أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صفحات من تاريخ العراق.. ضياء يونس الحمداني..

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي صفحات من تاريخ العراق.. ضياء يونس الحمداني..


    صفحات من تاريخ العراق الحديث

    ضياء يونس صالح الحمداني


    بقلم الدكتور
    هاني عبدالغني الرشيد الحمداني
    جامعة الموصل / كلية الآثار


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يحفل تاريخ مدينة الموصل بشخصيات مهمة لعبت دوراً كبيراً في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في المدينة ، فكانوا أمثلة وقدوة صالحة يحتذى بهم في حسن الخلق وطيب المعشر ، ومن هذه الشخصيات المرحوم السيد ضياء يونس الذي لعب دوراً مهماً في تاريخ العراق الحديث عموماً وتاريخ الموصل الحدباء خصوصاً ، فقد خلدت سيرته أنموذجاً للإنسان السوي والعالم الرباني والسياسي الصادق المحنك .

    ولد ضياء يونس صالح في مدينة الموصل سنة 1895م من أسرة عريقة النسب تنتمي إلى عشيرة آلبو دولة إحدى عشائر بني حمدان .
    نشأ يتيماً ، فقد توفي أبوه يونس صالح الأفندي وعمر ابنه آنذاك ست سنوات ، فاحتضنته أمه وربته تربية صالحة ، وكان له شقيقان وشقيقة ماتوا جميعاً وهم صغار ، وكانت أمه من عائلة كريمة ذات الأصل والفضل في الموصل الحدباء ، أكثرهم علماء وقضاة وصالحون .
    وقد تولى تربيته جده لأمه السيد محمد سعيد المتولي ، فلما مات تولى رعايته السيد عبدالحميد المتولي وكان هذا شاعراً .
    تلقى المرحوم ضياء يونس علمه على يد ابرز شيوخ الموصل ، فقد درس العلوم الدينية واللغوية وكان قد حفظ القران الكريم حتى لقب وهو بعد صبي بـ ( الحافظ ) ، ودرس العلم عند الشيخ عبدالله النعمة يحفظ متون الفقه ، وبرز في علوم الدين واللغة بروزاً متميزاً على أقرانه من الطلاب ، ومنح الإجازة العلمية من قبل شيخه عبدالله النعمة ولبس العمامة والجبة .

    تقلد ضياء يونس عدة مناصب ، حيث عمل مدرساً في المدرسة الثانوية الدينية بالموصل للفترة من 11 / 9 / 1920 إلى ان استقال منها في 31 / 7 / 1921 ليدخل مدرسة ( كلية الحقوق ) ببغداد في هذه السنة ، حيث انتسب إليها طالباً ومدرساً للشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي فيها ، وبعد دراسته أربع سنوات تخرج فيها في تموز 1925 وكان الأول على صفه ، وفي أثناء دراسته في كلية الحقوق عين كاتباً في ديوان مجلس الوزراء للفترة من 1 / 11 / 1921 حتى 15 / 7 / 1925 . وعند تخرجه من كلية الحقوق عين سكرتيرا لمجلس الأعيان ، وعندما رجع إلى الموصل زاول مهنة المحاماة .
    رشح نفسه للمجلس النيابي ، فانتخب نائباً عن الموصل لثلاث مرات ، إذ بقي في مجلس النواب للفترة من 19 / 5 / 1928 حتى 21 / 4 / 1936 ، مما يدل على ثقة أهل الموصل به وبإخلاصه وأمانته ، وكان يعتبر من ( المعارضين ) تجاه اللوائح التي لا تتفق مع الأهداف الوطنية والقومية أو المبادئ الإصلاحية التي يؤمن بها فتراه في أغلب جلسات المجلس النيابي يناقش بادراك وتفهم المواضيع التي تطرح على مجلس الأمة ، ويصحح الأخطاء الدستورية واللغوية التي ترد في اللوائح المقترحة بما يدركه القانوني الضليع والأديب المتبحر في شؤون الأدب واللغة ، إذ كان له اليد الطولى في آداب اللغة العربية . وعندما كان يتكلم في البرلمان كانوا يقولون : العقل يتكلم ..
    وفي عهد وزارة ياسين الهاشمي عين المرحوم ضياء يونس سكرتيراً لمجلس الوزراء للفترة من 30 / 4 / 1936 حتى 8 / 11 / 1936 حيث حدث الانقلاب العسكري الذي قام به بكر صدقي ، فسقطت وزارة الهاشمي ، فغادر ياسين الهاشمي العراق إلى الخارج ، وبقي ضياء في العراق ، ولكنه نقل إلى وظيفة مدون قانوني في وزارة العدل بتاريخ 9 / 11 / 1936 ، وباشر أعماله القانونية بكل إخلاص وكأن شيئاً لم يحدث .
    كما تولى عضوية الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية ( العهد ) 1919 المناهضة ضد الاحتلال الإنكليزي ، حيث شغل وظيفة الكاتب في هذه الجمعية وكان اسمه السري هو ( الناصر ) ، وقد كانت هذه الجمعية تتصل برؤساء العشائر في تلعفر وضواحيها ومنطقة الجزيرة وتشجعهم على العمل ضد الاحتلال .
    أما أخلاقه فقد اتسم بدماثة الخلق ، ورقة الطبع ، وحسن السلوك ، وكان الهدوء والرزانة التي يتحلى بها اكتسبته حرمة وإعجاب جميع عارفيه .
    ومن تواضعه انه كان يسلم على الصغار كما يسلم على الكبار ، ثم يتبسط للصغار ويداعبهم ويسأل عن حالهم .
    وكان بعده عن الحرام وزهده عن حطام الدنيا الفانية متجلياً في رفضه لقضية عرضت عليه من قبل شخصية ذات ثراء عريض وجاه بالموصل حول استملاك مساحة شاسعة من الأرض الموقوفة حيث عرض عليه مبلغ ( 500 ) ليرة ذهبية عثمانية وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت قد لا يحلم للحصول على جزء منه في خلال عدة سنوات ، وكان نجاح كسب القضية مضموناً ، ولكنه قال قولته المشهورة كما يروي ذلك اللواء الركن محمود شيت خطاب : استملاك الممتلكات الموقوفة نار .. نار .. نار ..
    بالحق ـ وبالحق فقط ـ التزم في عمله بالمحاماة ، حتى جعل القضاة والحكام يثقون به ثقة مطلقة ، فيكون في المرافعة محامياً وقاضياً وحاكماً .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وحانت ساعة الصفر ، ليلاقي ضياء قدره المرسوم له ، ففي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء المصادف 20 كانون الثاني 1937 ، وبينما كان يسير في حي البتاوين في بغداد ، قرب مسكنه ، فإذا بالرصاص ينطلق عليه من سيارة تقل ثلاثة أشخاص ، ترديه قتيلاً ، فيسقط على الأرض مضرجاً بدمائه ، وقد شيع بحراسة مشددة من رجال الأمن والشرطة ، ولم يسمح لأهله بفتح الصندوق الخشبي الذي ضم جسده الطاهر ، لإلقاء نظرة أخيرة عليه ، ولم يحضر تشييعه غير نفر قليل من معارفه الكثيرين في الموصل الحدباء ، وفي عام 1970 طُلب من أصحاب المقابر الواقعة داخل البلدة ، نقل بقايا المدفونين إلى مقابر خارج الموصل ، فبدأ الناس ينبشون قبور موتاهم ، وأقبلت عائلة المرحوم إلى مقبرتها ، ونبشت قبور العائلة ، فصعق الذي ينبش القبور ، لأنه وجد جثة ضياء يونس سالمة من العطب والبلى ، كأنها فارقت الحياة قبل لحظات ، كانت وجنتاه متوردتين ، وكان شيء من دمه على خده الأيمن متيبساً ، وكان شعر رأسه طبيعياً ، وكانت أعضاؤه سالمة ، وكأنه نائم على فراش وثير ، أما كفنه وصندوق الجثمان فقد تفسخا لتقادم عهدهما ، وبقي الجثمان وحده سليماً ، وأقبل الناس جميعاً من مختلف الأديان والأجناس لرؤية الجثمان الطاهر ، ولم يتخلف إلا من كان مريضاً أو على سفر أو كان في شغل شاغل لا يستطيع التخلي عنه .
    لقد حرم أهله من إلقاء النظرة الأخيرة لجثمانه ، فيسر الله تعالى لأهله أن يودعوه الوداع الأخير وهو على هيئته قبل أربع وثلاثين عاماً .
    وحرم الآلف من تشييعه إلى مثواه الأخير ، فشيعته آلاف الألوف بعد حين إلى مثواه الأخير ..



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة حزينة منذ بدايتها بموت والد المحامي ضياء وأشقائه
    لكن مَنْ كان مع الله فالله معه
    حينما وصلت إلى هذه الجزئية
    ولم يسمح لأهله بفتح الصندوق الخشبي الذي ضم جسده الطاهر ، لإلقاء نظرة أخيرة عليه
    حزنت كثيييييييييييييييييييييرا على أهله الذين حُرموا من رؤيته
    وتذكّرت الشهيد -بإذن الله- حسن البنا حينما عاش أهله معاناة شبيهة بهذه عند تشييعه
    ورغم حزني على نبش القبور لنقلها إلى مكان آخر كما تقول هنا:
    وفي عام 1970 طُلب من أصحاب المقابر الواقعة داخل البلدة ، نقل بقايا المدفونين إلى مقابر خارج الموصل
    إلا أنني بكيت فرحا لأن أهله استطاعوا رؤيته ولو بعد حين
    فسبحان مقدّر الأقدار
    ....
    أخي الكريم بهجت
    استمتعت كثيرا بقراءة سيرة هذا الرجل الصالح
    فجزاك الله خيرا على جميل منقولك عنه
    واسمح لي بهذا التساؤل:
    هل الموصل الحدباء هي المدينة التي نعرفها باسم الموصل
    أم أنها مدينة أُخرى
    فأنا لأول مرة أسمع اسم المدينة مقرونا بهذا الوصف
    ....
    سلمت يمينك أيها الفاضل
    ولك شكري وتقديري نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أختي العزيزة أحلام
    وعليكم السلام رحمة الله وبركاته

    وأشكر لك مرورك المشرق وتفاعلك الكريم

    وألتقي بضياء يونس رحمه الله في الجد الرابع ..
    وقد جمعت مصادر كَتبتْ عنه لكتابة سيرة حياته ، لكن لا أدري اين ذهبت بين زخم أوراقي وكتبي !
    وأحسن من كتب عنه احمد فوزي عبد الجبار في كتابه ( أشهر الاغتيالات السياسية في العراق )

    أما الموصل والموصل الحدباء ، فهما اسمان لنفس المدينة ، حيث سُميت الموصل بالحدباء لاشتهارها بمنارتها الحدباء الموجودة في جامع النوري الكبير ، الذي بناه الشهيد نور الدين محمود زنكي رحمه الله ..



    تقديري وتحاياي








المواضيع المتشابهه

  1. صفحات مجهولة من تاريخ مصر
    بواسطة عمر الحجار في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 16-08-2018, 01:54 AM
  2. صفحات من تاريخ الثورة السورية 2011 \ 2012/2013
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 6307
    آخر مشاركة: 14-10-2014, 10:51 PM
  3. صفحات سوداء مخزية من تاريخ نوري ( المالكي ) مع الحزب الشيوعي ( العراقي ) ... شهادة
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-04-2009, 03:26 PM
  4. فلسطين تاريخ الحاضر .. والعراق تاريخ المستقبل .. (1)
    بواسطة أبوبكر سليمان الزوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 18-07-2007, 08:32 PM
  5. إذا شُفيَ العِرَاقُ مِنْ الشِقَاقِ = فَقد سَلِمَ العِرَاقُ مع العِرَاقِي
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-11-2006, 09:44 AM