تحيَّةٌ عطرةٌ للجميع وفلٌّ وياسمين أنثره على أعزائنا الكرام في هذا الصباح الجميل , أحببتُ أن آتي إليكم بمفاجأةٍ أخرى من بعد أن طال رقود القلم , علَّ قصيدي ينال استحسانكم ومازلتُ أكرِّرُ دومًا أنِّي بنقدكم أرتقي وأشكرُ جميع من يُبدي ومن أبدى من ملاحظات نافعة بإذن الله تساهم في التطوير .
والشكرُ الآخر للأستاذ ناصر عيد على تصميمه الرائع الذي أعطى لأبياتي ألقًا , فشكرا جزيلا ..
والشكرُ الكبير للمُهدى إليه , د / سمير العمري على مايُقدِّم هو ومن معه للواحة الغرَّاء , شكرا على منافحته عن لغة الضاد وحفظه لأصالتها وحرصه على تعليم الجميع بالنقد البنَّاء فحُقَّ لنا أن نذكر إحسانه وفضائله , فمن لايشكر الناس لايشكر الله !


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



يا أيها العمريُّ إني مبحرة
بشراعِ حرفٍ صاغ شعركَ أبحرَه
ويعبُّ سمعي من سلافته التي
تُغري العذوبة بالدِّنانِ المُسْكِرة
وأتيه في دوح الوفاء وحسنه
ويهيمُ وجدي في الجِنانِ الموسرة
وتُطلُّ من شُرُفاتِ عيني قصةٌ
لمشاعر القلبِ الجريح المُسجرة
إنِّي لأُدهشُ من براعةِ شاعرٍ
حاك القصائدَ من لآلئ مبهرة
إني لأُدهشُ من قناديل النُّهى
في شعر من حضَنَ الضليلَ ووقره
يا صادق الإحساسِ حبرُكَ عسْجَدٌ
يملي على لوح الحياة تصوُّرَه
يا طائر الأشجان يا عبق الشذى
لجمال حرفك منظرٌ ما أسحره!
يا صائد الحِكَمِ الجليلةِ قل لنا
من أنتَ إلا أن تكون المفخرة
أرويتني ماءَ المحاسنِ جُلَّها
وأريتني كنزَ الحياة المثمرة
ألبستني تاج المهابة ِ عزَّةً
فخطى حروفي لم تعد متعثرة
نظرت إلى أبياتِها مزهوَّةً
وعلَتْ على عرشِ النجومِ المُزهرة
سبحان من خلق القلوب نقيّةً
تُزجي الضمير إلى الهوى أن يُسفره
فتعل نفسٌ من مزامير الجوى
ويضل قلبٌ في الليالي المقمرة
خَفْقُ الجَنانِ وإن ترفَّقَ لطمةٌ
شَدوُ الهيامِ وإن ترقرقَ زمجرة
لم آمن الدنيا فقمت أردها
من بعد أن جعلت طموحي أبخرة
إني البقايا من رمادٍ خامدٍ
حفرتْ له الأيامُ أوحش مقبرة
إني البقايا من شظايا موطن
عصفت به حربٌ ضروسٌ مُجْمرة
إني أنا من أمةٍ مكلومةٍ
كانت قديمًا في البطولةِ عنترة
كانت مآثرها تسابق خطوها
وتصافحُ الدنيا فتوحًا نيِّرة
حفظتْ بنصر الحق ذمّةَ مسلمٍ
كي يعصم الباغي الفساد ويزجره
فتحقق العدلُ الأكيدُ وأثمرت
نخل المعالي عزَّةً متحضرة
وافترَّ ثغرُ الشمس يبثثُ شوقه
ليُقبِّل الكون الجميل ويغمره
واليوم يصفعنا الحقير فنحتفي
باللطم من عجز ونصبح مسخرة
ويسومنا أهل الفساد مذلة
أوهت كرامتنا فلم تكُ مُنكرة
ما بالنا؟ ما عُسْرَةٌ حاقت بنا
إلاَّ وكنا أمَّةً متقهقرة
ذُلاًّ توارثنا وهمًّا قاتلاً
ومشاعر العرب الكرام مخدَّرة
عذرًا رسول الله لو أبصرتنا
لرأيتَ أنَّا أمَّةً مستهترة
هُنَّا لأحداثِ الزمانِ فأوهنت
روحًا من الآلام شبَّت مُنذِرة
هذي دماء المسلمين تفرقت
بين القبائل في البلاد محذِّرة
فإلام نحتمل السنين فواجعًا
جعلت من التاريخ أرضًا مقفرة
ملَّ الفؤادُ من العناءِ وملَّني
حرفي فقامت ثورةٌ مستنفرة
أقسمت بالله العظيم جلاِلهِ
أنْ أفديَ القلَم العتيدَ ومنبره
يا عازف الآمالِ دمعيَ واعدٌ
لم يترك الفسق الخبيث يُعفِّره
مالي أراه اليوم يجثو خائرًا
في الخدِّ يبغي هدنةً متكررة
يا ترجمان العصر فكرك راشدٌ
شكرتْ سجاياه القصورُ وأزهره
أحييتَ بالإحسان همَّة أمةٍ
تشكو الهوان وتستبيحُ الثرثرة
وحرثتَ بالإنسان أرضَ محبةٍ
تهفو لريَّاها الغيومُ الممطرة ؟
وغدوتَ بالأخلاقِ مضْرَب أمْثُلٍ
يتلمَّظون بذكر روحٍ خيِّرة
يا أيها العمريُّ حُلْمكَ أبيضٌ
والكونُ أحرى في العلا أن يذكره


ابنتك / براءة الجودي