تقلبت الموازين
يمكن الغرقة تعلمني السّباحة
ويمكن الغلطة توقّيني الشّرورْ
ولو حبيبي جا يعلمني الرّجاحة
وصار يزعل للتفاهة والقشور
يا شراعي تقطعه شدّة رياحه
ويا رياحي تعصف بقوة وغرور
لو تعلمت السّباحة و المِلاحة
يمكن أغرق في شبر ماي وأدور
ولو تعلمت البلاغة والفصاحة
ما أخط الشّعر من دون الشّعور
ما لنا صرنا على درب النياحة
نهرب من الموت ونعيش بقبور
نطرب لصوت المغرّد في جراحه
ونطلب لعيش المهنا بالقصور
ونكره أخلاق التعاطف والسماحة
ولا حزن نرضى ولا فرح وحبور
ونزهد بدينٍ يموت بكل ساحة
ونغضب لدنيا ترخينا وتبور
صارت أعراض المصونة مستباحة
ومن تستر قالوا رجعي بالخدور
التطور صار في فن الوقاحة
والتعرّي والتبرج والسفور
والحضارة رخصت عرض السفاحة
والزواج تصعّب وزادت مهور
واللي يعقل قالوا ضيع لانفتاحه
واللي يمشي بالهدى قالوا قصور
واللي دربه للمساجد في صلاحه
قالوا إرهاب وتخلف بالجحور
واللي يزني اطلقوا عمدا سراحه
وقالوا حرية التعاطي والخمور
والمثقف صار من يشهر سلاحه
والجبان إللي يهدّي وما يثور
والتديّن صار معناه التناحة
والتعصب والتكلف والنفور
والمجاهد صار مطعون بكفاحه
وصار إرهابي وممنوع المرور
والرياسة بلا عقول ولا رجاحة
بس للي يعرف بفن القصور
بس كلب يرفع بشعبه نباحه
وعالأعادي هز ذيله في سرور
الغبي صار المؤمل في نجاحه
والجبان يدور في ساح الجسور
والتواضع صار مكسور بجناحه
والتكبر صار درب ٍ للصدور
دنيتن فينا تقلب والصراحة
إننا فيها نعيش بلا حضور
قلبنا صار المشرد في مراحه
وعقلنا طايش يهيم بلا خمور
قلب الميزان في عصري رماحه
وصار عصرٍ للغرايب والفجور
الله فينا يلطف ويحفظ صحاحه
وينصر الإسلام في عز وظهور