لم أفكر بالكتابة أو التعليق على اتفاقية إنشاء ( منظمة المرآة العربية ) غير إن شر البلية ما يضحك والبلية تأتي من ترف فكري يمارس التنظير في لحظة غياب ذهني والمضحك صياغة مواثيق تضاف لواقع تجاوزها ولكن هي في رقصة جلد ألذات حالة نبحث فيها عن تلويح إعجاب من الأخر حتى استعرضت مواد الاتفاقية وقارنتها بواقع المرآة العربية والميثاق العربي لحقوق الإنسان
( الرجل والمرآة متساويان في الكرامة الإنسانية والحقوق والواجبات في ظل التميز الإيجابي الذي أقرته الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية الأخرى والمواثيق النافذة لصالح المرآة ) والتشريعات الدولية لحفظ حقوق الإنسان وحمايته من الاستغلال والأسر0
تقول المادة الثامنة ( يتشكل المجلس الأعلى للمنظمة من جميع السيدات العربيات الأول أو من ينوب عنهن، ويختص باعتماد السياسات العامة لعمل المنظمة ومتابعة ومراقبة تنفيذها)
الصياغة جميلة ومرتبطة بشكل عام بمشروع عربي ساذج يكرس التجزئة الاجتماعية في مجتمع يقول انه يسعى إلى التنمية ألعامه وفق مشروع مقدس يعيش فيه الإنسان كريما وفق أعراف مواثيق أمميه 0
وهنا تطل منظمة السيدات العربيات لتكون مراقب لدور رجال الجامعة العربية التي تحتاج إلى صياغة تتوافق مع مستجدات الواقع العربي المتشرذم والمنشغل بحواريات ثنائية تكرس الخوف من زوار الأبواب الخلفية0
ونجد المادة الخامسة تشير إلى ذلك ( تهدف المنظمة إلى المساهمة في تعزيز التعاون والتنسيق العربي المشترك في مجال تطوير وضع المرآة وتدعيم دورها في المجتمع ) والشـأن العربي العام مسئولية كل الأطراف ذكورا وإناث ( شيوخ / فتيان / أطفال ) وبالتالي لن تقدم المنظمة العربية للسيدات أي قرار موضوعي خالص الأنوثة يتعارض مع الشأن العام حتى لو كان من باب الترف وما أكثر ترفيات المجتمع المثقف في الوطن العربي وخصوصية المرآة0
المضحك المبكي تدخل جامعة الدول العربية في الشأن النسوي بذكورة عرجاء حيث تقول المادة السادسة عشر ( تلتزم المنظمة بالقواعد الخاصة بالتنسيق بين مؤسسات العمل العربي المشترك وبالتعاون في تنفيذ برامجها وأنشطتها مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الجامعة ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ) تشكل هذه المادة خلطة غير صحية مضره بالشأن العام ولا تجد فيها السيدات المهتمات بالمنظمة ما يشبع لحظة الفراغ الإنساني المتهمة به السيدة العربية وهي تكافح لثبات قوائم بيتها في زمن لم يعد للإنسان حقوق خلاصا من قول ( ضل رجل خير من ضل جدار )0
وبعد ( منظمة المرآة العربية) بصياغة هذه الاتفاقية إلى ماذا تجرنا كمجتمع إنساني وقد تشكلت الاتفاقية من اثنين وعشرين مادة (22) توزعت على ثمانية أبواب أكبرها حجما الباب الخامس الذي يشمل الوسائل والتدابير والتي من أهمها ( متابعة مختلف التطورات بالمحافل الدولية في مجال اختصاصها ) وهذا يذكرنا بطيبة السمعة جامعة الدول العربية ومجالسها التي حتى اليوم لم تصغ قانون لدولها يواكب التطورات الدولية ويساهم في بناء الثقة بين أبناء الأقطار العربية ( ذكور / إناث) فهل منظمة السيدات العربيات سوف تأتي بالعجب العجاب ( تحقيق التضامن العربي باعتبارها ركنا أساس ) 0
أمر أخر من خلال أهداف وفكر هذه المنظمة نحن بحاجة الى منظمة أخرى تعني بشأن الأوانس العربيات ( جمع انسه وهي المرآة العذراء التي لم تتزوج ) خاصة إن المجلس الأعلى للمنضمة يضم السيدات ( السيدة المرآة المتزوجة وهنا تأتي في باب السيادة ) العربيات الأول تحديدا 0
إشكالية هذه المنظمة أنها شرفية أكثر منها صاحبة قيم واقعية وفي المجتمعات العربية مؤسسات خاصة بالمرآة تقوم واجبها الاجتماعي حسب خصوصية كل مجتمع وتلتقي مندوبات هذه المؤسسات في المحافل الخاصة والعامة لمناقشة الهموم واستراتيجية العمل بجديه وفاعلية تجاوزت التنظير الثقافي إلى مستوى الفعل الاجتماعي المنجز0
كما إن من إشكالية المنظمة إنها لم تؤنث خطابها وهي تصيغ مواد الاتفاقية حيث نجد الفقرة الأولى من المادة احد عشر تقول ( تتكون الإدارة العامة من المدير العام للمنظمة يعاونه عدد من الموظفين الفنيين والإداريين ) ولم تقل هذه الفقرة وهو المستوجب عرفا ( تتكون الإدارة العامة من المديرة العامة للمنظمة يعاونها عدد من الموظفات الفنيات والإداريات ) لخصوصية المنضمة وحرصها على الشأن النسوي0
وبعـد وحسـب منطوق المادة العشرين من اتفاقية إنشاء منظمة المرآة العربية ( يجوز تعديل اتفاقية إنشاء المنظمة بناء على طلب موقع من خمس دول أعضاء على الأقل، وبعد التوصية من المجلس التنفيذي واعتماده من المجلس الأعلى بأغلبية ثلثي الأعضاء في كل منهما ولا يبت في التعديل إلا في دور الانعقاد التالي للمجلس التنفيذي ولا يكون التعديل إلا بعد التصديق عليه من ثلثي الأعضاء على الأقل وفقا للإجراء الدستوري لكل دولة ) مع إني أضيف هذه المادة إلى المستحيلات الثلاث ( الخل الوفي / الغول / العنقاء) وتداخل احد المثقفين وهو بتابع تنامي هذا المقال فقال إن هذه المادة تضاف إلى عجائب الدنيا السبع ونحن في زمن اجتياز الحواجز ولكن صاغتها الإدارة ألقانونيه في الجامعة العربية لتجلد بها السيدات العربيات خاصة إن الدول العربية تجلد في كل مناسبة جامعة الدول العربية حتى تحقق كل دولة أهدافها في الإطار العالمي لتحقيق تنميتها الخاصة ( بسرية تامة ) التي لم يتفق العرب عليها منذ تكونت هذه الجامعة0
خلاصة الكلام نحن بحاجة إلى مجلس شئون المرآة ( لجنه خاصة بقضايا المرآة ) ضمن المجالس المتعددة في إطار جامعة الدول العربية لرفد مطالب النسوة ( ضمن إطار الأسرة والمجتمع ) يشرع الأبواب المغلقة وهو فاعل إذا كان الهدف تنموي حقيقي ومن هنا علينا إلغاء هذه المنظمة الخداج ( المنظمة دائما تتكون مستقلة ) وتحفظ وثائقها في الإدارة ألقانونيه بالجامعة العربية وتسلم لمسئولة المجلس التي تحرص على تمثيله من خلالها أو عبر مندوبات عنها في المجالس الأخرى المنبثقة عن جامعة الدول العربية والاجتماعات الوزارية الخاصة حتى تطلع وتذكر المجتمعين بخصوصية المطلب النسوي بما يناسب فطرتها وكسب المعارف والمهارات المختلفة البناءة بما يثري حياتها العملية والفكرية بمسايرة روح العصر الذي اختلطت ألوانه في المشهد العربي الذي غفل عن دور الأسرة ( الأسرة هي الوحدة الطبيعية للمجتمع وعلى الدولة اتخاذ التدابير الضمانية لحمايتها ) والأسرة تتكون من الجنسين ( ذكور وإناث / شيوخ وشباب وأطفال/ أصحاء ومرضى / سويين ومعاقين ) وفق قوانين سماوية عادله يحمل الإنسان أمانتها ونحن نحرص على الالتزام بالتربية القويمة التي تستشعر خلق المواطن الصالح القادر على التفكير والابتكار والإرادة 0 &
ـــــــــــــ
* أديب قاص وشاعر