يمضي حزيرانُ الهزيمةِ يدبرُ
والقدسُ تحصدُ حزنَها تتحسرُ
قد طال في قيد الظلام مكوثها
وبكل يومٍ في المدامع تنحر
أوجاعها طال الزمانُ بها وهلْ
يدري الزمانُ بجرحها يتعذر
لا الشمس تشرق في عيون صباحها
والغيمُ أرخى حقده يتكبر
ساحاتها جفت وغاب بهاؤها
والزهر في أرجائها يتحجر
لو شئت قف وانظر بقلبك مبصراً
هل غير من عقوا بها يتجبر
في زحمة الليل الكئيب غيابها
تحنو أساً وضلوعها تتكسر
في جديها سيف العذاب مسافر
هذي قلائدها غدت تتبعثر
صرخت تنادي.. لا يجيب نداءها
إلا صدى الصوت المعتق يجهر
يا أمة يلهو ويلعب جمعُها
وبكل ناقصةٍ تموج وتبحر
يا أمةً من غير خمرٍ في الهوى
سكرتْ وفي كل الرذائل تُسحر
ما بالكم لا تبصرون دماءها
فالدهر يكتب خزيكم ويسطّر