شموخ
يا طالب الغيث تسقى عاطشا كرما
بحرُ العلوم هنا فانظر لمن حُرما
يا طالب العلم تروي أنفسا جهلت
نهر المعارف انظرْ فيضهُ نسما
يا قاطف الزهر من روض الذبول هنا
في شامخات العلوم الروض فيه نما
في حقلها رفرف التعليــــــم فابتسمت
واسْتقبلــــــــتْ فرحاً قــــاعاتها النجما
بها تعلمتْ الأجيــــــــــال واكتسبتْ
مَعَالمَ الرُّشْدِ يَهدي نُورَها الأمَمَــــا
من فيضها رَضَعَ التَّعليم وثبتـــهُ
الأولى كمَا رضَعتْ أجيالنا القيمَا
تفننتْ بصنوف العلم وانتفضتْ
تطوي الجهالةَ تمحو الظلمَ والظلمَا
بها تشربت الأجيال عزَّتها
واستقبلَ الطالبُ الأنوارَ واغتنمَا
تأسست بمعاني الطهر فارتفعتْ
راياتها.. وبنيها في الورى عظما
تخصصت بعلوم العصر وانفتحتْ
على المعارف تسقى السهل والاكما
واليوم في حفلنا تلك الوجوه سمتْ
وأشرقَ الأنسُ في الأرجاءِ وارتسما
اليوم محفلنا يزهو بكوكبةٍ
من النجوم عُلُواً كالسماء سما
بها تربى رجالٌ .. عمَّ فضلهمُ
بين الأنام وكانوا في البنا رقما
في صرحها: شتلات العِلمِ وزَّعَهَا
معلمونَ عظامٌ أيقظوا الهِمَمَــــا
من ساحها رفرفت راياتنا ومضت
خفَّاقةً تَذرَعُ الوديان والأكما
تُخَرِّجُ الطَّالبَ الموفورَ معرفــةً
وبعد أن شرَّبتهُ العلم ما هُزما
تاريخها صفحةٌ بيضاءُ ناصِعَةٌ
تهدي لمنْ حَلَّ فيهَا العلمَ والحكما
مَــــليحةٌ تَعْشَقُ الأنسَامُ طلعتَها
منْ روضِها نَجتني الأخلاقَ والشيما
فكم تخرجت الأجيال حـاملة
عطرَ المبادئِ وازدانتْ بمَنْ علما
وبينَ أعينها التَّاريخُ يُخْبِرنا
عن التسامي وكم يروي عن العُظما
انظر هناك بهذا الحفل كم قمرا
تَشرب العلم من أنهارها وسَمَا
ويومَ وَدَّعَتِ الدفعاتُ ربوتهَا
قامتْ تُصلي لتعلي الطرسَ والقلمَا
فيا إلهي أعدْ خَطْوي لمرْفئها
وخُصَّني بقوافٍ تنفضُ السأما
واملأ بحار القصيد العدلَ أنصفهَا
ومُدني ببيانٍ يغرسُ القـيما
هائل سعيد الصرمي