهب إلى الواحة فإن فيها شاعراً يدعى د. سمير العمري لا يُظلم عنده شاعر ولا يُبخس بين يديه ناثر
فإذا وصلت إليه فسلم عليه واقرأ بين يديه

وأذّن فـي الـناس بـالشعر !!!
شعر / جبر البعداني

وأذّنتَ في الناس بالشعر حجّا
فـجاءوكَ مـن كـلِّ حـرفٍ تهجّى

يـفيضون بـالشعر مـن كـلٍّ فـجٍّ
عـمـيـقٍ ويــطـوون فــجّـاً فـفـجّاً

تـضيء ويـشكون مـنكَ انـطفاءً
وثـلجُكَ مـذ لامـس الـجمر أجّـا

يـمـنّون عـدلـكَ مــن بـعـد ظـلـمٍ
يـنـادون فـيـك الـحـليم الأشـجّا

وشـهـداً يـمجّون فـي كـلّ لـفظٍ
ولــفـظُـكَ لـلـعـلـقم الــمــرّ مــجّـا

يــهـزّون جــذعـك كــلّ مـخـاضٍ
يرجّون قـلـبك بالشعر رجّــا

عـطاشى ويرجون وصلكَ سقياً
ومـثلك يـا صـاحبي مـن يُرجّى

فـراتـاً تـفـيض عـلى كـلّ جـدبٍ
ومــاؤكَ فــي مـالح الـدمعِ أجّـا

يـعـودون بـالـموت مــن كــل دارٍ
ويـبـكون فـيـك الـفقيد الـمُسجّى

فـالقيتَ مـوساكَ فـي اليم فرداً
وحـسـبـكَ ربّـــاً لـمـوسـاهُ نــجّـا

أستاذتي القديرة والأدبيه الكبيرة آمال المصري
بين رحابكم وفي حضرتكم يلبس الشعر ثوب السحر لهذا جئتكم ولسان حالي يقول

ستدركُ كيف إنّ الشعر حُجَّه
ستظهر فالقصائد كالمحجَّه

إذا انطفؤوا فقلبكَ بيت نارٍ
نحاول بالحرائق أن نحِجَّه

توجَّه حيث شئتَ فثمّ شعرٌ
بعلم الغيب منتظرٌ ؛ توجَّه

جبر البعداني

أستاذي القدير والشاعر الكبير معين الكلدي
إنّ لحديثكَ لشجون وإنّ عليه فتون
وإنّ أعلاه لساحر وإنّ أسفله لآسر وإنّهُ يرقى ولا يُرقى إليه

وبمناسبة حديث عن تقنيات الشعر

أضع بين يديك بعض تقنياته


حــــظّ الـشـيـطـان مـــن الـشـعـر !!!
شـــــعــــر / جـــــبــــر الــبــعــدانــي

بـيني وبـينك يـا شـيطان شـعري: لَوْ
فـــي كـــلّ مـفـردةٍ مـارسـتُها لـلـتَّوْ !

أعـــوذ بالله مـــن حــرفـي فـيـأخذني
مــنّــي إلــيـكَ دمٌ يــرتـاد حـتـفـي رَوْ

حتّى على الشعر تسطو في مخيّلتي
فـتـكتب الـلفظ عـنّي أو تـمنّي أَوْ ...

مـــا كُــنـتُ قـبـلـكَ ضـلّـيـلاً تـصـافحهُ
كــــفَّ الـغـوايـة مـعـتـوهاً غـبـيّـاً بَـــوْ

مـنّـي اقْـتربتَ وقـلبي عـاشقٌ ودمـي
سـحـاب شـعـرٍ وأبـكـار الـمـعاني نَــوْ

تـنمو عـلى الأرض باسمى ألف قافيةٍ
نـحو الـسماء تـسامتْ كـلّ حـرفٍ جَوْ

مذ شقّ جبريلُ صدر الشعر وانتزعتْ
يــداه حظّـكَ مــن بـوحٍ ؛ وبـوحي لَـوْ

أستاذتي القديرة فاتن دراوشة
وتظلّ القصيدة تنتظر مرورك حتى تزهر الحروف
أستاذتي هي القصيدة لحظة مكاشفة لهذا أقول
رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الآن أخـــرجُ بـالـيـقين مـــن الـجـسـدْ

بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ

خسِئوا ؛ وهل ظنوا القصائدَ والرّؤى
هـبطتْ إليه منَ السماءِ وما صعدْ ؟!

مـــــاودّع الـــولــدُ الـــبــلادَ وأهــلَـهـا
إلّا لـيُـقـسم َ -بــعـد ذٰلـــكَ - بـالـولـدْ

جبر البعداني

من قبل كان جريحاً الشعرُ
فجبرتَ جرح الشعر يا جبرُ