(( اعتذار لــــــ(( عائشة الحرة........ ))

قالت: أتفخر أم ستهجو؟.. قلتُ: لا
قالت: تَغَزَّلْ...
قُلْتُ: لاَ، بَلْ أَلْفُ لاَ
أَنَا لاَ أُجِيدُ سِوَى الرِّثَاءْ...
فَجَمِيعُ مَا حَوْلِي عَزَاءْ
مَوْتَى ... وَقَتْلَى...
أُمَّتِي -يَا جَدَّتِي - ثَكْلَى،
وَحُبْلَى بِالْكَآَبَةِ وَالشَّقَاءْ
يَا جَدَّتِي:
عَادَ الصِّغَارُ إِلَى الْحَيَاةْ
عَادُوا وَلَكِنْ...
دُونَمَا وَجْهِ الْحَيَاءْ
عَادُوا دُمًى يَلْهُو بِهِمْ كَأْسٌ وَخِدْنُ الْعَاهِرَاتْ
عَادُوا... كَعَادَتِهِمْ...
يَبِيعُونَ الدِّمَاءَ بِلاَ دِمَاءْ
مَوْتَى...
وَمَا سَئِمُوا الْمَمَاتْ
هُمْ هَكَذَا أَلِفُوا الصَّغَارَ!!! فَلاَ رَجَاءْ!!
وَمَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ تَحْرُسُهُمْ فَلاَ
لاَ يَنْبِسُ الشِّعْرُ الأَصِيلُ سِوَى الْهُرَاءْ:
يَا فَارِسَ الْفُرْسَانِ ... يَا قَمَرَ الزَّمَــــــــــــانِ ...
وَآَخِرَ الأَصْحَابِ...
بَلْ وَالأَنْبِيَاءْ.
وَالْغَافِقِيُّ عَلَى الْبَلاَطِ مُضَرَّجٌ
يَرْنُو لِثَأْرٍ دُونَهُ ذُلُّ الثَّرَاءْ
وَنَعَامَةُ الثَّأْرِ الْمُقَدَّسِ لَمْ تَزَلْ
يَا جَدَّتِي ...
فِي الْخِدْرِ تَعْلِفُهَا النِّسَاءْ
وَتَبَاعَدَ السِّرْبَالُ وَالأَبْطَالُ
وَاعْـتَادَ الصِّغَارُ بِأَنْ يَبِيتُوا فِي الْعَرَاءْ
يَا جَدَّتِي ...
بِالأَمْسِ عَانَيْنَا صَغِيراً وَاحِداً
إِذْ يُسْلِمُ الْفِرْدَوْسَ وَالْحَمْرَاءْ
وَالْيَوْمَ نَأْسَى مِنْ صِغَارٍ أَسْلَمُوا
كُلَّ الْفَرَادِيسِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءْ
بَاعُوا الْعِرَاقَ، وَنَجْدَهُ وَتِهَامَهُ
وَالشَّامَ بَاعُوا...
وَالْحِجَازَ وَمَا وَرَاءْ...
وَالنِّيلَ وَالصَّحْرَاءَ وَالْخَضْرَاءْ..
وَالْبَحْرَ، وَالْجَبَلَ الأَشَمَّ، وَكُلَّ فِرْدَوْسٍ،،، وَمَاءْ
بَاعُوا... وَمَا فِينَا كَعَائِشَةٍ؛ لِتَنْهَرَهُمْ وَلاَ
أَسَدٌ كَمُوسَى يَشْحَذُ السَّيْفَ الْمُعَلَّقَ فِي الْهَوَاءْ
يَا عَائِشَةْ...
كَمْ مِنْ بَنِيكِ تَوَارَثُوا ذَاكَ الْعُقُوقَ بِلاَ حَيَاءْ
يَا عَائِشَةْ...
مَاذَا عَسَاكَ الْيَوْمَ فَاعِلَةً، وَقَدْ عَظُمَ الْبَلاَءْ؟
بِالأَمْسِ جَدُّهُمُ الصَّغِيرُ وَزَفْرَةُ الْعَرَبِيِّ وَالدُّنْيَا بُكَاءْ
وَالْيَوْمَ قَدْ كَثُرَ الصِّغَارُ وَأَتْبَعُوا الزَّفَرَاتِ
وَاعْتَادُوا الْغَبَاءْ
يَا جَدَّتِي...
صَبْراً -وَلاَ تَثْرِيبَ – إِنَّكِ مِنْ بَنِي الْحَمْقَى بَرَاءْ
.................................................. ...........................
(( ابْنُ عَائِشَة الأَنْدَلُسِيَّة ))

إلى الأخوة المشرفين على هذا الملتقى خطر لي أن أطمئنكم إلى أن ابن عائشة وأبو عائشة هو علاء الدين؛ فنشرت هذه القصيدة هنا، وامتنعت عن نشرها في أماكن أخر،، ولكم أن تتأكدوا بأنها غير منشورة إلا في هذا الملتقى لمدة ثلاثة أيام من الآن، تحديدا إلى فجر السبت القادم الموافق 29 يونيو 2013 ... تحياتي لكم جميعا..

يسرني أن أكون أول المعانقين لهذا الحرف النديّ
نَصٌ بمنهى الروعة صياغةً وأسلوباً ومعنى - رُغمَ الأسى
واليأس الطافح على أجواء القصيدة وأنا أفهمُ أن هذا اليأس مُبرر
متأتٍ عن حال هذه الأمة التي لا يَسُر- ولكن هناك فسحة من الامل
يا علاء الدين ولعلّ قابل الأيام يحملُ في تضاعيفه ما تسمو به هذه الامة_
سَرّنا أن تؤثرنا على بقيّة المواقع وتخصنا بهذه القصيدة الجميلة - للهِ دَرُّكَ أيها الشاعر

الجميل وأهلاً بك في واحة المبدعين

مرحى
حرف فيّاض بالإباء وشعر غلّفه الجمال ديباجة وحسن بناء
وأداء شاعريّ ملفت بحسه ورائق هطله

كأني شعرت باضطراب الجرس لبتر التفعيلة في قولك
إِذْ يُسْلِمُ الْفِرْدَوْسَ وَالْحَمْرَاءْ
وَالنِّيلَ وَالصَّحْرَاءَ وَالْخَضْرَاءْ..

أهلا بك في واحة الخير والصحبة الطيبة حيث صدق الإخاء والتناصح بإيجابية ومودّة

دمت شاعرنا بخير وألق

تحاياي