أُمِّي سُميَّة
يا أمَّ عمَّارٍ إليك رسالتي
عبرَ الزَّمانِ تخُطُّها آمالُ
يا أمَّ عمّارٍ يجولُ بخاطري
في كلِّ ضيقٍ حيرةٌ وسؤالُ
يا أمَّ عمّارٍ بأيِّ عقيدةٍ
صَبَرتْ على تقطيعها الأوصالُ ؟
وبأيِّ إيمانٍ وصدقِ عزيمةٍ
يبقى الشّموخُ وعِفَّةٌ وجلالُ ؟
هذا أبو جهلٍ يصيحُ بكفرِهِ
أينَ الرجالُ وأينهم أبطالُ ؟
فيخورُ في وجهِ الصمودِ وينثني
سيفُ الطُّغاةِ وتخرسُ الأقوالُ
(وصهيبُ) و(الخبابُ) يطفيءُ شحمُهُ
حَرَّ الجمارِ وياسرٌ وبلالُ
فتحملوا للهِ ما عجزت له
كتلُ الحديدِ وصخرةٌٌ وجبالُ
أُمّي ( سُميَّةُ ) كيف يُثني عزمَنَا
قفلُ الحديد وسِكّةٌ وحبالُ ؟
مالي أرى هِمَمَ الرِّجال ضعيفةً
عجزت تخورُ تهدُّها الأثقالُ ؟
مالي أراهم عند أهونِ محنةٍ
حادوا عن الصَّبرِ الجميلِ ومالوا ؟
ما بالها همَّا تضيقُ وحشرجت
منّا الصُّدورُ وناءتِ الأحمالُ ؟
هل حرُّ صحراءِ الجزيرةِ منعشٌ
والحرُّ في هذي البلاد وبالُ ؟
هل كانت الأغلالُ قبلُ رقيقةً
واليوم ليست مثلَها الأغلالُ ؟
هل كان طعمُ الموتِ عندك سائغٌ
حتى يطيبَ القتلُ والأهوالُ ؟
يا أمَّ عمارٍ بكلِّ سهولةٍ
يحني جباهَ رجالنا أطفالُ
ولما يريدُ عدوُّنا سرنا له
ويُذلُنا في عصرنا الأنذالُ
فندبُّ في الَّليلِ البهيم وننعمي
وتحطُّ فوق رؤوسنا الأوحالُ
ونطيشُ لا ندري ويفسدُ دينُنَا
وتُميلنا عن هدينا الآمالُ
والأهلُ فتنتهم تحطِّمُ عزمَنا
ويّهُدنا الأولادُ والأموالُ
ما بالنا أقوالنا مجبولةٌٌ
بالعزّ لكن ذلَّتِ الأفعالُ ؟
أَوليسَ جناتُ الخلودِ مقامُ من
صبروا على ضيق البلاء فنالوا ؟
والنقصُ نيل الفانيات من الدُّنا ؟
والموتُ في ذاتِ الإله كمالُ ؟
يا أمَّ عمارٍ إليكِ رسالتي
قد حفَّها الإكبارُ والإجلالُ
عذراً أَلَستِ الأمُّ أنتِ وإنَّنا
أبناؤك الباقون والأجيالُ ؟
وأزيد معذرةً فأيُّ أنوثةٍ
صَبَرتْ ونحنُ العاجزون رجالُ ؟
يا أمَّ عمَّارٍ فكيفَ خلاصُنا ؟
فالخطبُ جلَّ وقد دنت آجالُ ؟
هذا سؤالي قد سقاني حيرةً
أبكي وتبكي حوليَ الأطلالُ