في ثلاثينيات القرن الماضي اجتمعَ المجمع اللغوي العربي في القاهرة ليعرِّب المصطلحات الوافدة الى اللغة العربية فكان ان عرب كلمة (السندويج) الى ( الشاطرُ والمشطورُ وبينهما كامخ) واثار في وقته هذا التعريب تهكم الجمهور العربي وسخريته فاستعرتُ هذا العنوان من هذه الحادثة .
وهنا ستقرأون نصين , نصٌّ قلتهُ قبلَ دخولي الى الواحة بأيام ونصٌ قلتهُ قبلَ ايامٍ منَ الآن وأنا أدعوكم للنظرِ فيهما وبيان أثرِ الواحة على النص الثاني .
النص الأول :
من بينِ أطباقِ الدجى ألفجرُ يولدُ باليقينْ
وبأذرُعِ اليومِ الجميل ِ سيُخنَقُ الليلُ الحزينْ
وبنفسِ تِلكَ الأمنياتِ كما حزنتِ ستفرحينْ
وعلى شفاهكِ بسمةٌ كانت مقطبةَ الجبينْ
وستعلمينَ وتفقهينَ مزاعمِ المتفلسفينْ
بالطاعةِ العمياءِ قد خدعوا الأُناسَ الطيبينْ
قالوا لهم ليسَ الرئيسُ الفذُّ من ماءٍ وطينْ
فقبولهُ لكمُ عبيداً مِنَةٌ لو تعلمينْ
ولهُ عليكم مكرماتٌ ليسَ تخفى من سنينْ
فبكلِّ شهرٍ يزدهي الأهلونَ بالصيدِ الثمينْ
فالملحُ والزيتُ المهدرجُ والحليبُ معَ الطحينْ
تُغني اللبيبَ عنِ السؤالِ عنِ المعذبِ والسجينْ
النص الثاني :
أنا ها هُنا فارفعْ برفقٍ بُرقُعَكْ =ليس الجمالُ بكاملٍ اِلا معكْ
أنا سِرُ عِطرِ الوردِ سِرُ جمالهِ=فاخلعْ غرورَكَ كي أُكفكفَ أدْمُعَك
مُرني بما تَعيى الجسومُ بحملهِ=تجدُ اللسانَ مُردِدا ما أروعك
يا أيها العطشُ الذي يشتاقهُ = نبعي ويحسدُ قبلَ ذلكَ منبعك
وأنا الذي اْقتحَمَتْ حُروفي أحصُناً = وتصدعت لَقَمينةٌ أن تصدعك
لمْ تَقتَحمْ أسوارُ حُسنِكُ أحرُفي = وتَهَشَّمَتْ هَمْزاتُها ما أمنَعك