بعد أن ارتحل عن قرية مسلية المعلم الفاضل والمربي القدير الأستاذ خضر يعود زائرا إذ مكث معلما في مدرسة مسلية الابتدائية ما يقارب الخمسة والعشرين عاما
تمر السنين ويطوى الزمـان وتبقى مدى العمر تلك الذكـر يضمخ بالعطر ذاك العطـاء وينهل في البذل مثل المطـر وتنداح في خاطري الذكريات لأحمل منها جميـل الصـور وتمحى من العقل أحداث شتى ويبقى هنا في الحنايا خضـر سنذكر أستاذنـا كـل حيـن وما شاد بالعلم حين الصغـر وماكان يهدي لنا من نضـار وما كان يمنحنـا مـن درر وكم قد شممنا زكي الـورود وفاحـت فوائـده كالـزهـر أحال يباب العقول اخضرارا وأنبت فيها نضيـر الشجـر غرست أأستاذ بـذر العلـوم فأينع لمـا حصـدت الثمـر تريض الجسوم بحزم قـوي وعزم شديـد يفـل الصخـر تحلق بالنشء نحـو المعالـي وتسمو به عن مهاوي الحفـر وكم مهرجان أقمت عروضـا به حيث كـان فريـدا بهـر وحفـل تنظـمـه باقـتـدار فيسحر من حسنه من حضـر ولولاك ما كنت أهوى الفصيح وأنظم في الشعر أغلى الدرر