(الشباب الكردي المعرفي ومعادلة التغيير)
ريبر عادل أحمد
الشباب ديناميكياً عنصر فعال ومتين بيولوجياً وفكرياً حيث تذكر الميثولوجيا بطولة الشباب منذ ما قبل التاريخ في ميادين القتال ،وعرفت المرأة الشابة كعنصر فاعل في الوقوف بجانب الرجل المقاتل قديماً ومنذ فجر التاريخ ،فالشباب على مر العصور هم المعادل الحقيقي للتغيير في حياة الشعوب، فأعظم قادة التاريخ القديم كاسكندر اليوناني الذي صنع غد شعبه وهرقل الروماني مثال القوة والهيمنة الأمبراطورية، كانوا أبرز مثال عن القوة الشابة، وقد آمنت أوروبا بأهمية الفرد الشاب في صنع التاريخ نذكر نابليون بونابرت وبسمارك ،حيث كان العنصر الشاب في المقدمة دوماً، أحد أهم مفاتيح الهيمنة وتوسيع الامبراطويات وإطالة أمدها وبوابة حصينة في وجه الأطماع ورمز استرداد الحقوق والحرية المغتصبة
إن الشباب الكردي من عهد رستم زال ومروراً بدرويش عبدي المثال الشاب العاشق الذي يأبى الضيم ومروراً بالتاريخ المعاصر الذي توج مناضلين كردستانيين كانوا رمزاً للصمود والتحدي واسترداد الحق المغتصب ، نذكر الشابة المناضلة ليلى قاسم ومقاومة شباب الحرية معتقلي السجون ،سجون القمع وتكميم الأفواه نذكر كاوا العصر مظلوم دوغان، حيث ظل شبابنا الكردي مثال العناد والتصميم والكفاح في دك حصون الظلم والاستبداد فكان دوراً باسلاً رائداً على كافة الأصعدة، فهو حامل السيف كدرويش عبدي وحامل السلاح والقضية كمصطفى البارزاني وحامل القلم كاسماعيل بيشكجي وجلادت بدرخان وصاحب أسطورة الصوت الجبلي الفتي المتمثل بشخص شفان برور
إن النواقص التي تواجه الشباب الكردي الحالي اليوم وتظل عائقاً أمام طموحاته هو اغترابه عن الحقيقة القومية بجوهرها المعرفي من خلال ضعف تأهيل الشباب الكردي الثقافي الفكري وإبعاده عن المفاهيم الوطنية الطبيعية واستبدالها بالعقلية الإيديولوجية الفئوية التي تخدم الأشخاص القائمين عليها الأمر الذي قزم الطاقة الشابة وأفقدها حيويتها وتأثيرها،وإن أهم الاحتياجات التي يمكن أن تقدم للشباب الكردي التواق للعمل والنصر هو رفع الحواجز الايديولوجية الشكلية بين كافة القوى التي تعمل لأجل المصلحة الكردية بمختلف سبل نضالاتها وترسيخ ثقافة الأختلاف وقبول الآخر ونبذ الإقصاء والقمع كي يكون شبابنا الكردي على مستوى متطلبات المرحلة الراهنة
فدور الشباب الكردي السوري في الثورة السورية لا يقل أهمية وعملاً عن باقي شرائح المجتمع السوري الذي يتعايش معها، فالشباب الكردي مكون مفصلي وحساس وهام بالنسبة لمعادلة الثورة السورية لأنها الأسبق والأجرأ على تفجير الثورة السورية في بداية انتفاضة قامشلو في آذار 2004م ،التي فجرها الشباب الكردي الذي أعطى دليلاً على عنفوان الشاب الكردي وقدرته على صنع الحرية لغرب كردستان ،والدور الحالي يقع على عاتق الشباب لحماية المكتسبات التي تم تحقيقها طيلة قيام الثورة السورية والالتزام بالخط القومي المعرفي الأصيل ودرء المخاطر التي قد تهدد الشعب الكردي في عموم كردستان وجزئها الغربي بصورة خاصة، ونبذ عقلية الطعن والاتهام والتواكل والترويج للشائعات التي تقزم الحراك الشبابي وتحد من سويته ومسيرته نحو جادة الصواب وتعيق إرادة الشباب في صنع المستقبل الكردي ، فمهمة الشباب الحقيقية في المعادلة السورية جلية في صنع وطن فيدرالي اتحادي وبيان الحقيقة الوطنية المعرفية من خلال مبدأ التعايش والأخوة بين شعوب سوريا لأجل المحافظة على كل قطرة دم نزفت لأجل سوريا وحرية كردستان
دوميز- نيسان -2013م