المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفالي عبدالحي
الأغرابُ
لَقَدْ نَزَلَ الأغْرابُ بينَ ديَارنا
..........فَردُّوا حَياةَ الناس تَحْتَ المَصَائب
لَقدْ نهبُوا أَمْوالنَا وَ جُهودَنَا
.........وَ صَبُّوا علينا العنْفَ منْ كُلِّ جَانب
وَ لمْ يتْركُوا في الأرْض الا نَوَائبًا
.............فكانُوا لئَامًا كالذِّئاب الرَّواهب
أبَاحُوا لَهمْ عَمْدًا أمُورًا تَخُصُّنا
..........وَ أَعْطَوا نفَاقًا بعد أَخْذ المَناصب
أَسَاؤُوا الى الأَحْرَار جَهْرًا وَ حَاربُوا
...........رجالاً كرامًا منْ جَميع الجوَانب
عَلينَا طَغوا في كُلِّ شَيْء وَ مَارسُوا
..........خِداعًا ليبْقَوا في صُدُور المَراكب
أَتَوْنَا فحَلَّ النَّحْسُ و اليَأْسُ و الشَّقَا
...........وَ أينَ سُرُورٌ في نُحُوس الكَواكب
غدَا لَيْلُنَا لَيْلاً طَويلاً مُعَذِّبًا
...........وَ أَحْلامُنا صَارَتْ كَوَابيسَ هَاربِ
وَ ضَاقَتْ بنا الدُّنيا وَ لمْ نَدْر أَصْلَهُمْ
.........سوى أنَّهم في الأَرْض شَرُّ الأَجَانب
وَ أَكْسَبنَا الهَمُّ الخَبيثُ نَحَافةً
...........فَكدْنا نَظُنُّ المَوْتَ أَغْلَى الرَّغائِب
اذا المَرْءُ قدْ هَاجَتْ عليه نَوَائبٌ
.............تمَنَّى رَحيلاً منْ هِيَاج النَّوائب
فَمِنْ شَرِّهمْ أضْحى الفُؤادُ مُحَطَّمًا
...........وَ منْ ظُلْمهمْ وَلَّى هنَاءُ الحَبائب
ألا لَيْتَ شِعْري أَيْنَ للْمَرْء مَهْربٌ
............اذا هَجمَ الأَعْداءُ منْ كُلِّ جانب
وَ منْ نَكَدِ الدُّنْيا وَقعْنا وَ لَمْ نَجدْ
..........صُعُودًا فَأصْبَحْنا كاحْدى العَجَائب
فوَا أسَفًا قَدْ ضيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَنا
............وَ ذقْنا عَذابًا مثْلَ لَسْعِ العَقارب
سلم الجنان والبنان ،
صدقت وأيم الله ، من كل جانب ...... تداعى علينا الشر طيّ الحقائب
حقائب تخطيط ومالٍ وفتنةٍ ......وبعض فتاوى من كبار المصائب
كأنّ كتاب لله جاء لغيرنا ...... وما جاءنا إلا اختلاف المذاهب
فوا أسفا ، إذ أمتي هان أمرها..... وما عاد أمر العز بين المطالب
لها من خيول السبق كل كريمة ..... وليس لدفع الشر ظهر السلاهبِ
كأنا غدونا للورى يمتطوننا ..... بدون جموح الخيل ، بعض الركائب
فيا رب هيء أمر رشد لأمتي ..... تنال به أسمى صنوف المكاسب
حياةٍ بعزٍّ بعد ذلّ أصابها ..... ومنجاةِ يوم البعث من شر لاهبِ