جُلت ببصري ..من حولي .. وبدورة ٍ كاملة ؛ ..
استدرت ُ لحظتها بدنا ً وعاطفة . ولا أحد أراه في المدى أو أشعرهُ غير إحساسي بأني قاعد أمام البحر ..!
الوقت ُصبحا ً ،
وفي هذا الوقت المليء بالوسنات ؛- وقد كانت تنتابني الخفيفة منها طوال الليل - وقفت الشمس باعتزاز من بعد تثاؤب ..
قبيل طلوعها حين كان الليل يسحب آخر ثيابه ؛ كانوا حولي .. أبي.. أخي.. أختي .. أبناء أختي وبناتها .. وعاملة المنزل نور ..
هم مضوا مع ُ مضيفنا للإفطار ومن ثم النوم .. أما أنا فبقيت وحدي ..ماتعا ً بالهدوء والسكينة .. وأجرب أنواع الجلسات والميلات على الرمل : مرة ً استلقي بُكليتي فوق التراب البارد .. أنظر إلى السماء ..
ومرة أرفع ركبتي وأضع فوق قمتها ؛ مرفقي .. فتتحدر يدي على جانبها ..
وعندما تستقر ذراعي تأخذ أصابع يداي في ملاطفة بعضها ..
أحيانا ً كنت أضم بساعديّ ركبتاي و أُشبك بين أصابعي .. أتأمل الشروق ..
سطح الماء يعكس .. شعاع الشمس .. فلا أحتمله وأصرف نظري عنه ..
أشياء مما خلفه الليل وسَمَراتهِ الُمنقضية تعلق في ذهني المُنهك .. وبقايا ضحكاتهم والكركرات ..
هل سأرجع إلى أول قدومنا المكان ؟! إلى أول الليل ؟!!.. لا لا .. سأعيش اللحظة ..
.الآن أشعر بمياه الشاطئ تضع بعض الرمل على أطراف قدمي وتذهب ، تتخللها .. ، تداعبها ، ُترغبني في ملامستها ..
قمت من مكاني .. وأنا أنفض عني بعضٌ من تراب الشاطئ..
تقدمت أكثر في الماء ..
وحدتي ..، وجهلي بالبحر أشعلا خوفي ؛ فزجرته ..
البحر من الأشياء المخيفة ..
مشيت في مياه الشاطئ النظيف . أرى أظافري وبياضها ،،
قدمي َّ تمتلئان بالطراوة ، فأزيد بسبب هذا الشعور في المشي ..
يرتفع الماء فوق الكعبين .. أتقدم ..
فيزيد ارتفاعه حتى منتصف الساقين .. وأنا رافعا ً بعض مما أرتديه إلى أعلى خشية البلل..
انتابني شعور آخر ما كنت أعرفه ..
الرمل ممتد ٌ ومن فوقهِ يتتالى الموج ..
كانت نهايات الموجات تهزني ، وتدغدغ فيّ حواس منسية
اقفلت عينيّ آنسا ً بارتدادات الموج اللطيفة ، أربكت موجة استقامتي وكادت توقعني على سطح الماء فتحت عيني فضحكت بصوت عال ٍ لم أدر ِ من قبل أنه لي ..