|
مـــاذا أقــــولُ وأيُّ العُــذرِ ألتـمِــسُ |
وفي الحشا جَمرةٌ يظما بها النفَـسُ ؟ |
تـنـتـابُـنــي ، تـتـلظىّ كـــلَّ آونــــةٍ |
وتحرقُ القلبَ حتى انـتابَـني الهوَسُ |
مــاذا أقــولُ أنيـنــي لا حـدودَ لـــهُ |
وذكرياتُ الضحى يَغتالُها الغَلسُ ؟ |
وفــي الحيــاةِ أمــورٌ يومَ تُــدركُـــها |
يكون عــمرُك ولىّ واختـفتْ أسُـسُ |
فـمَـنْ نـنـادي ومن نهــواه عــذّبَــنا ؟ |
وكلُّ مُـصْـغٍ من الأحوال يَـبْـتـئـسُ ؟ |
ياعَبْرةَ الشوقِ أهلُ الشوقِ قد رحلوا |
وأنتِ لا زلتِ ، والأطلالُ ، والقبسُ |
وودّعـوا أيكــةَ النُـعمى يُــلاحـقـهـــم |
دمــعُ الحنيــنِ الذي للآن يـنـبـجـسُ |
يا عبرةَ الشوقِ عودي للحمى فـلـقـــد |
فــرّ الذين على قُــرّائِـــهِ درَســـــوا ! |
لم يســألوا إذ أهــــانَ البعدُ ما قصدوا |
عن الضلوعِ التي في ظِلها جــلســوا |
مــاذا أقولُ ؟ ملـوكٌ ضاع تاجَـــهــمُ |
أم الـقِـرى جهلوا أم إنّـــه الحَدسُ ؟ |
بل إنّــهم هجروا الإيثار ما علموا |
أنّ الزمــان علـى ريّـــاه مــؤتـنـسُ |
أنّ الحبيـب أنيـسَ الروح ذو عـتــبٍ |
ولست أفقهُ كيف الظـــنُّ يَــخـتـلسُ |
يـضـيّـعُ الجهد يوهي الوقتَ مـغـتـربـــاً |
والخصْمُ يـــأمـرُهُ والنفـسُ تـقـتـبسُ |
ولســت أفـهـم إلا قــولَ مُـنـشــــدِنــا |
أنّ الهـنـــاءَ هــناءُ الذاتِ فاحترسوا |
فهل لمن يَـــذرُ الإنصــــافَ معــذرةٌ |
هل للعهـــودِ بقايــا عـند من يأسوا ؟ |
إنّــي لأســأل مَن آبـــوا ومَن ذهبوا |
أجــلْ .. وغيرُهمُ ممّن همُ بخســوا |
على أحبّــتهم واسـتــأثــروا جزعـــــاً |
وأوسعوا البالَ ضــرْبا كلما همَـسوا |
وكـــان عُــذرَهـــمُ أنّ الدنــا سـَـــفرٌ |
والركبُ منّــا بـطـوقِ الهـمّ مُـحـتـبَـسُ |
ماذا نــقـول ؟ ومـا تجــدي مـقـالـتـنـا |
وبعض أفـهـامِـنا قــد شـفّـها الهوَسُ |
أم التواضــعُ مـكـروهٌ بشرعـتـنـا ؟ |
لــذاك من صحبــةِ الأخيار نحترسُ ؟ |
ونحجب الطيبَ عــن جُــلاسـنا عبثاً |
قلـنا هو الوصفُ في بأسائه العُرُسُ ! |
هــذي المقايـيـس طوبى يا ابن جِلدتِـنا |
فليت شعري متى الإيــمان يُــلتمسُ |
إذا تــنـكــّـر شُـــــعْرورٌ لخاطــــــرِهِ |
فـغـيـرُ لَبْسٍ عليـه الشــعرُ يـلـتـبـسُ |
فـيـحسب الليلَ والأكــدارَ عــافـــــيةً |
يــنـأى مخافة أن يدنو لـــــه قــبـسُ |
ويحسبُ القرْبَ بين القوم مَنقصـــــةً |
كأنّ خيرَ الورى مَن بالنوى مَرسوا ! |
ماذا نقول ؟ وحسب العهد يشهد لــي |
إذا تولىّ الصَّدى واهـتـزّت الأسـسُ |
لا لن أقولَ ، ولن تجدي فصــــاحـتُـنا |
حتىّ ولو كنتُ في الإبـداعِ أنـغـمِسُ ! |