لُغَتيْ حروفٌ مِن دميْ جرَّدْتُها وبَرَيْتُها
وقصائديْ واحاتُ عشقٍ فيْ خيالاتِ الدفاتِرْ
واحاتُ عشقٍ عزْلَتيْ أطْعمْتُها وسَقَيْتُها
هذيْ هِيَ الدنيا مَعِيْ .. فإلى متى أحْيا أكابِرْ
هذيْ هِيَ الدنيا مَعِيْ ..
الليلُ يَنْصبُ في سُهادِ العينِ خَيْمَتَهُ ويلْتَحِفُ الأَرَقْ
الحزنُ يرسِمُ لوحةً عَبَثيَّةَ الأوجاعِ في صمْتِ الغَسَقْ
الجُرحُ يغرِسُ نفسَهُ رُمْحاً بحُنْجُرَةِ المواويلِ القديمةْ
الوَجْدُ يزفِرُ جمرَهُ في وحشةِ الذكرى اليتيمةْ
السُّقْمُ يَبْنيْ عُشَّهُ في مُفْرداتِ النفسِ أو جذعِ الجَسَدْ
الحُلْمُ يصلُبُ نفسَهُ صَنَماً بذاكرةِ الأبدْ
اليأسُ يُطْفئُ شمعةً في الدربِ أذْكتْها الأمانيْ
والدربُ يُقْفِلُ فُتْحَةَ الآمالِ في هذا الزمانِ
الصبرُ يُهْزَمُ في معاركِيَ الأليمةِ مرَّةً مِن بعدِ مَرَّةْ
والدمعةُ الخجلاءُ لا هطلتْ ولا هجعتْ مُحَدِّقَةً كحسْرَةْ
الفَرْحُ يبكيْ ثُمَّ يضحكُ مِنْ كسادِ بضاعَتِهْ
والعُمْرُ شيءٌ لمْ يزلْ يسعى بِرَغْمِ مجاعَتِهْ
والشعرُ صمتُ الحَيِّ في وَطَنٍ تَجاهَلَ صَوْتَهُ
هذيْ هِيَ الدنيا لَدَى حَيٍّ يُعانيْ مَوْتَهُ