أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة قرية تتكرر في كل زمان ومكان

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 180
    المواضيع : 9
    الردود : 180
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قصة قرية تتكرر في كل زمان ومكان

    قصة قرية تتكرر في كل زمان ومكان

    هذه قصة قرية ليس لها اسم و تتكرر في كل زمان ومكان .. يتمتع فيها مترفيها بكل شيء ... ولا يجد بؤسائها أو ضعافها الا الفتات مما تبقي من مائدة سادتها ..
    العدل فيها هو العدل بين السادة .. والمنافسة بينهم كانت من يملك أكثر .. يقسمون بينهم المناصب في القرية .. فهذا العمدة وذاك شيخ البلد .. وهذا مسئولا عن مسجد القرية وما يأتيه من نذور وصدقات ..
    بينما الغلابة ما عليهم الا العمل في صمت ودون شكوي ليأخذ السادة ناتج كدهم وعرقهم .. يقيمون به الولائم ويتزوجون النساء ..ويورثون أولادهم و أحفادهم الارض وما عليها وايضا ما بداخلها ..
    في هذه القرية يظهر شخص ليس مهما اسمه لأنه يتكرر في كل قرية من هذا النوع .. وفي كل زمان ومكان
    يحمل في قلبه الحب لأخيه الانسان .. وكره كل ما هو ظلم .. أحب الانسان الضعيف فأحبه هذا الضعيف ..
    انتصر للعدل فعاداه الظلم ..
    وتحمل في سبيل ذلك الكثير .. ولكنه لم يياس ولم يضعف .. فزاد اتباعه ومناصريه من الضعفاء ومن يعتبرهم السادة من الدهماء ..
    وفي ليلة لم يكن يتوقعها السادة وجدوا أن السيد الجديد في القرية أصبح هو ذلك الانسان الضعيف المؤمن بالعدل والكاره للظلم ..
    لم يجدوا أمامهم سبيلا الا الاعتراف يه زعيما وقائدا لأنهم لم يجدوا لصده سبيلا ..
    وجدوه قويا بمن كانوا عبيدهم .. وجدوه قويا لأيمانه بالعدل
    .. ووجدوا أنفسهم ضعفاء لتكالبهم علي ملذات الدنيا ومتاعها ..
    فاقترح عليهم كبيرهم لما يتمتع به من دهاء ,دائما موجود في هذه القرية التي توجد في كل مكان وزمان
    .. فلنستسلم الي حين .. ولنتمسك بما نستطيع .. فأن دوام الحال من المحال .. والنفس أمارة بالسوء ..
    اعلن استسلامه للقائد .. وطلب الامن والامان لمن معه
    .. ولأن قائدنا هو رجل عدل وليس ظلم .. تسامح وليس انتقام ..أعطاه الامان ومن معه
    .. ليتفرغ هو لتكريس العدل في قريته .. والتأليف بين القلوب ..
    انتشر العدل في القرية ,, وتساوي من كان عبدا ومن كان سيدا بين أهلها
    .. ولكن هيهات هيهات أن ينسي السادة ما حل بهم .. فالسادة كعهدهم دائما لايغفرون ..
    تغلغلوا في صفوف النظام الجيد في القرية مظهرين الولاء ومبطنين العداء ..
    وفي نفس الوقت انطلق الزعيم فيما اعتبره رسالته في الحياة فتحولت القرية الي مدينة .. وانضمت لها القري المحيطة .. والكل اقسم ولاء الطاعة للزعيم العادل الذي أحبوه ..
    .. احب الغلابة من الناس فأحبه هؤلاء .. انطلق يبني ويقيم العدل ولكنه في خضم عمله ولطبيعته المتسامحة الخيرة .. نسي من كانوا أعداء الامس .. وهم كعادة السادة في كل زمان ومكان .. عرفوا كيف يتلونون .. ويرفعون من بينهم من يعرف كيف يصل الي قلب الزعيم ..
    نسي الزعيم في خضم عمله ونتيجة حب من حوله .. أن يضع قواعدا صارمة لمن يأتي من بعده .. حتي تذكر ذلك وهو علي فراش المرض الاخير نتيجة الارهاق الذي اصابه وهو يحاول التأليف بين القلوب القاسية .. ولكن هيهات لقد سبقه اليوم المحتوم ..الذي لا مفر منه ..
    وجاء من أتي بعده تتصارع في داخله مشاعر الحب والولاء للزعيم .. والرغبة في أن يكون هو الزعيم ولا تنافسه حتي ذكراه
    .. أجاد في عمله لبعض الوقت واسترد بعض ما ضاع أثناء فترة مرض ووفاة الزعيم ..
    ولكن دائما لأنه أنسان .. من يخلف اي بطل يحب ان يكون هو الزعيم ..ويغار من سيرته وحكايات غلابة القرية عنه وحبهم له ..
    واستغل السادة هذا الضعف الانساني في من خلف الزعيم وكل من أتوا بعده ..ورسموا خطتهم بدهاء ..
    . حتي عادوا مرة أحري الي الواجهة .. يتحكمون في كل شيء .. في الارض ومن عليها .. ويكنزون الثروات ويقلبون الدهماء ويحشرون في عقولهم قصصا عن الزعيم الخالد يخلطون فيها الحقيقة بالخيال ..
    حتي ثارت الدهماء تطلب العدل وبدلا من أن يعرفوا عدوهم الحقيقي .. قتلوا القائد الذي لم يكن بيده شيء .. لأنه كان محاطا بأعداء الامس ومنقادا لهم .. الاعداء الذين شارك في الثورة عليهم .. ولكن ضعفه الانساني جعله ضحيتهم ..
    وعاد كل شيء الي ماكان .. يملك السادة ويعمل الغلابة .. وبعيشون علي ذكري الزعيم وحكاياته ..ما هي حقيقية وما وضع في ثناياها دهاة السادة من أكاذيب ليتسني لهم الحفاظ علي مكاسبهم التي فقدوها في يوم من الايام علي يد البطل الزعيم...
    والغلابة في هذه القرية التي تتكرر حكايتها في كل زمان ومكان .. يتناقلون حكايات الزعيم .. ولكنهم لا يستطيعون الاقتراب ممن سرقوا منهم المستقبل والامل .. خوفا ورهبة ورغبة ..
    لقد عاد كل شيء الي ماكان .. وعاد السادة يتحكمون في رقاب البسطاء .. ويقسمون المناصب فيما بينهم ويورثونها للأولاد والاحفاد ..
    انها قصة قرية تتكرر في كل زمان و مكان ... وستتكرر في كل مكان وزمان .. ألا اذا أفاق اهل القرية من غفوتهم .. ووضعوا قواعدا لا يستطيع أن يصل فيها اي زعيم مهما قال لهم ومهما حكي من حكايات .. ألا اذا اختاروه هم .. ووضعوه موضع الاختبار
    .. فأن أجاد بقي الي حين .. و,ان أخفق فهناك غيره اكثر من زعيم ..

    انها قصة قرية تتكرر في كل زمان ومكان ..

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الوهاب القطب شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    الدولة : الولايات المتحدة
    المشاركات : 3,212
    المواضيع : 122
    الردود : 3212
    المعدل اليومي : 0.42

    افتراضي

    الاستاذ عمرو وهو كذلك.

    فالناس ناس والزمان زمان.

    والصراع بين الحق والباطن سيبقى الى قيام الساعة

    وان اختلف الزمان والمكان ولكن الصراع واحد.

    اصحاب الحق على مدى تاريخ البشرية دائما قلة قليلة.

    اوافق الرأي ان الانسان العادل لا بد أن يكون حذرا دائما

    ولا بد أن يكون قليل الثقة في الناس لمصلحة الناس ومن يأتي بعدهم.

    والناس لا ينصفون الحي بينهم حتى اذا ما توارى عنهمُ ندموا



    تحياتي لاسلوب شيق متين

    وفكر نير من كاتب قدير

    المخلص

    عبدالوهاب القطب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. زمان و زمان - قصة قصيرة جدا
    بواسطة عبير النحاس في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-02-2015, 04:29 PM
  2. إمرأة لا تتكرر !!
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20-07-2010, 11:49 AM
  3. ركن وبرد ومكان
    بواسطة باسم الخندقجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2009, 08:32 PM
  4. حفل زفاف في قرية الغدير - قصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-10-2007, 05:27 AM
  5. ذكرى حب ومكان...
    بواسطة عزيز الوالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-07-2006, 01:24 AM