"تنبؤات" خبراء الاستخبارات الاميركية: 4 سيناريوات بينها نهوض "خلافة اسلامية"


واشنطن - جويس كرم الحياة 2005/01/15

حذر التقرير الأخير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) من تحول العراق الى "أوسع بقعة ارهابية" في العالم سنة 2020 بفعل تصاعد متوقع للاسلام السياسي و"تناثر للمجموعات الارهابية " بعد زوال تنظيم "القاعدة". وأشار التقرير في المقابل الى "تحولات ديموقراطية" في بعض دول الشرق الأوسط وجنوب صحراء افريقيا, وأعطى دولتي الهند والصين الصدارة الاقتصادية على أوروبا من دون تشكيل خطر رئيسي على التفوق العسكري والسياسي للولايات المتحدة.

ورسم التقريرالذي يحمل عنوان "رسم خريطة المستقبل العالمي" الصادر عن المجلس الوطني للاستخبارات في منطقة لانغلي في ولاية فيرجينيا, أربعة سناريوات محتملة للنظام العالمي في 2020, يتمحور أولها حول قوة آسيا الاقتصادية والتي ستستبدل الولايات المتحدة وأوروبا "كمركز للعجلة النقدية", يليها سيناريو "توسع أميركي" يعطي الولايات المتحدة القبضة الحديد في بلورة النظام العالمي. فيما يحذر السيناريو الثالث من "استنهاض خلافة اسلامية" تشكل "تحدياً صارخاً للعادات والمبادئ الغربية", أما السيناريو الأخير فيشبه تنبؤات روايات جورج أورويل باشارته الى "عامل الخوف" وعمليات ارهابية من "طبقة جديدة ومتمرسة من الارهابيين" تستدعي ردوداً أقوى و"هيمنة أمنية".

واعتبر التقرير الواقع في 119 صفحة وشارك في اعداده 1000 خبير خلال 30 مؤتمراً في خمس قارات, ان تنظيم "القاعدة" في مرحلة الزوال, متوقعاً ان تحلّ محله "مجموعات لامركزية اسلامية, تستوحي العنف والارهاب الدولي, وتكون أكثر انتشاراً جغرافياً" خصوصاً في بقع "تتفرع من العراق والشرق الأوسط عموماً وتمتد الى دول اسلامية أخرى". وأشار التقرير الى ان العراق تحول "ملجأ للارهابيين" ومقراً "لتدريب اعضاء جدد وتطويع آخرين وتزويدهم وسائل تقنية ومهارات لغوية".

وحذر التقرير من استهداف المجموعات الارهابية للولايات المتحدة بأسلحة كيماوية تشمل مادة أنثراكس ومواد أخرى "تطبخها في غرف صغيرة وبأحجام لا تتعدى حجم محمصة الخبز" وتشكل التهديد الأكبر للبلاد. واتفق مع رؤية الرئيس جورج بوش وتوقعاته بشأن "انتشار الديموقراطية في دول شرق أوسطية محورية" تخضع اليوم "لأنظمة استبدادية", يقابلها تراجع في مسيرة الديموقراطية في دول جنوب شرق آسيا والاتحاد السوفياتي سابقاً.

وتحدث التقرير عن نمو اقتصادي بنسبة 80 في المئة مقارنة مع العام 2000 وارتفاع 50 في المئة في نسبة الدخل, لكن مع اتساع الفجوة الاقتصادية بين الطبقات, ووضع دولتي البرازيل واندونيسيا ضمن لائحة الدول المنتعشة اقتصادياً. وفي حين بشر التقرير بتضاؤل احتمال "الحروب الكبرى" في أقل نسبة منذ 100 عام, إلا أنه توقع نزاعات اقليمية بين الهند وباكستان من جهة وبين الصين وتايوان من جهة أخرى. واكد واضعو التقرير الذي سيصدر دورياً كل خمس سنوات أنه "ليس تنبؤات حرفية بل هو صورة عامة لأحوال الأمم والمشهد السياسي والاقتصادي", وأشاروا الى أن الغرض هو "تحذير القيادات العالمية والعمل على استبدال السيناريوات المظلمة بأخرى أكثر فاعلية".