أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: ما بال الزوج تغير .....؟؟؟

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد الغفور مغوار أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 126
    المواضيع : 27
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ما بال الزوج تغير .....؟؟؟



    أصبحت لا تطيق رؤيته مشغول البال صامتا مطأطئ الرأس على طول. تساءلت والحيرة تأكل أحشاءها: " فيما يفكر الرجل؟ ترى ما يشغل باله؟ أموت وأعرف."
    رغم إلحاحها الشديد لم تلق جوابا، فمزاج الرجل كان مضطربا إلى حد أنه لم تعد له رغبة في الحديث و الإفصاح عما به، وكان سؤالها الوحيد المتعدد الصيغ:
    - " ما بك قد تغير طبعك منذ مدة؟"
    وكان رده الذي لا يشفي غليلا:
    - " لا شيء..."
    تكدر الجو بين الزوجين و لجـﳲت هي في الصدود الذي لم ينتبه له الرجل إذ قد تمكن منه الانشغال حتى بات يهمل شكله، صارت لحيته كثة و صار هندامه متواضعا إلى حد القول أنه أصبح كهندام مجذوب.
    تصدع تماسك الرفيقين الذين لم يسبق لهما أن عرفا توترا مثل هذا من قبل، فقد استمرت علاقتهما أكثر من سبع سنوات ذاقا فيها معا حلاوة السعادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. مضى على هذا الحال أسبوعين، و اضطراب الزوجة كان يزيد. فكرت في الانفصال تهورا لكن سرعان ما تراجعت. فهو زوجها على كل حال لا يمكن أن تنس بين عشية و ضحاها ما كان بينهما من مودة و سكينة. لكن المرأة بطبعها ضيقة النفس قد تفقد صبرها في أية لحظة و قد يكون تصرفها غير لائق. وهذا ما حصل، فقد تمكن منها الوسواس و ظنت بزوجها ظنا خبيثا:
    - " لا يفسد طبع الرجل إلا أنثى ... ترى من هي سعيدة الحظ التي جعلت زوجي بهذه الحالة؟!" كانت تقول في نفسها كل وقت وحين.
    استبدت بها الظنون فأشارت عليها واحدة من معارفها أن تقصد عرافة الحي، فهي حسب قولها لا تفوتها جزئية و سرها نافذ، و بإمكانها كشف المستور. طبعا لم تجد بدا من أن تزور صاحبة السر النافذ لتكشف لها عن المستور. دخلت عليها وكلها ارتباك و ارتعاش. سألتها العرافة بصوت ذكوري متحشرج:
    - " اسمك يا بنت و اسم أمك؟"
    - " اسمي ليلى و أمي ماريا."
    - " اسم زوجك واسم أمه؟"
    - " زيد وأمه علية.."
    - " ما حاجتك؟"
    - " زوجي مشغول عني هاته الأيام الأخيرة..."
    - " همممم .... فهمت...."
    - " أظن أنه على علاقة بواحدة ..".
    - " همممم ....فهمت...."
    شرعت العرافة تنثر حبات مما جمعت في كفها من بهار على مجمرة بخور وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة، ثم أردفت قائلة:
    - " خائن و غدارة."
    - " ماذا تقولين؟" قالت ليلى و هي مصدومة و مرعبة.
    أضافت العرافة وهي تحدق مليا بالزبونة:
    - " رشيقة و جميلة و جذابة، معذور ابن علية ... معذور..."
    - " ها...! ها...!" تمتمت الزوجة مصعوقة.
    - " ظنك كان صح يا بنتي... سلبت عقله و جعلته كالمهبول اللعينة ...."
    - " عرفتها جارتي سعاد هي من تستطيع فعل هذا..." صاحت ليلى بجنون.

    لإنهاء الزيارة، أمرت العرافة السيدة بأن تأتي في الغد بثوب مستعمل من أثوابه بعد أن تبلله بريقه قبل أن يستفيق من نومه، كما أمرتها بجلب حلاوة للأسياد و اشترطت مبلغا ماليا مهما لكي تصلح من حال زوجها.
    عند عودتها إلى البيت وجدت ليلى زوجها قد دخل الحمام، فقصدت غرفة النوم لتخبئ قميصه الذي كان يرتديه. جفلت أعصابها اضطرابا لما رأت علبة صغيرة حمراء موضوعة على المنضدة و قميص نوم نسائي جديد وفوقه رسالة، قرأتها و أناملها ترتعش:
    - "فرجت عزيزتي ... فرجت ... ويحق لنا الاحتفال..."
    فتحت العلبة، وهي تنظر إلى المرآة المثبتة فوق المنضدة، فبرقت القطعة الألماسية في الخاتم تماما كما برقت دمعة سالت على خدها الذي استعاد تورده.

    فاس في 19/06/2013

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    أخي الأكرم الأديب عبد الغفور
    أسعد الله أوقاتك
    من القصص الرائعة ..وقد ظُلمت بتركها صفريّة هذه الأيامَ !
    بدأ التشويق من العنوان : لمَ تغيّر الزوج ؟! واستمرّ التشويق يتصاعد حتى أماطت لثام السؤال الومضة
    الإنسانيّة الأسريّة المؤثّرة .
    كان السرد طبيعياً سلساً ، لم يتكلّف القاصّ البارع بجمله وحواره ، حتى إنّه لم يجد حرجاً من استخدام العبارات الدارجة ..
    لم يعب هذا النص الممتع إلا بعض الهنات اللغويّة :
    - فيما يفكر الرجل؟ = فيمَ ..
    - مضى على هذا الحال أسبوعين = أسبوعان
    - لا يمكن أن تنس = ..تنسى
    - مضى على هذا الحال أسبوعين = مضى على هذه الحال أسبوعان
    تحياتي
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    الصورة الرمزية عبد الغفور مغوار أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 126
    المواضيع : 27
    الردود : 126
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أخي الفاضل مصطفى
    إنه لشرف أن تكون أول المارين
    وبتعليقك النبيل تزدان صفحتي
    شكر الله لك تنبيهاتك
    فيم تستعمل للاستفهام بينما فيما للكلام العادي طبعا
    أسبوعان فاعل مضى وقد كنت كتبت - أكثر من- فتفاديا لتكرارها في نفس السطر شطبت عليها دون أن أصحح
    -أنسى- عوض -أنس- و الألف المقصورة سقطت سهوا و لم أنتبه إليها رغم المراجعة
    أخي لا حرمت من تشجيعك و توجيهك
    لك كل مودتي أيها الكريم

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    ما أسهل اللّجوء إلى العرّافين في حالات الضّعف! لكن جميل أنّ النّصر لم يكن حليفهم
    سرد ماتع
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  5. #5

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    أحيانا من شدة حب المرأة لزوجها تجعل قلقها جنونيا عليه حتى ون تغير لأمر ما في فترة معينة فسيذهب بالها سريعا على أنه عرف امرأة أخرى أوشاجر معها دون أن تتفهم أو تحاول ان تصبر وتسأل
    وطبعا لس كل النساء بهذا التفكيرالجاهل لكن ربما يراودهن أحيانا , كانت الخاتمة سعيدة وجميلة جعلت المرأة تندم على ظنها السئ بزوجها
    تقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة براءة الجودي ; 20-08-2013 الساعة 08:31 PM

  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    "فرجت عزيزتي ... فرجت ... ويحق لنا الاحتفال..."
    فتحت العلبة، وهي تنظر إلى المرآة المثبتة فوق المنضدة، فبرقت القطعة الألماسية في الخاتم تماما كما برقت دمعة سالت على خدها الذي استعاد تورده.


    السلام عليكم
    خاتمة جميلة
    لتعلم النساء أن ما يشغل بال الرجل ليست امرأة أخرى في معظم الحالات ,
    ولتتعلم النساء عدم تبذير أموال عائلاتهن على المشعوذات الكاذبات ,والعرافات اللواتي لا يعرفن شيئا .
    قصة جميلة
    شكرا لك أخي
    ماسة

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    تلك آفة النساء خصوصا من تحمل للرجل حبا وتعلقا فهي لا تقدر ظرفه مطلقا إن غاب عنها أو شغله أمر الحياة وكأن لا شيء عند الرجال إلا مداعبة النساء.

    قصة مميزة في مضمونها وأسلوبها خصوصا طريقة كشف تلاعب العراف على ما يخرج من فم المشتكي فيخدمه خبثه وسفه محدثه بالقلق أو بالطن ليخدم أهدافه وينهب أمواله.

    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    مع أني ضد تقسيم الأدب لنسوي وذكوري، إلا أني قرأت هنا برغم جمال وقوة الفكرة أدبا ذكوريا يحمل رسالة ذكورية تماما

    لكنها في النهاية قصة جميلة موفقة وهادفة

    دمتم بخير وألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بال حمار فاستبال أحمرة
    بواسطة باسم عبدالله الجرفالي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-02-2011, 06:59 PM
  2. ما بال أمتنا
    بواسطة عبد الحميد محمد العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-01-2009, 01:31 AM
  3. ما بال هذا الدرب يقتنص القدم
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-07-2008, 01:48 PM
  4. ما بال الرفاق/حروف حائرة
    بواسطة قلب الليل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-09-2005, 10:34 PM