في التعليم والتعلم
نردد مقولات نحفظها من باب التباهي بالقدرة على الحفظ و لإظهار القدرات على التذكر، وهذا يحدث دون تفكير في ما نكرره من أقوال و لأنها لمشاهير من المخترعين والمبدعين والمفكرين نقبل بها و نسعد بأننا حفظناها، وننسى أن من كتبوها هم ممن يمشون على الأرض، و أن من هذه المقولات ما هو موجه لمجموعة من الناس وليس للناس كافة، والمثال على ذلك مقولة العالم الكبير أينشتاين " المخيلة أهم من المعرفة " وهي موجهة لمن يمتلكون كماً كبيراً من المعرفة و مستمرون في السعي للمزيد دون أن يستخدموا مخيلتهم فيما لديهم منها "المعرفة".
و أكثر من ذلك فإن العالم كله يدرس الطلاب " هرم ماسلو " في الجامعات على أنه الطريق الوحيد للوصول إلى تحقيق الذات، وعلى أرض الواقع هناك أعداد لا تحصى ممن تمكنوا من تحقيق ذواتهم قبل أن يجتازوا قاعدة الهرم التي تضم الإحتياجات الأساسية لكل إنسان.
كم أتمنى أن نفكر كثيراً قبل أن ننشر مقولة أو حتى قبل أن نقبلها على أنها صحيحة، لا بأس في التفكير فهو ليس كما يصوره الإنسان المميز هنري فورد و بحسب مقولته المترجمة إلى اللغة العربية: " إن التفكير أصعب الأعمال، وهذا هو السبب في أن قليلين من يختارونه كعمل". - هنري فورد، فالتفكير عبارة عن عملية إجرائية قابلة للتعلم وهي تدرس في كمادة لطلبة التوجيهية في بريطاينا " التوجيهي البريطاني IG " و أما من سيحب التفكير و يسعد باستخدام عقله فهم كثر إن تم تعليم التفكير بطريقة صحيحة و مناسبة، وقد تكون المقولة صحيحة 100% في عصر السيد فورد لكنها لم تعد كذلك في عصرنا الحالي.
يتوجب علينا أن نرى الأمور كما هي و أن نقدمها بشكل مميز للأجيال القادمة، لنساهم في تطوير قدراتهم و أفكارهم وأن نسعى لإيصالهم ليس فقط للإبداع وإنما أيضاً للعبقرية والحكمة فأبناؤنا يمتلكون كل المؤهلات ليحققوا لأنفسهم و لأهلهم و بلدهم كل الخير والتميز.
باسم سعيد خورما