طلبت مني أديبة ذات مرة أن أصف لها شعوري الذي شعرت به عندما واجهت الكعبة الشريفة أول مرة شعراً ، فكانت الأبيات التالية (معدلة عن الأصل قليلاً)
الهيبة الجلالية
د.ضياء الدين الجماس
كأنِّي أمامَ العَتيقِ حميل .... أحط بحملي فإني نزيل
أدندن شعري بلحن جميل ... لشعر الجلال بِسِـرِّي هديل
وما أنْ وقَـفْتُ ببيتك عبداً ... رأيتُ الجمال إليكَ يؤولُ
شعور المَهابَة دَوْمَاً بِقَلـبي.. لِكَعْبَةِ رَبِّـي بِرُوحي يصُـــــــولُ
هو الكون فيها تـَجَـلَّى عَظيماً.. وطَوْفُ الحجيجِ مَهيبٌ جليل
فيا رَبِّ دَعْـها مناراً بقلبي... وقِـبْــلةُ وَجْهي إليـها تؤولُ
لَعَلـِّي ألاقيكَ يوماً بشوشاً ... وأنتَ رضيٌّ بِيَـوْمٍ يَطُـولُ
ودَعْهَا مناري دليل طريقي ... ومصباح قلبي هداه جميل
إلـهي تَقَبَّلْ دُعائِي نَـقِيَّاً ... وبددْ حـجاباً لعَيْنِي يَـحُـولُ
ويَـسِّرْ طَريقي لِـحـَجٍّ كَريـمٍ .. فَمِنْكَ اليَسَارُ ومِنْكَ القَبـولُ
تَـقَبَّلْ طَوافِي وبارِكْ وُقوفِي ... وأما الهَدَايا فَنَـحْرٌ أصيل
لَعَلِّي أراكَ بِـيَوْمٍ رَهيبٍ ... تُكَفِّرُ ذنْبـي وإثـمي يزولُ
وكلُّ العُصَـاةِ تُكَبُّ لِشْركٍ ... ويَـنْجُو مِنَ النَّارِ عَبْدٌ خَجولُ
وقَدْ طافَ يوماً بِبَيْتٍ عَتيقٍ .. وصَدَّقَ شَرْعاً رَعَتْـهُ الأصولُ
وأنت إلـهي رجائي وحيداً.... فنِعْمَ الكفيل ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين
ثم كانت مناسبة لتنافس الشعراء في وصف هذا الشعور بالهيبة الجلالية بأن يأتي الشاعر بأربعة أبيات على الوزن ذاته بروي مختلف (البحر المتقارب)
فإن أحببتم المشاركة شعراءنا الأكارم فحياكم الله وأجزل لكم العطاء ، وليس من شعور شاعري أجل وأعظم وأكرم من مثل هذا الشعور ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .