يَا أيُّهَا المَزْهُوُّ قَدْ مُلِئَ الثَّرَى
مَنْ ذَا يُغَشِّيْ مُقْلَتَيكَ فَلا تَرَى؟
وَقْعُ الخُطَى فَوْقَ الدِّمَاءِ كَرَقْصَةٍ
لِمُخَاتِلٍ يَزْهُو بمَا قَدْ أهْدَرَا
لَمْ يَنْكَفِئْ قَابيلُ فَوْقَ غوَايَةٍ
إلا وَأدْمَى الكَوْنَ حِينَ تَجَبَّرَا
لَمْ تَدْرُسِ التَّارِيخَ قَدْرَ هَنِيهَةٍ
حَتَّى لِتُسْلِمَ أوْ لِكَيْ تَتَنَصَّرَا
لا فَرْقَ عِنْدَكَ فِيْ الغوَايَةِ بَيْنَ
دِيْنٍ لا يُبَاعُ، وآخَرٍ لا يُشْتَرَى!
مَا أنْتَ إلا مِعْوَلٌ بيَدِ الرَّدَى
لا حُبَّ تُبْقِيْ لا مَنَازِلَ لا وَرَى!
نَبْضُ الأسَى يَهْجُو فُؤَادَكَ سَاخِطًا
هَلْ رُمْتَ إلا أنْ تُحِلَّ المُنْكِرَا ؟!
فُتِحَ المَزَادُ عَلَى البَهِيَّةِ، يَا لَهَا
كُلٌّ بهَا ألْقَى عَصَاهُ لِيَظْفِرَا
يَتَنَاحَرُونَ فَكُلَّمَا مَدَّتْ يَدٌ
سِكِّينَهَا مَدَّ الأخِيرُ الخِنْجَرَا
يَا أيُّهَا الفِرْعَونُ كَمْ صَرْحَاً بَنَيْتَ
لِتَعْلُوَ الأقْزَامُ وَلْتَتَجَسَّرَا ؟
هَامَانُكَ المَزْعُومُ مَحْضَ غَشَاوَةٍ
فَوْقَ امْتِعَاضِكَ فامْحُهُ كَيْ تُبْصِرَا
المُدَّعُونَ أمَامَ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ
وَلَسْعَةُ الثُّعْبَانِ، كَيْ نَتَخَيَّرَا
إنَّا عَلَى هَذَا التَّوَجُّسِ لَمْ نَزَلْ
نَجْثُوا عَلَى لَهَفَيْنِ حَتَّى تَعْبُرَا
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الحِمَامَ كَنُزْهَةٍ
لِلرُّوحِ كَيْ تَتَبَسَّمِينَ وَنُنْصَرَا
يَا أُمَّ أُمِّ الأُمَّهَاتِ وَطِفْلَتِيْ
مَا الحُبُّ إلا أنْ يَكُونَ كَمَا أرَى
فَأنَا انْتَقَيْتُكِ لِلْقَصَائِدِ سِدْرَةً
أيْكُ الضُّلُوعِ يَضُمُّهَا كَيْ تُثْمِرَا
مَنْ ذَا يَطَالُكِ يَابَهِيَّةَ أحْرُفِيْ
وَقَدِ اتَّخَذْتُكِ لِلْقَصِيدَةِ مِنْبَرَا
أحمد البرعي