ظلمةٌ وفأرٌ
.. ذاتَ سهوٍ سقطَ ظلٌ، في يومٍ بلا تاريخٍ، في زاويةٍ عَلِقَتْ فيها أشلاءُ حلمٍ تكوَّرَ على بقايا ذاكرةٍ في ظلامٍ مترامي الأطرافِ، إلّا من ضوءٍ شاردٍ من كوةِ جدار،ٍ وأرضٍ عاريةٍ إلا من رائحةُ القهرِ الذي يسكنُ شهيقَ كلِّ نفسٍ .
.. جلسَ القرفصاءَ محدقاً في لا شيء .. منتظراً لا شيء ، منصتا لصريرِ بوابةٍ حديديةٍ أرَّقتْ إنطفاءَتَهُ ؛تخترقُ سكونَ وجعهِ قرقعةٌ يليها إلقاءُ طبقِ الذلِ اليومي برائحتهِ الممزوجةِ برطوبةِ وعفنِ المكانِ ، و بعجزٍ يتأمّلُ الطبقَ والفأرَ الذي كان يقاسمه إناءً و ظلمةً .
.. يسدلُ ستارَ جفونهِ على مسرحيةِ حياته ، و يتراخى الظلُ وأطرافَهُ ويتكومُ حيثُ هو.
يصِرُّ البابُ، يضجُ المكانُ بأقدامِ رجالِ يحملونَ الجثة .
.. مرةً أخرى يعلو الصريرُ ، يفرُّ الفأرُ بينما يدفعونَ للداخلِ أسيرا آخرَ .