مــــــــــائـــــــــدة الــــــــــكـــــــــلام !!!
شعر : جبر البعداني
مدخل /
وقعتَ فمن سيحمل عنك جبرَكْ ؟!
ومــن سـيـمرّ مـنـكَ إلـيك عـبرَكْ؟!
صـبرتَ عـلى جـنون الحرف حتّى
هـرمـتَ ولا تــزال تـلوم صـبرَك !
غــداً سـأراكَ كـيف تـموت شـعراً
ولا أحــدٌ ســواكَ يــزور قـبـرَكْ !
القصيدة
مـــنّــي إلــــيّ رحــلــتُ بــحـثـاً عــنّــي
فـمـتـى ســأرجـع بـــي لأخـــرج مــنّـي ؟!
أدركــــتُ كُــنــه الــطـيـن حــتّــى كُـنـتـهُ
أو كــانــنــي ؛فــكــأنّـهُ ...وكـــأنّــي...
فـكـشـفتُ عـــن وجـهـي لـيـستر وجـهـهُ
وكــتــبــتُ عـــنـــهُ مــصــرّحـاً لــيُـكـنّـي
من أنت ؟! أسألني ؛ فتشرق في دمي
شــمـس الـيـقـين لــكـي أصــدّق ظـنّـي
شـــــكٌّ يــقـيـنـيٌّ أنـــــا ؛ قــلــبـي رؤىً
خــضــراء والــوجــع الـمـعـتّـق فــنّــي !
أنـسـنـتُ حــتّـى الـشـعـر حـيـن مـنـحتهُ
روحـــــي وعـــــدتُ مـصـاحـبـاً لــلـجـنِّ
ووهــبـتُـنـي لاشـــــيء يـــــوم وهــبــتـهُ
كُــــلّـــي لــيــرهـقـنـي بــكــثــر الـــمـــنِّ
وحـــدي بـكـيـتُ دمـــاً ذرفــتُ مـحـاجراً
فـمـتى سـتـدركُ حـيـن أنــزفُ أنّـي ...؟!
مـارسـتُ كــلّ طـقـوس أحـزانـي مـعـي
واخــــتـــرتُ إلّا أن أكـــــــون فــكُــنّــي
ألّـــفــتُ بـــيــن الـــمــاء والــنــار الــتــي
آنــســتُـهـا شـــعـــراً بــــــذات تــمــنّـي
وحــمـلـتُـنـي لــحــنــاً عـــلــى شــبّــابـةٍ
لـــلــريــح تـــعــزفــهُ ونــــــاي مُــغــنّــي
وتـــركــتُ مـــائــدة الـــكــلام مُــصـدّقـاً
بـالـصـمـت فـالـبـوح الـشـفـيف تـجـنّـي
كــــي يــعـرف الـفـنـجان حــيـن قــرأتـهُ
إنَّــــــي اقْــتــرفــتُ خــيــانــةً لــلــبــنِّ !
فــاقـرأ بـسـفـر الأرض لـحـظـة خُـنـتُـها
قــبـل الــوجـود وســوف تـعـرف سِـنّـي
مــازلـتُ حــتـّى الآن أكــتـم عــن فـمـي
ســـــرّي ؛ فـــبــوح الـعـارفـيـن تــدنّــي
والآن تـــصـــعــد بي إلى مــلــكــوتـهـا
ذاتــــي فــتـغـرق فــــي يــقـيـن لــدُنّــي
وأمـوت كـــي يـحـيّـا الــتـراب مـنزّهاً
مـــن ذنــبـه الـبـشـريّ لـيـس لأنّــي ...