مـــن أنـــــا ... !؟

انفلت الزمن منه بعدة دقائق ... فإذا بسيارة رمادية تقف بجانبه .. لامسها... فقال :
ـــ إنها تشبه امرأة جميلة... وثمنها يأتي بخبز كثير.. !
لم يتمالك نفسه ، وبدأ يعنف صاحب السيارة بصوت مبحوح :
ـــ أنت أيها الرقم البشري: سيارتك ... ! مذياعها يشتكي الهوى . ونغمها إبرة تلسع جسمي، وأنت لا تبالي ..
أدخل رأسه من النافذة :
ـــ هدير سيارتك مسامير تشك معدتي ... أمعائي تتقاتل فيما بينها .. اسمع ياهذا .. ! سعار الانتقام يدب في عظامي الميتة...
ربت على كتفه ، بهدوء يحاول صاحب السيارة نزع يده عنه ، لكن الرجل تمادى في حركته وقال :
ـــ أنتم تأكلون اللحم المطحون ، تقتاتون بشرائح اللحم الطرية... تشربون الماء المعدني... تنتشون بعروق العنب إلى حد الشبع ، وتتلهون بأجساد فائضة.. أتدري ..!
خرقة السائق بنظرة حادة والغضب يتلوى في صدره .. سحب الرجل يده وبدأ يخزه بأصبعه وقال :
ـــ لو كان جسدي يؤكل لأكلته الذئاب البشرية قبل أن ينضج ..
أخرج رأسه من النافذة وهم بالانصراف ، فجأة عاد وأطل من النافذة :
ـــ قل بالله عليك .. هل أنا مجنون..؟ ألست مجنوناً حقاً ..؟
رد عليه صاحب السيارة وهو يبتسم : بلى .. !

انفلت الزمن منه بعدة دقائق ... فإذا بسيارة رمادية تقف بجانبه .. لامسها... فقال :
ـــ إنها تشبه امرأة جميلة... وثمنها يأتي بخبز كثير.. !
لم يتمالك نفسه ، وبدأ يعنف صاحب السيارة بصوت مبحوح :
ـــ أنت أيها الرقم البشري: سيارتك ... ! مذياعها يشتكي الهوى . ونغمها إبرة تلسع جسمي، وأنت لا تبالي ..
أدخل رأسه من النافذة :
ـــ هدير سيارتك مسامير تشك معدتي ... أمعائي تتقاتل فيما بينها .. اسمع ياهذا .. ! سعار الانتقام يدب في عظامي الميتة...
ربت على كتفه ، بهدوء يحاول صاحب السيارة نزع يده عنه ، لكن الرجل تمادى في حركته وقال :
ـــ أنتم تأكلون اللحم المطحون ، تقتاتون بشرائح اللحم الطرية... تشربون الماء المعدني... تنتشون بعروق العنب إلى حد الشبع ، وتتلهون بأجساد فائضة.. أتدري ..!
خرقة السائق بنظرة حادة والغضب يتلوى في صدره .. سحب الرجل يده وبدأ يخزه بأصبعه وقال :
ـــ لو كان جسدي يؤكل لأكلته الذئاب البشرية قبل أن ينضج ..
أخرج رأسه من النافذة وهم بالانصراف ، فجأة عاد وأطل من النافذة :
ـــ قل بالله عليك .. هل أنا مجنون..؟ ألست مجنوناً حقاً ..؟
رد عليه صاحب السيارة وهو يبتسم : بلى .. !

أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
بعبارة مختصرة فضحت ريشتُك القديرة هواجس هذا الرجل الفقير المنسيّ على قارعة الطريق( إنها تشبه امرأة جميلة... وثمنها يأتي بخبز كثير.. ! )
ثم انتفضت فيه كرامة المسكين أمام هذا الغنيّ الذي يشعر تجاه أمثاله بالحنق والحقد وشهوة الانتقام ، وراح ينتقص ما يتمناه ولا يمكنه نواله ، على
رأي المثل الخليجيّ : ( إلّي ما يطول العنب حامضاً عنها يقول ! ) ، ثم التفت وباح بما في صدره حقيقة تجاه من يمثّله هذا الثريّ والذي يعتقد بأنهم سبب
فقره : ( لو كان جسدي يؤكل لأكلته الذئاب البشرية قبل أن ينضج ) ! ثم يسأله السؤال التهكميّ المؤلم : ( قل بالله عليك .. هل أنا مجنون..؟ ألست مجنوناً حقاً ..؟ )
او بصيغة أخرى : ألستم ترون أمثالي مجانين أيّها الأغنياء ؟!
نصٌّ يرسم بسردٍ سلس وبلغة سهلة ، وبإمتاع .. لحظة قهر لفقير يعضّه الفقر والحرمان ...
تحياتي وتقديري

أخي الفرحان

نصّ موجز و جميل وحوارية موجعة و عرض ذكي للمفارقات الطبقية في مجتمعاتنا
مذياع يشتكي الهوى ..مقابل من يشتكون الجوع والحرمان.
قوم ينتشون بعروق العنب حد الشبع ويتلهون بأجساد فائضة .. مقابل من يشتهي أن يتذوق الفاكهة و يبحث عن سترة بالحلال.
أثني على ما تفضل به الأستاذ مصطفى ..وأحييك.

الرائع الفرحان

نص جميل ولغه عذبه جدا .. وتسلسل غايه في الروعه .. امتعتني


محبتي
البكري

أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
بعبارة مختصرة فضحت ريشتُك القديرة هواجس هذا الرجل الفقير المنسيّ على قارعة الطريق( إنها تشبه امرأة جميلة... وثمنها يأتي بخبز كثير.. ! )
ثم انتفضت فيه كرامة المسكين أمام هذا الغنيّ الذي يشعر تجاه أمثاله بالحنق والحقد وشهوة الانتقام ، وراح ينتقص ما يتمناه ولا يمكنه نواله ، على
رأي المثل الخليجيّ : ( إلّي ما يطول العنب حامضاً عنها يقول ! ) ، ثم التفت وباح بما في صدره حقيقة تجاه من يمثّله هذا الثريّ والذي يعتقد بأنهم سبب
فقره : ( لو كان جسدي يؤكل لأكلته الذئاب البشرية قبل أن ينضج ) ! ثم يسأله السؤال التهكميّ المؤلم : ( قل بالله عليك .. هل أنا مجنون..؟ ألست مجنوناً حقاً ..؟ )
او بصيغة أخرى : ألستم ترون أمثالي مجانين أيّها الأغنياء ؟!
نصٌّ يرسم بسردٍ سلس وبلغة سهلة ، وبإمتاع .. لحظة قهر لفقير يعضّه الفقر والحرمان ...
تحياتي وتقديري

شكراً لك أخي مصطفى على قراءتك القيمة التي أغنت النص ، بطل يعاني من وضعية اجتماعية مزرية ،
خلقت له وضعية نفسية غير سوية ، فوصل الغضب الصامت عنده ذروته .. صدفة فجره على صاحب السيارة ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

أخي الفرحان
نصّ موجز و جميل وحوارية موجعة و عرض ذكي للمفارقات الطبقية في مجتمعاتنا
مذياع يشتكي الهوى ..مقابل من يشتكون الجوع والحرمان.
قوم ينتشون بعروق العنب حد الشبع ويتلهون بأجساد فائضة .. مقابل من يشتهي أن يتذوق الفاكهة و يبحث عن سترة بالحلال.
أثني على ما تفضل به الأستاذ مصطفى ..وأحييك.

سررت بقراءتك القيمة لهذا النص المتواضع أخي عبد السلام دغمش ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الرائع الفرحان
نص جميل ولغه عذبه جدا .. وتسلسل غايه في الروعه .. امتعتني
محبتي
البكري

حضورك بين نصوصي السردية المتواضعة هو أروع وأبهى ..
أعتز بقراءتك القيمة ، شكراً على كلمتك الطيبة أخي المبدع المتألق محمد ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

نحُن نؤمن أنَّ الله يقسم الأرزاق في الدنيا ليمتحن عباده وفيما يصرفون أموالهم وهل يعطون أهل الحق حقوقهم ام لا ؟
لكن هناك وضعيات اجتماعية ليست مقدرة على الإنسان فحسب إنما ناتجة عن الظلم الذي يقع على الشعب ومنها تتكون الطبقات الاجتماعية ذو الفارق الكبير إما غنى فاحش أو فقر مدقع
وعلى أساس ذلك تكون سلوكيات خاطئة يحتقر فيها الإنسان أخاه لشئ ليس بيده إنما هو حظ ونصيب مكتوب علبه قبل أن يُخلق , بل بعضهم يستهزأ في فقر من كان هو سبب في فقره من نهب أموالهم
واحتكار الحكومة لها لفئة معينة وهذا يكون له خطر عظيم لأنه بيد الإنسان .
بع الأثرياء ينظرون هذه النظرة لمن هو دونهم خصوصا في المجتمعات الغربية , أما المجتمعات المسلمة بدأ البعض تقليدهم في هذه النظرة ولكن الأكثرية الحمدلله يفهم بوعي جيد ماحثنا عليه الرسول المسلم أخو المسلم , ولافرق بين غير ولا فقير ولا اسود ولاأبيض إلا بتقوى الله
تقديري

نحُن نؤمن أنَّ الله يقسم الأرزاق في الدنيا ليمتحن عباده وفيما يصرفون أموالهم وهل يعطون أهل الحق حقوقهم ام لا ؟
لكن هناك وضعيات اجتماعية ليست مقدرة على الإنسان فحسب إنما ناتجة عن الظلم الذي يقع على الشعب ومنها تتكون الطبقات الاجتماعية ذو الفارق الكبير إما غنى فاحش أو فقر مدقع
وعلى أساس ذلك تكون سلوكيات خاطئة يحتقر فيها الإنسان أخاه لشئ ليس بيده إنما هو حظ ونصيب مكتوب علبه قبل أن يُخلق , بل بعضهم يستهزأ في فقر من كان هو سبب في فقره من نهب أموالهم
واحتكار الحكومة لها لفئة معينة وهذا يكون له خطر عظيم لأنه بيد الإنسان .
بع الأثرياء ينظرون هذه النظرة لمن هو دونهم خصوصا في المجتمعات الغربية , أما المجتمعات المسلمة بدأ البعض تقليدهم في هذه النظرة ولكن الأكثرية الحمدلله يفهم بوعي جيد ماحثنا عليه الرسول المسلم أخو المسلم , ولافرق بين غير ولا فقير ولا اسود ولاأبيض إلا بتقوى الله
تقديري

غوص جميل في دلالات النص ، قراءة أغنت النص ، وأضافت إليه رؤية جديدة ..
كعادتك تخلخلين معاني النص البعيدة والقريبة .. مما ينم عن ثثقافة واسعة ..
سررت بهذا التعليق الجميل ..اهتمام أعتز به .. أختي المبدعة النمتألقة براءة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

إن الفقر هو من أشد أنواع البلاء التي تعتري حياة الإنسان
وبماإن الله هو الخالق للإنسان وهو أعلم بتكوينه وطباعه
لذا فقد شرع الزكاة لمثل هذا.. لإطفاء نار الحقد والبغض
بين الفقراء والأغنياء, ولتقريب الهوة بين الطبقات ولتؤلف بين القلوب.
ولقد مر على موقف مماثل تقريبا ـ حيث شاهدت شخصا يسب صاحب
سيارة فارهة, ويتهمه إنه لا بد مهرب أو لص أو تاجر مخدرات ـ ولم تمض
السيارة إلى نهاية الطريق إلا وسمعنا دوي خبطتها في حادث أخفى ملامحها.
سلم القلم الذي يستطيع التوغل داخل النفس البشرية, ويعبر عنها.
تحياتي لك ولإبداعك.