نزع الركام حجابي

كتب الله لها عمراً جديداً , بحوله وفضله , أخرجها أهل الخير من تحت الأنقاض بعد أن حفروا الركام , وعندما خرجت والناس تكبر , قام أحد الأشخاص بتصويرها , فقالت له بلهجتها الدمشقية اللطيفة : عمو لا تصورني , فأنا محجبة !
إنها فتاة (جوبر) الحي الدمشقي العريق , رمز من رموز بلدي الجريح , بنقائه وصفائه وعفته.

عماه قد نزع الركام حجابي
فاقصر جهازك لا تكن متصاب ِ

صور إذا أحببت حجم مصيبتي
وكثافة الأشلاء فوق الباب ِ

صور وجوم الناس أو قسماتهم
يغنيك رسم الذلّ عن إسهابي

بلدي الجريح مكبّل في عجزه
والياسمينة أجدبت كيباب ِ

تلك الربا نبذت قوافل زهرها
والورد أشبع تخمة اللبلاب

بتنا غثاء , لا تهاب سيولنا
خشب هوت من أردأ الأخشاب ِ

يا ساح (جوبر) كيف أضحى حيّينا
طللاً كئيباً مقفر الأعتاب ِ

أين المعابر و الكنيس* وقبة
حضنت فتىً من خيرة الأصحاب *

والأصمعيُّ *غدا رهين عصابة
فسلا حديث النحو والإعراب ِ

يا نهر تورا* أيبسوك بليلة
عجفاء حالكة كريش غراب ِ

نضبت قلوب القوم بل أحلامهم
وذوت بقهرٍ أمنيات شبابي

غدر القذائف يستبيح دمائنا
صمت القصور ونخوة الأعراب ِ

فمتى ستشرق في الأعالي شمسنا
وتعود رقراقاً كسيل رضاب ِ

نخر الحنين شغافنا من مدة ٍ
ما أجمل الإشراق بعد غياب ِ

صبراً جميلاً يا زمان وحسبنا
جلد الكرام بوقعة الأحزاب ِ

من لي بشهم كي أواري سوأتي
واقصر جهازك كي أعيد حجابي .

المعابر : جسور خشبية تنصب على ضفة النهر
تورا : فرع من فروع بردى يخترق حي جوبر
الكنيس : الكنيس اليهودي في جوبر , وكان رمزاً لتسامح المسلمين المتدينيين بهذا الحي.
الفتى : سيدنا حرملة بن الوليد , ابن خال النبي عليه الصلاة والسلام وأخو سيدنا خالد بن الوليد .
الأصمعي : عالم النحو والإعراب المشهور ومقامه في وسط جامع سمي باسمه.

نخر الحنين شغافنا من مدة ٍ
ما أجمل الإشراق بعد غياب ِ

صبراً جميلاً يا زمان وحسبنا
جلد الكرام بوقعة الأحزاب ِ

صبر جميل أخي الكريم
نموت في المنتصف و الأحزاب تتقاذف
ولكن الإشراق يكون أحلى بعد طول غياب
و رب بناء هدم و أصبح صرحا بعد إعادة بنائه
و رب أمة أصبحت أقوى بعد الرزايا
نص جميل فنيا بغض النظر عن العواطف

تحياتي و تقديري

صورة لا يرصدها ألا فنان ولا يجيدُ تصويرها ألا شاعرٌ مطبوع

هي صورة البراءة والنقاء والعفة فضلاً عن الألم والوجع والقهر

كل ذلكَ أستطاع شاعرنا الجميل أن يسكبهُ في هذا الحرف البهيّ الأخاذ
أحسنت شاعرنا الكبير ودمتَ متألقا

قصيدة لها فلك تدور فية
لها اشعاع سحري آسر
إيقاع نابض حي نافذ إلى الوجدان
بورك الشعر والشاعر وملهمة القصيده

كتب الله لها عمراً جديداً , بحوله وفضله , أخرجها أهل الخير من تحت الأنقاض بعد أن حفروا الركام , وعندما خرجت والناس تكبر , قام أحد الأشخاص بتصويرها , فقالت له بلهجتها الدمشقية اللطيفة : عمو لا تصورني , فأنا محجبة !
إنها فتاة (جوبر) الحي الدمشقي العريق , رمز من رموز بلدي الجريح , بنقائه وصفائه وعفته.

عماه قد نزع الركام حجابي
فاقصر جهازك لا تكن متصاب ِ

صور إذا أحببت حجم مصيبتي
وكثافة الأشلاء فوق الباب ِ

صور وجوم الناس أو قسماتهم
يغنيك رسم الذلّ عن إسهابي

بلدي الجريح مكبّل في عجزه
والياسمينة أجدبت كيباب ِ

تلك الربا نبذت قوافل زهرها
والورد أشبع تخمة اللبلاب

بتنا غثاء , لا تهاب سيولنا
خشب هوت من أردأ الأخشاب ِ

يا ساح (جوبر) كيف أضحى حيّينا
طللاً كئيباً مقفر الأعتاب ِ

أين المعابر و الكنيس* وقبة
حضنت فتىً من خيرة الأصحاب *

والأصمعيُّ *غدا رهين عصابة
فسلا حديث النحو والإعراب ِ

يا نهر تورا* أيبسوك بليلة
عجفاء حالكة كريش غراب ِ

نضبت قلوب القوم بل أحلامهم
وذوت بقهرٍ أمنيات شبابي

غدر القذائف يستبيح دمائنا
صمت القصور ونخوة الأعراب ِ

فمتى ستشرق في الأعالي شمسنا
وتعود رقراقاً كسيل رضاب ِ

نخر الحنين شغافنا من مدة ٍ
ما أجمل الإشراق بعد غياب ِ

صبراً جميلاً يا زمان وحسبنا
جلد الكرام بوقعة الأحزاب ِ

من لي بشهم كي أواري سوأتي
واقصر جهازك كي أعيد حجابي .

المعابر : جسور خشبية تنصب على ضفة النهر
تورا : فرع من فروع بردى يخترق حي جوبر
الكنيس : الكنيس اليهودي في جوبر , وكان رمزاً لتسامح المسلمين المتدينيين بهذا الحي.
الفتى : سيدنا حرملة بن الوليد , ابن خال النبي عليه الصلاة والسلام وأخو سيدنا خالد بن الوليد .
الأصمعي : عالم النحو والإعراب المشهور ومقامه في وسط جامع سمي باسمه.

؛

لسان بيان
الشاعر الانسان
ما أجمل الوفاء
والحميّة
والقصيدة بأسرها
" حي جميل .. من أحياء الأدب "
ربي يرضى عنك
وينصر كل مظلوم

لن تزيدكم هذه الصّفعات إلّا قوّة ومناعةً وجَلَدًا يا أخي

هذا ما فعلته بنا صروف الدّهر

فكلّما قتلوا شابّا أنجبت إناثنا عشرة

وكلّما هدموا منزلا بنينا مئة

وكلّما زادوا بطشًا زدنا صبرا وإيمانا واحتسابا

ولنا ولكم النّصرَ إن شاء الله

مودّتي

نسأل الله تعالى أن يفرج هم اخوتنا هناك وأن
يحفظ أعراضهم ويحقن دمائهم.

لا فض فوك أخي الحبيب الشاعر الأبي بشار
البدوي العاني ، وتحية لحرف ملهم يشع نخوة
و يثور حمية وإباء.

محبتي وتقديري.

حقًّا أدمعتني , ولاأقول إلا ( الله أكبر ) كما قالها المكبرون
وصف شعري دقيق وجميل ولقطة ممتازة ولغة رائعة ليس بغريب عليك الإبداع أستاذ بشار

نخر الحنين شغافنا من مدة ٍ
ما أجمل الإشراق بعد غياب ِ

صبراً جميلاً يا زمان وحسبنا
جلد الكرام بوقعة الأحزاب

صدقتَ , وعلى المؤمنين الصبر وفرج الله قريب وماعسر شديد إلا وبعده عسرين
نسأل الله للمسلمين النصر في كل مكان وأن يثبت المجاهدين ويثبت المؤمنات على حجابهن ويهديهن سبيل الرشاد ويهدي من خلعت الحجاب وأسفرت
تقديري

سلمت يمينك أيها الحبيب
نص موجع يجسد مأساة ما زال يرزح تحتها الأحبة في الشام
نصر الله الشام وأهلها وأهلك عدوهم
أنه نعم المولى ونعم المجيب
تقديري للحرف المبدع

في صفحة تاريخنا المضمخ بالمآسي ،

وقَّعت نساء بأحرف من نقاء أسبابَ خلودِ الأمه:

أذكرُ في هذا الصدد المستغيثة ( وامعتصماه!)

وأذكر دلال المغربي وسناء محيدلي

وها أنت شاعري توثق للأجيال أروع صورة لأنبل موقف

لها المجد هذه المرأة العربية الوقور

وللشام وكل الأمة النصر والخلاص

عماه قد نزع الركام حجابي
فاقصر جهازك لا تكن متصاب

الصورة رائعة بحضور نداء التوسل والرجاء والأمر الذي أكد ذلك التوسل والرجاء

فقط ، لدي ملاحظة حول ( متصابِ ) لعل حكمها النصب خبرا لفعل الكون

كل المودة والتقدير ، شاعر الرسالة : الفاضل بشار ..